كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن ريتشارد بيرل أحد كبار مستشاري وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) والذي كان أحد المخططين للاستراتيجية الامريكية لحرب العراق ألقى محاضرة أمام مستثمرين كبار عن كيفية الاستفادة من الحرب في العراق بعد فترة قصيرة من تلقيه تقريرا بالغ السرية عن هذه الحرب قبيل وقوعها. تأتي هذه الادعاءات بعد أن كشف عضو بالكونجرس من الحزب الديمقراطي عن صفقة بين وزارة الدفاع وشركة هاليبورتون العملاقة لخدمات النفط والتي حصلت على عقد بقيمة 7 مليارات دولار لمكافحة حرائق آبار النفط في العراق. وهذه الشركة كان يرأسها سابقا نائب الرئيس ديك تشيني وحصلت على العقد بطريقة الاسناد المباشر دون التنافس في المناقصات. كما أكد هنري واكسمان عضو مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا وهو العضو الديمقراطي البارز في لجنة الإصلاح الحكومي بالمجلس بان شركة هاليبورتون أيضا انتهكت العقوبات الحكومية بتعاقدها سابقا بالعمل في العراق وإيران وليبيا. وطالب بفتح تحقيق في عملية منح تعاقدات خاصة بإعادة الإعمار في العراق قد تصل تكاليفها إلى أكثر من 100مليار دولار. وقالت الصحيفة إن هذه الوقائع حدثت في فبراير أثناء تولي بيرل رئاسة مجلس سياسة الدفاع وهي مجموعة من المستشارين من خارج البنتاجون وقد تلقت تقريرا سريا من وكالة الاستخبارات الدفاعية السرية بشأن أزمتي كوريا الشماليةوالعراق وبعد ثلاثة اسابيع قدم تقريرا موجزا بعنوان "مضامين حرب وشيكة:العراق الان. وكوريا الشمالية التالية؟" في مؤتمر جولدمان ساش للاستثمار حول سبل الاستفادة من الصراعات المحتملة مع كلتا الدولتين. وقالت الصحيفة أيضا أنه استخدم تقارير سرية عن الجيل الثاني لتكنولوجيا الاتصالات العسكرية لصالح شركة مشروعات رأسمالية يتولى رئاستها. واستقال بيرل من رئاسة المجلس في27مارس عقب نشر تقارير بأنه عمل مستشارا لشركة كروسنج العالمية المحدودة للاتصالات والمتورطة في الفساد حيث حاولت الحصول على موافقة ببيعها إلى مستثمرين آسيويين. وتحدثت التقارير أيضا عن محاولته الحصول على أموال من شخص خليجي يسعى للتأثير على السياسة الامريكية في العراق. وفي فضيحة هاليبورتون، كتب واكسمان إلى سلاح المهندسين بالجيش الامريكي الثلاثاء معبرا عن دهشته من أن أحد فروع شركة هاليبورتون المرتبطة بنائب الرئيس تشيني لن يقوم فقط بإخماد حرائق آبار النفط وإصلاح البنية التحتية الخاصة بصناعة النفط في العراق ولكنه حصل أيضا على عقد لتشغيل آبار النفط وتوزيعه. وقال واكسمان "إن هذه الاسرار الجديدة التي تم الكشف عنها ذات أهمية بالغة ويبدو أنها تتناقض مع تأكيدات الإدارة الامريكية المتكررة بأن نفط العراق ملك للشعب العراقي".