مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة يحصد 4 جوائز للتميز في الارتقاء بتجربة المريض من مؤتمر تجربة المريض وورشة عمل مجلس الضمان الصحي    ترمب يستعد لإبعاد «المتحولين جنسيا» عن الجيش    «الإحصاء»: الرياض الأعلى استهلاكاً للطاقة الكهربائية للقطاع السكني بنسبة 28.1 %    وزير الصناعة من قلب هيئة الصحفيين بمكة : لدينا استراتيجيات واعدة ترتقي بالاستثمار وتخلق فرصا وظيفية لشباب وشابات الوطن    السعودية الأولى عالميًا في رأس المال البشري الرقمي    استقرار أسعار الذهب عند 2625.48 دولارًا للأوقية    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    فصل التوائم.. أطفال سفراء    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    ألوان الطيف    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    القتال على عدة جبهات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    كلنا يا سيادة الرئيس!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«زوجني نفسك».. 500 فتاة يعرضن أنفسهن للزواج.. هل يجوز؟
موضة الخروج من العنوسة
نشر في المدينة يوم 22 - 03 - 2013

المتابع لما تنشره وسائل الإعلام مرئية كانت او مكتوبة سيلاحظ دون شك أن التغيرات الاجتماعية التي تمر بها مجتمعاتنا العربية والإسلامية أدت إلى ظهور تداعيات أسفرت عن وجهها القبيح والقاسي على جميع فئات المجتمع ومن هذه التداعيات ارتفاع نسبة العنوسة وتأخُّر سن الزواج الأمر الذي دفع العديدَ من الفتيات للجوء لوسائل مختلفة تساعدهم على التخلص من هذا الشبح المخيف ومن نظرات المجتمع التي لا ترحم .
ومن أبرز تلك الوسائل عرض الفتاة نفسها للزواج سواء بطريقة مباشرة وإن كانت هذه الطريقة لم تنتشر بالشكل الواضح حتى هذه اللحظة او من خلال طرق غير مباشرة مثل أبواب أريد عريسا التى انتشرت فى كل وسائل الإعلام دون استثناء لدرجة أن أحدهم انشأ جمعية طبعت كتاب أسمته دليل الزواج قدم فيه بيانات أكثر من ألف فتاة يرغبون فى الحصول على الزوج المناسب. كل هذا يطرح سؤالا مهما هل يليق فى مجتمعات لها قيمها وتقاليدها أن تلجأ فيها الفتاة لعرض نفسها للزواج؟ وإذا كان هذا الامر لا يليق كيف نواجه ظاهرة العنوسة؟ وإذا كان عرض الفتاة نفسها للزواج أمر لا بأس فيه كيف تفعله الفتاة دون ان تهين نفسها ودون أن يتعارض سلوكها هذا مع الشريعة الإسلامية؟ أسئلة وضعناها على مائدة خبراء النفس والعلوم الاجتماعية وعلماء الدين ورصدنا إجاباتهم فى السطور التالية :
بداية يقول الدكتور أحمد عكاشة خبير الطب النفسي: يجب أن نعرف أنه وفى ظل التقاليد التى تحكم مجتمعاتنا العربية والإسلامية هى السبب فى لجوء الفتاة لطلب الزواج بنفسها على اعتبار أن المجتمع ينظر للعانس نظرة دونية ويعاملها بصورة ساخرة ولكن فى نفس الوقت فإن لجوء الفتاة للبحث بنفسها عن العريس المناسب لها قد يقودها إلى المتاعب لأنها فى معظم الأحوال ستفكر بعواطفها بعيدا عن العقل وخوفا من شبح العنوسة الذى يطاردها فكثيرا ما تعتقد الفتاة أن الرجل الذي تقصده مناسب لها ويكون لديها اعتقاد راسخ بهذا في حين أن هذا يكون غير صحيح وتكون قد بنت رأيها على قناعات غير حقيقية وأحيانا تسارع وتقول إن شخصا ما مناسب لها، وتكون معلوماتها عنه غير كافية.
