الاهتمام بالشجرة يعتبر مناسبة هامة تقام كل عام حيث يتم خلال أيام معدودة من كل عام غرس أعداد كبيرة من الشتلات في الحدائق والمتنزهات البرية والبحرية فعندما ترغب العائلة في أن تخرج نهاية الأسبوع للترويح في قضاء بعض الوقت فإنها تقصد التمتع برائحة الأشجار الزكية وظلالها الوافرة الظليلة بألوانها الخضراء التي تريح النفس. المساحات الخضراء من الأشجار هي تكملة لعناصر الجمال المعماري. لا يغفل أي مهندس معماري أثناء تصميمه مسكنا ما أو مشروعا ما أن يضع في حسبانه تخصيص مساحة خضراء لزراعة الأشجار والزهور سواء كان التصميم لمبنى أو ميدان أو شارع.. ولكن ما نشاهده اليوم من تعمد من قبل الفرد في إلغاء الساحات الخضراء داخل مساكنهم للاستفادة من الفراغات الموجودة في إنشاء مسكن للخادمة أو ديوانية له بل إلى أكثر من ذلك في قطع الأشجار المزروعة خارج منزله على الرصيف أمام منزله.. وجمال الشجرة هذا الجمال له سحر في نفس كل إنسان يريح النظر ويسر الروح عند رؤيته وبالتالي لا يكتمل جمال المبنى أو الشارع إلا بوجود الزهور والأشجار بشكل منظم حيث تقول الآية الكريمة (والنخل باسقات لها طلع نضيد). إن العناية بالشجرة تحتاج إلى توفير المناخ المناسب وكذلك الإماكانات المادية لرعايته ولكن ما نشاهده اليوم من قبل الأمانة هو إزالة جماعية للأشجار والحدائق العامة مثلما حدث بشارع الملك فهد بالخبر وتحويل بعض الحدائق الى منح تبعه بعد ذلك ردة فعل من المواطنين بإزالة الأشجار من أمام منازلهم لأسباب عديدة منها انها تسبب حساسية لأفراد المنزل وتتسبب في تصدع رصيف المسكن الذي قام بإنشائه كذلك تمنع دخول أشعة الشمس داخل مسكنه وتسبب عزله عن الأنظار أمام السيارات القادمة. التوصيات: 1- إعادة النظر في نوعية الأشجار التي تستخدم في أسابيع الشجرة فهي مستوردة ولا تخدم المواطن. 2- نوعية الأشجار المزروعة في وسط الشوارع تحجب الرؤية وبالتالي تؤدي الى وقوع حوادث دهس الأطفال. ولمعرفة السبب في ذلك نجد أن فكرة أسبوع الشجرة أصبحت فكرة قديمة ومستهلكة لا تخدم المواطن في معرفة أهمية الشجرة لأسباب عديدة منها أن الأشجار التي تزرع لا تتناسب مع منازلنا وشوارعنا فبعد سنة أو سنتين تقوم جذوع الشجرة بتكسير الأرصفة وتصدع الجدران وتسبب حساسية لسكان المبنى ويقوم صاحب المسكن بإزالتها على الفور لماذا؟ لأن الشجرة مستوردة ولا تناسب بيئتنا ومن هذه الأشجار (الكونا كربس, والكينا, وفيكس التزما, والبرسوبس وغيرها) وهذه الأيام قلما نجد مسكنا أمامه أشجار قديمة وبالتالي يصبح جمال المبنى والشارع ناقصا ويفتقر إلى الجمال والتنسيق المنظم. والشجرة تعبير بمثابة الرئة والمتنفس الهام لأي ازدحام سكاني ولايجاد الجو الصحي النقي فإن الأشجار والمزروعات تقلل من الأتربة العالقة في الجو خاصة عند الشوارع الكبيرة وتنقي الجو أيضا من الغازات الضارة المختلفة خاصة إننا في أكثر المدن بالمملكة تلوثا بسبب كثرة المصانع وآبار النفط وتلطف الشجرة من قوة أشعة الشمس وتوجد المناخ الصحي لتنفس الإنسان لما نعرفه من عملية التمثيل (الكلوروفيلي) للبنات وهو أن النبات يستنشق ثاني أكسيد الكربون ويخرج الأكسجين اللازم لتنفس الإنسان. 2- استبدال الأشجار التي تزرع بالنخيل ونجحت الأمانة مؤخرا في ذلك ونتمنى أن تعمم زراعتها عند كل منزل أو ميدان أو شارع لما تتمتع به من رمز وثمار وجمال. الشجرة هذا هو الواقع... قمنا بزراعة شتلات على امتداد الخط الساحلي من الدمام إلى ملعب الراكة مستخدمين في ذلك شتلة البرسوبس التي لم تشذب من عام 1419ه إلى يومنا هذا وكان هذا المشروع ضمن أسبوع الشجرة بجامعة الملك فيصل بالدمام مع أمانة مدينة الدمام. 4- أغلب الحدائق التي صممت لتكون متنفسا للمخططات حولت مع الوقت إلى منح تم توزيعها أو إلى أماكن مهجورة. الخاتمة: تعتبر المنطقة الشرقية من أكثر المحافظات التي تتعرض لكثرة الملوثات البيئية والكيميائية الناتجة عن المصانع وآبار النفط وبالتالي فتوجهها هو الاستفادة القصوى من مدخراتا وإنشاء مزيد من المصانع والأبراج السكنية والسياحية وهنا لابد من إعادة النظر في مستقبل الشجرة بهذه المنطقة للمساهمة في تقليل نسبة التلوث والحد من اتساع دائرته وأتمنى أن يستفاد من تجربة مدينة الجبيل الأكثر تلوثا..