"انا شابة عربية عمري 25 سنة، العيون عسلية والشعر ناعم وطويل، متناسقة القوام ، خلوقة ومن أسرة محترمة، ارغب في الزواج من شاب ميسور الحال يقدر الحياة الزوجية". على هذا النحو تبدو اعلانات الزواج على شبكة الانترنت من خلال مواقع عديدة تقدم هذه الخدمة مجانا لزائريها أو برسوم رمزية في بعض الأحيان مما يبشر بانتهاء مرحلة "الخاطبة" التقليدية التي قامت بدور الوسيط والتوفيق بين العروسين وتقريب وجهات النظر على مدى عقود طويلة. التحول العصري ويشير بعض المتخصصين الى ان نجاح عمليات الزواج العصري بهذه الطريقة الإلكترونية من شأنه أن يقضي تدريجيا على رومانسية ما قبل الزواج وأحاسيس الحب الأولى نتيجة للتغير في لغة وشكل واسلوب البدايات وتحولها الى اهداف معينة يبحث عنها الطرفان. لذلك فقد انتشرت بكثرة هذه المواقع التي غيرت شكل ومفهوم الزواج بما يتواءم وطبيعة المرحلة التي استطاعت ان تختصر العالم في جهاز كمبيوتر.. انتهى عصر الزواج التقليدي والحب التقليدي وظهرت طرائق اخرى عصرية استفادت من تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصال التي أفرزتها العولمة. وسعت هذه المواقع الإلكترونية الى إرضاء متصفحيها بتوفير احتياجاته من خلال تعدد الرغبات او النماذج المطروحة او على صعيد التنظير المعرفي لفكرة الزواج. واستطاعت هذه المواقع ان تجذب اليها كثيرين ممن لم يحصلوا على حظوظهم في حياة سوية عبر الطرائق التقليدية، واصبحت عونا حقيقيا للباحثين عن الزواج عبر احدث الوسائل العصرية والتي لازال يتعامل معها البعض بحذر نتيجة لوجود من يتعامل معها لتضييع الوقت والتلاعب بمشاعر الآخرين. بيانات الراغبات في الزواج تتجاوز بيانات الراغبات في الزواج معلومات العمر والمهنة والميول والحالة الاجتماعية والمواصفات التي يفضلن توافرها في شريك العمر الى الوصف الفج الذي يحول الفكرة رغم انسانيتها الى شكل من اشكال الترويج الاعلاناتي عن سلعة من خلال الحديث عن المفاتن والأنوثة. تقول - مثلا- احدى المعلنات:انا بيضاء البشرة وعيوني خضراء، وتقول اخرى: طويلة وممشوقة القوام وجميلة جدا.. واخرى تقول : انا مهندسة جميلة جدا، ذات طول مناسب ومتناسق مع جسمي ، عيوني جميلة وملونة ..و هكذا، وهناك من تبحث عن مواصفات التدين والاحترام وتقدير الحياة الزوجية في شريك العمر. سبل الترغيب هناك العديد من المواقع الاخرى التي تسعى الى جذب الشباب والفتيات الى الزواج مثل موقع "الترغيب في الزواج" الذي يجيب على اسئلة زواره ويحاول ان يجد حلولا مناسبة لمشاكلهم بالاستناد الى آراء علماء الدين.وموقع "الزواج في ظل الاسلام" الذي يقدم كتابا كاملا تحت نفس العنوان ويقول مؤلفه "اني اكتب هذه الرسالة لاخواني واخواتي رغبة في تمكينهم من ان يؤسسوا بيوتا صالحة وان يحافظوا على هذا العهد المقدس والميثاق الغليظ كما وصفه الله في كتابه: (واخذنا منكم ميثاقا غليظا) وكذلك ليحافظ المسلمون على بقاء هذا العقد لأنه آخر ما بقي بايدينا اليوم من قوانين الاسلام وتشريعاته". اما مشروع تيسير الزواج والذي يأخذ موقعا على شبكة الانترنت تحت نفس الاسم ويستقبل طلبات الراغبين في الزواج وتقريب وجهات النظر فانه يعمل على تيسير وتسهيل كل المصاعب التي تقف بطريقهم للمساهمة في حل مشاكل العنوسة ويراعي اصحاب الحالات الخاصة ويتعامل معهم بحساسية تامة، كما انه يتوسط لدى الجمعيات الخيرية لمساعدة من لا يستطيع تحمل تكاليف الزواج . ويقوم مشروع تيسير الزواج بدور توعوي من خلال تنظيم المحاضرات والدروس في هذا الشأن. كل هذه المواقع تسعى الى مساعدة الراغبين في الزواج اما بتقريب وجهات النظر او المساعدة المادية او نشر الوعي من خلال الكتب والمقالات وتنظيم الندوات والمحاضرات. وتظل المواقع الأكثر جذبا للمتصفحين من راغبي الزواج والفضوليين هي مواقع اعلانات الزواج والتي يحتوي كل منها على كم هائل من بيانات راغبي الزواج من الجنسين مما يجعل هذه المواقع تطرح تساؤلات حول جدية الزواج بهذه الطريقة الحديثة و امكانية القضاء على العنوسة في حال نجاح ( الكمبيوتر) في حل واحدة من ابرز مشكلات المجتمع العربي. واجهة موقع يهتم بالزواج