ويتابع د . عكاشة :أنا أرى أن لجوء الفتاة لطلب الزواج عن طريق إعلانات الزواج او مكاتب التزويج أو غيرها من الوسائل التى انتشرت فى عصرنا الحالى أمر محفوف بالمخاطر فطبيعة العلاقة الزوجية فى مجتمعاتنا المدينة يتطلب ان يكون لدى الفتاة رصيد من المعلومات كاف عن الشاب الذي تريد الارتباط به ثم يفضل أن تعرفه على شخص حكيم أو كبير في السن ممن لديهم مهارة الفراسة ولديهم خبرة واسعة في الحياة واكتشاف معادن الناس ولو تأكدت أنه الشخص المراد والمناسب لها فعلا فعليها ألا تحادثه مباشرة لأن هذا أحيانا يعطي نتائج سلبية ومؤلمة للفتاة بل عليها أن توسط شخصا تثق فيه ويكون لديه مهارات الدبلوماسية وحسن الحديث، بحيث يبدو وكأنه يتحدث من نفسه طواعية وليس بطلب من الفتاة كي تسير الأمور طبيعية وألا يحدث أي ضرر للفتاة في حالة عدم حدوث قبول من الشاب وعلى الفتاة التي تتخذ طريقة التعبير المباشر أن تتحمل مسئولية هذا الفعل وكل هذه الامور أشك ان الفتاة تستطيع ان تفعلها مع عريس النت أو الذى يختار صورتها من دليل الزواج أو غيرها من الوسائل غير اللائقة والتى شاعت فى مجتمعاتنا والمشكلة الاكبر أن عجز الكثير من الشباب العرب عن دفع تكاليف الزواج يدفعهم إلى التغرير بالفتاة التى تكتب بياناتها وتقدم صورها الشخصية فى مثل هذا الدليل حيث يظن الكثيرون ان هذه الفتاة سهلة المنال .
دور الأسرة
وتحلل د. سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع ظاهرة (البحث عن عريس) تحليلاً طريفاً بقولها: المسألة في حقيقتها نوع من النوع (الفلكلور) الذي اعادته إلى الحياة ظروف عصر الإنترنت وهو نوع من (التطبيق) العصري للمثل الشعبي الشهير (اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك) فالأسرة المعاصرة تفعل ما كان يفعله الأجداد زمان ولكن بطرق أخرى فبدلاً من الخاطبة التقليدية اصبحت الخاطبة اليكترونية وجمعيات ومكاتب متخصصة وبقيت من الطريقة التقليدية ظهور البنات خلال المناسبات المختلفة في (الصورة الاجتماعية) أمام راغبي الزواج خاصة وان هناك قلقاً يساور معظم الأمهات على مصائر بناتهن، بسبب ارتفاع سن وتكلفة الزواج وعزوف الشباب عنه
تضيف ولذلك لا يجد الأهل غضاضة في عرض بناتهن، وبعض الأسر تنصح الفتيات بأن ينتهزن أي فرصة (محترمة ومشروعة)، من أجل الارتباط، شريطة أن يكون كل شيء (على المكشوف)اجتماعياً، وهو أمر يتوقف على شخصية الفتاة ووعيها أولاً وأخيراً وفي اعتقادي أن انتشار الفضائيات وزيادة الاختلاط بين الجنسين في بعض المجتمعات العربية زاد من حيرة الأمهات و(تشتت) الشباب في مسألة الزواج، فالشباب يرى أشكالاً وألواناً من البنات، وبالتالي أصبح العرض أكثر من الطلب إن صح التعبير وأصبح لزاماً على كل أسرة التأكيد على (جودة) بناتها، من حيث الشكل والمضمون، والمظهر والتعليم، والأصل والفصل أيضاً، وكل هذه الأمور تجعل من المرأة (سلعة) خاصة لمعوقات المجتمع الاستهلاكي وهي نظرة ينبغي علينا التخلص منها، لأنها غريبة على مجتمعاتنا العربية، ومستوردة من مجتمعات غربية تحاول إعادة النظر فيها .
