نقلت صحيفة "القبس" امس على صدر صفحتها الاولى عن مصادر سياسية في بيروت خبرا يفيد بان الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل العائد للتو من بغداد اكد استعداد الرئيس العراقي صدام حسين للتنحي عن السلطة حال قيام الرئيس الاميركي بوش باجراء مماثل لافتا الى تشديد صدام على ان التطورات الراهنة اما ان تبقيهما معا او تذهب بهما معا. ونريد ان نقول تعليقا على هذا الخبر: ان الطريقتين اللتين تولى من خلالهما الرئيسان صدام وبوش السلطة في بلديهما مختلفتان تماما , فصدام حسين اتى الى سدة الحكم على ظهر دبابة رغما عن انوف العراقيين, اما الرئيس بوش فقد جاء الى موقعه الحالي بارادة من شعبه, ثم اننا اذا افترضنا قبول مقترح صدام حسين بتنحية نفسه عن السلطة شريطة ان يتنحى الرئيس بوش ايضا , فان الشعب الاميركي سيرفض تخلي بوش عن كرسي الرئاسة, لانه هو الذي اوصله الى هناك, واذا ما الح الرئيس بوش على التنحي استجابة لمطلب صدام حسين حتى لاتحدث الحرب, فسيخرج ملايين من الاميركيين في مختلف شوارع ولايات اميركا رافعين رايات وشعارات تطالب الرئيس الاميركي بوش بالبقاء في منصبه مؤكدين له مشروعية توليه السلطة مبرزين حبهم الكبير لفخامته , في حين ان اعلان صدام حسين ترك قيادة العراق كلية سيقابل بفرحة عارمة لامثيل لها في بلاد الرافدين, وسيخرج العراقيون عن بكرة ابيهم في شوارع العاصمة بغداد والمدن الاخرى للرفض و(التهويسات) وسكب دموع الحرية لتخلصهم من الحكم الدموي الذي طال امده في وطنهم ,وستعلق في كل مكان في العراق لافتات مكتوب عليها: " الآن استقل العراق" وستقوم الحكومة العراقية الجديدة وشعبها بمحو تاريخ استقلال العراق من الاستعمار البريطاني من الذاكرة العراقية واستبداله بالتاريخ الذي سيتنحى او يزول فيه صدام حسين ونظامه. اخيرا: لو كنت مكان الرئيس الاميركي بوش, لقبلت مبادرة صدام حسين للتنحي المتبادل كي يرى العالم بأجمعه ماسيفعله الشعبان الاميركي والعراقي برئيسيهما , حيث سيقوم الاميركيون برفع رئيسهم على الاكتاف والاعناق متوسلين اليه عدم ترك هذه الثقة التي منحها اياه الاميركيون , على عكس ماسيفعله العراقيون برئيسهم الذي ستتسابق اليه الاقدام لسحقه. الاتحاد الاماراتية