كشفت دراسة ان ممارسة الرياضة الشديدة تساعد كثيرا على الحماية من مرض السرطان حتى بالنسبة للانواع التي يتسبب فيها التدخين اذا كان تمارس الرياضة الشديدة من المدخنين. واشارت الدراسة الى ان النشاطات الاقل شدة، كالمشي الحثيث، لا تفيد بمستوى الرياضة الشديدة.. وجاء في هذه الدراسة التي نشرت في مجلة (الطب والعلوم في الرياضة والتمارين) بولاية تكساس ان اللياقة البدنية تؤمن الوقاية من الموت بالسرطان. وقد تتبعت الدراسة 892ر25 رجلا تراوحت اعمارهم بين 30و87 اخضعوا لفحوص المشي على (القشاط) لتحديد اقسى التمارين التي بوسعهم ان يمارسوها. وتم تتبع الرجال لعشر سنوات سجلت خلالها 133 حالة وفاة ناجمة عن السرطان المرتبط بالتدخين و202 وفاة بسرطانات اخرى. وقال الباحثان تشونغ دولي من جامعة تكساس وستيفن بلير من معهد كوبر في دالاس ان الرجال الاقوى بدنيا لديهم احتمال ادنى بنسبة 55 في المائة للوفاة بكافة السرطانات من الرجال الاقل قوة. اما ذوو القوة المعتدلة فكانت احتمالاتهم اقل بنسبة 38 في المائة. وقد تم تصنيف متوسطي القوة بأنهم يستطيعون الركض من 20 الى 40 دقيقة ثلاث مرات في الاسبوع. اما الاشخاص الاكثر قوة فهم الذين يستطيعون التنافس في المباريات. وكانت لدى الرجال اقوى نسبة وفاة بالسرطان غير المرتبط بالتدخين اقل ب 46 في المائة ومتوسطي القوة ب 34 في المائة وتتضمن هذه السرطانات القولون والبروستات واللوكيميا التي تصيب خلايا الدم. اما احتمالات الوفاة بالسرطان المرتبط بالتدخين فهي اقل ب 66 في المائة عن الاقوياء وب 43 في المائة لدى المتوسطين، ومنه سرطان الرئة والفم. واستنتج تحليل احصائي في الدراسة انه لو اصبح الادنى قوة في مستوى الاقوياء لانخفض احتمال وفاتهم بالسرطان بنسبة 13 في المائة. وتبين ان الرجال الاكثر قوة هم اقل اقبالا على التدخين، ولكن عشرة في المائة منهم يدخنون مثلما يدخن 20 في المائة من متوسطي القوة و33 في المائة من الاقل قوة. ومع ذلك ظهر ان الاقوياء ومتوسطي القوة هما أقل احتمالا للموت من المدخنين الخاملين جسديا. ومع ذلك يقول تشونغ وخبراء آخرون ان التمارين ليست بديلا للاقلاع عن التدخين. وقد اكتشفت الدراسة ان غير المدخنين الاكثر صحة بدنية لديهم ادنى احتمال للموت بالسرطان. وطرح الباحثون نظرية مؤداها ان التنفس القوي الذي يصاحب النشاط البدني الشديد ينظف الرئتين من بعض المواد الكيميائية المسببة للسرطان المرتبط بالتدخين. كما ان الصحة الجيدة تفيد الجسم بطرق اخرى لتحسين جهاز المناعة مما قد يمنع تشكل الاورام. وقال سكوت ليسكو رئيس فرع ابحاث مراقبة التبغ في المعهد القومي للسرطان ان هذه دراسة اساسية تشجع المدخنين الذين لايستطيعون أو يرفضون الاقلاع عن التدخين على ممارسة التمارين الجيدة على الاقل. واضاف ليسكو ان على المدخنين ان يستشيروا طبيبا قبل مباشرة التمارين لان التدخين يمكنه ان يسبب مشاكل خفية كمرض القلب الذي قد تطلقه الضغوط الناجمة عن التمارين من عقالها.