وتقول الدكتورة سامية الساعاتى : للأسف الشديد فإن هناك من استغل زيادة نسبة العنوسة للعب على مشاعر الفتيات العرب وهكذا انتشرت ماتب التزويج الوهمية وحتى الفضائيات دخلت على الخط من اجل البحث على مزيد من الربح وكل هذا يعني ان ان ثقافة التسوق احتلت التفكير في كثير من الأمور حتى الزواج دون النظر لاعتبارات اخري وأنا شخصيا أرى أن الزواج عبر الفضائيات أو من خلال ما يعرف باسم دليل الزواج هو نوع من الاستخفاف بعقول المشاهدين والمشاركين معاً فكيف تقبل الفتيات بهذه الاعداد علي تسجيل انفسهن في كتاب مثل هذا الذى يباع تحت اسم دليل الزواج والاكثر استغرابا ان هناك من تقدموا من دول عربية وضربوا بعرض الحائط الاخلاقيات والعادات التي نشأت عليها المجتمعات الشرقية ولابد أن نعى ان العنوسة وارتفاع تكاليف الزواج لا يجب أن تجبر فتياتنا علي الاقدام لمثل هذا العمل لأنه ليس الحل فهناك حلول جادة وجهات تخدم هؤلاء
الشباب في كثير من الدول العربية ولابد أن تمارس الحكومات العربية دورا مهما من اجل رقابة مثل تلك البرامج.
صحة المعلومات
ويري الدكتور علي ليلة أستاذ النظرية الاجتماعية أن وسائل الإعلام والإنترنت لا يمكنها أن تقيم علاقة زواج سليمة وعلى كل فتاة عربية ان تدرك هذا جيدا .
ويكمل د . أبو ليلة كلامه: الرسول صلى الله عليه وسلم وضع قواعد لعلم الإجتماع الإسلامي ودوره فى بناء أسرة سليمة عندما قال عليه الصلاة والسلام : « تنكح المرأة لثلاث إما لمالها أو جمالها أو حسبها ونسبها أو لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك «إذن فالدين هو الأهم ولكن في حالة عرض الفتاة لنفسها للزواج عبر النت او الفضائيات او الصحف فكيف سيعرف الشاب ذات الدين من غيرها فلا نعرف إذا كان الدين هو كما يريد الشاب أم لا وهل الفتاة فعلاً متدينة أم تدعي هذا وهذه الطريقة لا تقبل في نظر غالبية أفراد المجتمع وينظرون لها بشك ففي هذه الوسيلة المستحدثة نأخذ المعلومات من الطرف الآخر ونحن ليس لدينا مصدر للتأكد من صحة المعلومات فنضطر لتصديقه سواء كان صادقاً أو كاذباً ولا ضمان هنا لأخلاق الشخص وشخصيته كما أن هناك بعداً آخر للتعارف من خلال الإنترنت أنها قد تغري لتجاوز حدود الأدب والدين المطلوب الحفاظ عليها مما يتنافى مع أبسط قواعد الزواج المقامة على الاحترام المتبادل بين الطرفين وأنا لا أنصح أبداً بالاعتماد على وسائل الإعلام في الزواج لخطورتها ولعدم الثقة بين الطرفينذكلك فإن عرض الفتاة لبياناتها بهذه الطريقة يمنح أصحاب النفوس الضعيفة فرصة اللعب بها وهو ما يتسبب فى نشر جرائم وممارسات لا اخلاقية تهدد الامن المجتمعى .
وينهى الدكتور ليلة حديثه قائلا : بلا شك فإن الفتاة أكثر تأثرا بالعنوسة من الناحية النفسية والاجتماعية، خاصة مع قلة توافر فرص العمل وارتفاع اشتراكات النوادي مما يجعلها تقع فريسة لمشاعر التعاسة والاكتئاب ولهذا فعلينا بالإضافة إلى العمل على مواجهة ظاهرة العنوسة أن نعمل على نصح كل فتاة، فاتها قطار الزواج أو تأخر كثيرا أن تجد لنفسها فرصة لشغل وقت فراغها وبناء شخصيتها بالاستفادة من وقت الفراغ في أعمال البيت وممارسة أي حرفة داخل المنزل والاستفادة من القروض متناهية الصغر في إقامة مشروع صغير يدر عليها دخلا ويشعرها بالنجاح في الحياة وتحقيق الذات .
