اتفق وزراء منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) الاسبوع الماضي على مواصلة العمل بحصص الانتاج الحالية للمنظمة والتدخل بشكل سريع لتعويض اي نقص في امدادات الطاقة. ورفض الوزراء رفع معدلات الانتاج لمواجهة امكانية وقوع الحرب على العراق بسبب وجود كميات كافية من النفط في السوق العالمية والمخاوف من تدهور الاسعار خلال الربع الثاني من العام. وعزت مصادر اوبك القرار الى رغبة الدول الاعضاء في عدم اعطاء انطباع بانها تساند العمل العسكري ضد العراق من خلال ضخ مزيد من النفط. واتفق وزراء اوبيك على مواصلة مراقبة تطورات سوق النفط بدقة واتخاذ الاجراءات اللازمة بصورة سريعة سواء بعقد اجتماع استثنائي عند الضرورة او عبر الاتصالات الهاتفية. واكدت غالبية وزراء اوبك عدم وجود خطط طارئة اعدوها لمواجهة الحرب الوشيكة لكنهم اكدوا في نفس الوقت امكانية الانتاج باقصى الطاقات الممكنة اذا ما وجدوا حاجة ماسة الى ذلك. من جانبه قال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل ان منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك اتفقت في اجتماعها الوزاري الاسبوع الماضي على ابقاء سقف انتاجها الرسمي دونما تغيير 24.5 مليون برميل يومياً. وقال خليل ان اوبك قد تجتمع قبل ذلك التاريخ اذا اقتضت الضرورة. ومن المتوقع ان يلتقي منتجو اوبك مرة اخرى حينما تحل الازمة العراقية. من جانبه قال مندوب رفيع في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك انه من المرجح ان تتفق اوبك على ان تجتمع ثانية في يونيو. على صعيد آخر قال سبنسر ابراهام وزير الطاقة الاميركي انه يتوقع ان تفي منظمة أوبك بوعدها بان تحاول سد اي نقص في المعروض النفطي اذا نشبت الحرب. وقال ابراهام لقد قالوا على الدوام انهم مستعدون لزيادة الانتاج لسد اي نقص قد يحدث على مستوى العالم نتيجة تعطل الامدادات. وأضاف ليس لدي سبب يدعو للتشكيك في اخلاصهم في هذا القول. وأكد من جديد ان واشنطن لن تتخذ قرارا باللجوء الى الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الا في حالة حدوث نقص حاد في الامداد. وقالت مصادر فى أوبك ان المنظمة اعربت عن شكوكها فى قدرتها على سد النقص فى امدادات النفط العراقى فى حالة نشوب الحرب خصوصا مع استمرار التوقف الجزئى لصادرات النفط الفنزويلى وشددت على ان استقرار الاسواق مسئولية جماعية. من جانبها اعربت الدول المنتجة الاخرى من خارج المنظمة انها تبذل جهودا لزيادة انتاجها والتعاون مع اوبك فى الظروف كافة. وابدى الجانبان رغبتهما فى استقرار اسعار النفط عند مستويات معقولة لصالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمى وحذرا من تدهور كبير فى اسعار النفط فى حالة تغير الظروف الراهنة وهى فى معظمها سياسية ونفسية تدفع بالاسعار نحو الارتفاع. وقال بيجان زنغانه وزير النفط الايراني انه ينبغي الا يكون لاوبك دور في اعطاء الضوء الاخضر لهجوم على احدى الدول الاعضاء في المنظمة. وقال أعتقد ان أوبك ليست منظمة سياسية.. وليست مهمتنا اعطاء الدور الاخضر لهجوم على دولة من اعضائنا. من جانبه قال نائب وزير الطاقة الروسي الكسندر فورونين ان بلاده تحبذ سعرا بين 20 و25 دولارا للبرميل لتصدير نفطها الخام. وقال فورونين نحن نعتقد ان السعر عادل للمنتجين والمستهلكين على السواء. وقالت رئيس الوفد الكويتي السفيرة نبيلة الملا التي ضمت صوتها الى صوت الوزير الجزائري ان هناك توجها لابقاء معدلات الانتاج الحالية موضحة ان (اوبيك) ستواصل مراقبة تطورات سوق النفط وتتخذ الاجراءات المناسبة لضبط الاسعار والاستقرار. كما اكدت ان لدى الدول الاعضاء قدرة اضافية للانتاج لتغطية اي نقص محتمل في حال اندلاع الحرب على العراق. وقالت الإمارات وهي الدولة الثانية الوحيدة التي لديها فائض في طاقة الانتاج انه قد لا يكون لدى أوبك طاقة إنتاج فائضة كافية لتغطية الفاقد في الانتاج. وقال وزير البترول والثروة المعدنية الإماراتي عبيد بن سيف الناصري اعتقد أن الجميع ينتج بأقصى طاقته تقريبا. وأضاف من الصعب للغاية تعويض الانتاج من حقول النفط في العراق والتوقف الجزئي في الكويت. إلا أن اكثر ما يثير قلق آخرين في أوبك هو احتمال انهيار الأسعار بعد الحرب. بيجان زنغانه عبيد الناصري