أخلى الجيش السوري، الخميس، مدينة درعا مهد الانتفاضة السورية، معلنا «انتهاء المهمة» التي دخل من أجلها في 25 نيسان / أبريل وهي «تطهيرها من العناصر الإرهابية» لكنه حشد قواته في مدينة بانياس الساحلية التي تشهد تظاهرات ساخنة. ورغم حملات القتل والاعتقالات تداعى شباب سوريا عبر الإنترنت إلى «جمعة التحدي» اليوم في أرجاء البلاد. رتل من الدبابات يتجه إلى وسط مدينة بانياس الساحلية الخميس AFP وقال اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش لوكالة فرانس برس «بدأنا الخروج التدريجي بعد ان أتممنا مهمتنا .. والخروج كليا نهاية الخميس» من دون الاشارة الى عدد العناصر التي شاركت في العملية. وأضاف إن «الجيش لم يواجه المتظاهرين. نحن نتابع عصابة ارهابية مختبئة في اماكن محددة ونداهمها، الجيش لم يتصد للتظاهرات على الاطلاق ولم يتم استخدام اسلحة ثقيلة اطلاقا، فقط الاسلحة الفردية». وأعلن أن «العملية أسفرت عن مقتل 25 جنديا وجرح 177 آخرين». وقال شاهدا عيان لرويترز إنهما شاهدا رتلا من الدبابات وهو يخرج من مدينة درعا وقدرا عددها بثلاثين كانت على متن حاملات مدرعات. وقال مراسلون لفرانس برس إنهم شاهدوا 350 جنديا يستقلون 20 ناقلة وهم يغادرون المدينة في العاشرة صباحا. وقال اللواء حداد انه «تم القاء القبض على المجموعات الارهابية المسلحة التكفيرية التي روعت الناس وقتلت الابرياء واعتدت على الممتلكات». واكد ان «الحياة الطبيعية ستعود تدريجيا لدرعا». وتجمعت عشرات الدبابات والمدرعات بالاضافة الى تعزيزات ضخمة من الجيش، الخميس، بالقرب من مدينة بانياس الساحلية (280 كلم شمال غرب دمشق) تمهيدا لمهاجمتها، بحسب ناشطين حقوقيين. وقالوا لفرانس برس «عشرات الدبابات والمدرعات وتعزيزات ضخمة من الجيش تجمعت عند قرية سهم البحر التي تبعد عشرة كيلومترات عن بانياس» ويحاصر الجيش السوري بانياس منذ اكثر من اسبوع. تجمعت عشرات الدبابات والمدرعات بالإضافة الى تعزيزات ضخمة من الجيش، الخميس، بالقرب من مدينة بانياس الساحلية تمهيدا لمهاجمتها، بحسب ناشطين حقوقيين. وقال اللواء حداد : إن عملية درعا أسفرت عن مقتل 25 جنديا وأن الجيش لم يواجه المتظاهرين هناك بل تابع عصابة إرهابية واشار احد الناشطين «يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعا» جنوب البلاد. وتحاول حركات المعارضة للنظام السوري تنظيم اعتصام في المدن الكبرى في البلاد. كما اكد ناشطون ان المعارضين للنظام في سوريا تعهدوا مواصلة «ثورتهم» عبر تنظيم تظاهرات في عدة مدن سورية في بيان «مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة ارجاء سوريا حتى تحقيق مطالبنا بالحرية». ودعا الناشطون الى التظاهر اليوم الذي اسموه «جمعة التحدي» الموافق السادس من ايار وهو ذكرى الاحتفال بيوم الشهداء عادة في سوريا. يأتي ذلك فيما أعلن ناشط ان اكثر من 300 شخص اوقفوا صباح الخميس في بلدة سقبا من ريف دمشق خلال حملة اعتقالات شنها الجيش وقوات الامن. واكد الناشط ان «اكثر من الفي شخص تابعين لاجهزة الامن والجيش شاركوا في حملة الاعتقالات والذين نقلوا بحافلات». واشار الى ان «سبعة من سكان سقبا قتلوا منذ بداية موجة الاحتجاجات» منتصف آذار/مارس. وقال أحد السكان لرويترز ان مئات من الجنود في زي القتال اجتاحوا ضاحية سقبا بدمشق خلال ليل الأربعاء الخميس واقتحموا المنازل ونفذوا اعتقالات بعد أن قطعوا الاتصالات. وأكد أن المظاهرات في سقبا كانت سلمية. وكانت دبابات وناقلات جند مدرعة انتشرت حول بلدة الرستن يوم الأربعاء الامر الذي يثير المخاوف من حملة اخرى على الاحتجاجات. وقال سكان ان المركبات العسكرية اتخذت مواقع عند المشارف الشمالية للرستن على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص الصناعية و15 كيلومترا من مدخلها الجنوبي منذ صباح الأربعاء. وقال ساكن «الرستن عشائرية. سكانها لن يدعوا الجيش يدخل بدون مقاومة». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن ان الاجهزة الامنية اعتقلت فجر الخميس احد الجرحى من مشفى خاص بالقرب من مدينة اللاذقية مشيرا الى تكرار هذه الظاهرة. على الصعيد الدولي، اعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في ختام لقاء في روما مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس، ان الولاياتالمتحدة وايطاليا تدعوان الحكومة السورية الى «وقف اعمال العنف والعودة الى الحوار». وتطرق ايضا الى «العقوبات» ضد سوريا، ولاسيما «تعليق المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي من اجل التوصل الى اتفاق تعاون» و»قيود على تحرك الاشخاص المتورطين مباشرة في اعمال العنف التي وقعت في الاسابيع الاخيرة». وافادت منظمة انسان للدفاع عن حقوق الانسان عن سقوط 632 قتيلا واعتقال 2843 شخصا منذ شهر ونصف شهر بينما تحدثت منظمة العفو الدولية عن 542 قتيلا في حصيلة مرشحة الى الارتفاع كما اضافت. وطلب مجلس الامن الدولي ارسال بعثة عاجلة الى سوريا فيما اعلنت منظمة غير حكومية عن وجود حوالى ثمانية الاف «معتقل ومفقود» في البلاد منذ انطلاق الاحتجاجات في 15 اذار/مارس.