السقوط فى الرذيلة
وعن رأي الدين في هذه القضية يقول الدكتور الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة : بلا شك فإن زيادة حدة العنوسة جعلت الفتيات تبحثن بأنفسهن عن الزوج المناسب بعد أن فشلت الأسرة فى هذا الامر ولكن لابد للفتاة وهى تلتمس الحصول على عريس مناسب أن تدرك أن الإسلام كان حريصا على الحفاظ على كرامة المرأة ولهذا ألزمها أن تعمل على حفظ نفسها وصيانتها ولهذا لا يليق بالفتاة أن تعرض نفسها على الرجال بهذه الصورة التى نسمع عنها ونشاهدها فى برامج الفضائيات وما يعرف باسم دليل الزواج الذى لا ينجم عنه سوي علاقات غير سوية قد تجر الفتاة للسقوط فى الرذيلة ونجد في سيرة الصالحات أن هناك وسائط تتم بين المرأة والرجل المتقدم ومسألة تخطي الأبوين من المسائل التي لا تحمد عقباها في العادة والزوج في العادة هو الذي يبحث عن زوجة وأما الزوجة فلا مانع من أن يبحث وليها عن زوج صالح لابنته أو لأخته وهذا واقع في سير الصحابة رضوان الله عليهم وأن يعرض الرجل ابنته أو أخته على الرجل الصالح هذا كان من سنن السلف، لكن لا أن تعرض المرأة نفسها. ولا داعي للاستدلال بأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث التى وهبت نفسها زوجة للرسول عليه السلام في هذا الأمر فرسول الله صلى الله عليه وسلم له خصوصيات .
ويضيف د . غنايم : على الفتاة المسلمة ألا تلجأ لعرض نفسها بصورة مبتذلة ويمكنها ان تساهم فى حل مشكلة عنوستها بأن تكون عاملاً مساعداً في تيسير الزواج وتسهيله، فمثلاً: الأهل قد يطلبون مهراً عالياً وثياباً وذهباً وقد يصل الامر الى خدامة في بعض المجتمعات .. ونحو ذلك، ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة المتدينة عاقلة، فتقنع أهلها بأنه لا داعي لكل هذه الطلبات، وأنها لا تريد كل هذا المهر، ولا كل هذا الذهب، ولا كل هذه الثياب، خصوصاً إذا كان الزوج ليس بمستطيع ولا مقتدر، بل إنه سيستدين لأجل الوفاء بهذه الطلبات. وهذه قصة جميلة سمعتها من رجل عن زوجته قال: في بداية الزواج عندما تقدمت طلب أهلها ذهباً بكذا وكذا، فقلت: لها أن تنزل إلى السوق وتختار ما تشاء، هذه الفتاة العاقلة لما نزلت إلى السوق وأهلها يقولون لها: تريدين هذا الطقم؟ فتنظر في ثمنه، فإذا كان مرتفعاً تقول: لا يعجبني، ثم يرونها طقماً آخر فتنظر في ثمنه فإن كان مرتفعاً تقول: هذا ما أعجبني.. وهكذا، حتى تصل إلى طقم معقول القيمة لا بأس بثمنه تقول: نعم، هذا هو الذي أريده، فهنا تكون الحكمة، لا بد أن تكون الفتاة عاملاً مساعداً في تيسير الزواج، الأهل لهم ضغط صحيح، وإذا صمموا ولا بد فهي قد توافق ظاهرياً وبعد الزواج تتنازل لزوجها عن أشياء مما غرمه من الديون ودفعه إليها فيرد به دينه، هذا أيضاً من العقل والحكمة . وينهى الدكتور غنايم كلامه قائلا :ينبغي على الفتاة المسلمة أيضا أن تشغل نفسها بدعاء الله أن يرزقها زوجاً صالحاً فذلك عبادة بدلاً من أن تضيع الوقت في الجرى وراء الاوهام التى تسوقها الفضائيات وغيرها ممن يلعبون على وتر حاجة النساء والرجال للزواج .
الوسائل الشرعية
ويقول الدكتور محمد رأفت عثمان العميد الأسبق لكلية الشريعة وعضو مجمع البحوث الإسلامية: بداية فإن الإسلام لم يمنع المرأة من عرض نفسها للزواج على الرجل المتدين الصالح الذى تتوسم فيه علامات الإيمان والتقوى ولكن ما تقوم به الفضائيات وبعض وسائل الإعلام الاخرى حاليا من تسهيل التعارف بين الرجال والنساء لا يمت بصلة لما أباحه الإسلام ولكنه من وجهة نظرى دعوى إلى التبرج والسفور اذ تنشر بيانات ومعلومات الفتيات دون ادنى رابط وهذه طريقة من أفشل الطرق وكون هذه المرأة تعرض نفسها بهذا الشكل شيء مزرٍوكون الواسطة أو الوسيلة التي يتم بها هذا هي وسيلة من وسائل الفساد والمجون فى معظمها فضائيات و مجلات سيئة وتافهة هي التي تصل الرجال بالنساء وهذه لا شك أنها وسيلة من وسائل الفساد.
والحقيقة أن كثيراً من النساء لا يعرفن إلى أين يتوجهن بحل لمشاكلهن، ولذلك نجد كثيراً من الفتيات خصوصاً في مرحلة المراهقة يتصلن بمحرري الصحف، أو بمحرري بعض الزوايا أو بعض مواقع التعارف والزواج عبر الانترنيت ، وأحياناً ينطلقن من إخلاص ومن إرادة لمعرفة الحل لمشكلة أو معضلة ولكن يتجهن إلى غير التقاة من أمثال هؤلاء المحررين طالبات حل مشاكلهن وأنَّى لهذا الصحفي او المحرر او الكاتب او صاحب الموقع المعلوماتي أن يقدم الحل الشرعي لمثل هذه الفتاة الواقعة في مشكلة؟!
يجب على المرأة أن تتجه لأهل الخير والصلاح، ويجب أن يقوم الصالحون والصالحات بدور الدلالة على الخير، يجب -مثلاً- أن يقوم بعض الأزواج وزوجاتهم بعمل حلقات للوصل بين الصالحين والصالحات، فمثلاً: يقوم الزوج من جهته بجلب المعلومات عن رجال صالحين يريدون الزواج وتقوم الزوجة بحلقة الوصل مع النساء فإذا عرف الزوج أن أحد إخوانه يبحث عن زوجة يخبر زوجته وهي تبحث له فيمن تعرف، وقد تبحث الام أو الاخت او الخالة أو العمة او الجارة وقد يكون بالمشاهدة العينية في الاماكن العامة كالمدرسة او العمل المنضبط هذه من الطرق الطيبة التي يجب أن تشجع وأن تكثرفي وسط المجتمع لا ان يتم التعارف عبر الوسائط المحرمة شرعا التي لا تحمد عقباها والتي تكتنف الزيغ والتمويه والوهم والخيال وعدم المصداقية ناهيك عن كونها بابا من ابواب اشاعة الفاحشة بين الناس وفشو الاسرار من الطرفين التي قد تأخذ طريقا آخر عند الخلاف نحو نشر هذه الاسرار عبر الشبكة المعلوماتية.
التحولات الإجتماعية
الدكتورة أمنة نصير العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر والداعية الإسلامية المعروفة تؤكد من جانبها على أن زيادة نسبة العنوسة بين النساء والرجال على السواء أدى إلى ظهور العديد من التحولات الاجتماعية وانهيار القيم التقليدية ومنها: تقديس العائلة كما طفت على السطح مجموعة القيم الاستهلاكية بحيث أصبح الفرد يقاس بما يملك بالإضافة إلى غياب المفهوم الصحيح للزواج كالسكن والمودة والرحمة وغياب دور الأسرة في توعية أبنائها وتربيتهم على تحمل المسؤولية, وتفهم معني الزواج, وإعداد أبنائها وبناتها للقيام بهذا الدور.
وطالبت الدكتورة آمنة نصير بضرورة تكاتف المجتمع لمواجهة هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على الشباب من الانحرافات والإدمان مما يؤثر على الأسرة والمجتمع وذلك من خلال عمل صندوق للزواج, وتخصيص جزء من الوقف الخيرى لتدعيم الشباب غير القادر على الزواج لمساعدتهم في تأثيث بيت الزوجية من خلال تأسيس بيت للمال أو بنك للزكاة يشرف عليه أساتذة متفرغون وأهل الاختصاص لتزويج الشباب وتشغيل العاطلين.
وتضيف د . أمنة : الإسلام لم يمنع أن تعرض المرأة نفسها للزواج على ان يتم ذلك وفق ضوابط محددة وفي القران الكريم جاء علي لسان شعيب النبي صلي الله عليه وسل (( إني أريد ان أنكحك إحدي ابنتي هاتين علي أن تأجرني ثماني حجج فإن اتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن اشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين)) وتوضح هذه الاية الكريمة كيف يعرض فيه الولي ابنته علي الرجل وهذه سنه قائمه ولهذا لم يتردد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصه علي ابي بكر وعثمان فمن حسن عرض الرجل وليته علي الرجل الصالح اقتداء بالسلف ولكن أن تعرض الفتاة نفسها مباشرة فهذا فيه امتهان لها لا يقبله الإسلام فلا بأس من أن تسعى الفتاة لتزويج نفسها بالوسائل المشروعة مع المحافظة على كرامة وحياء الفتاة فمثلا بما قامت به السيدة خديجة رضي الله عنها مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيث عرضت على الرسول الزواج منها لكن بأسلوب غير مباشر من خلال قريبتها التي أرسلتها لاستطلاع رأيه في هذا الأمر فالأصل هو أن يبدأ الرجل في طلب الزواج ولكن لا بأس من أن تفعله المرأة متى رأت أن الرجل مناسب لها ولا حرمة في هذا بل إن هناك من يسميها سنة السيدة خديجة وعامة الناس ليسوا جميعا على نفس المثال فمن يرى أن هذا السلوك يناسبه فهناك من يرفضه وهذا يتوقف على طبيعة الفتاة وفى كل الحالات تستطيع الفتاة بأسلوب مهذب أن تلمح للشاب من خلال الاهتمام الزائد به أو الحديث في الأمور الاجتماعية والحياة الشخصية ما دام أن هذا في حدود اللياقة والأخلاق.
أرقام وإحصاءات تتحدث
لو تأملنا فى قضية العنوسة فسوف تزعجنا الأرقام بالفعل ففى مصر مثلا وطبقا لآخر إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فقد تخطى حوالى تسعة ملايين فتاة سن الزواج وبلغن من العمر خمسة وثلاثين عاما بدون زواج وأكثر من خمسة ملايين شاب في نفس المرحلة العمريه ولم يتزوجوا وقد توقع الخبراء أن يصل عدد الشباب الذين لم يتزوجوا إلى 16 مليون بحلول عام 2012 وفى دولة الإمارات العربية المتحدة تشير الأرقام إلى أن عدد الفتيات اللاتي تخطين سن الثلاثين وصنفن عانسات قد بلغ أكثر من 175 ألف فتاة أي أن كل أسرة إماراتية لديها عانس، وفى المملكة الأردنية أظهرت أرقام دائرة الإحصاءات العامة أن عدد العوانس اللاتى لم يسبق لهن الزواج وصل إلى ثلاثمائة ألف فتاة وهو رقم ضخم بالنسبة لدولة لا يزيد عدد سكانها عن ستة ملايين نسمة وفى المملكة العربية السعودية وصل عدد العوانس إلى ما يقرب من أربعة ملايين عانس.
المزيد من الصور :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.