تتطلع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تسيطر على ثلثي صادرات العالم من النفط في ظل هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه العالم بأسره الى اقرار خطة طوارئ في اجتماعها الوزاري في فيينا بعد غد تقضي بتعليق حصص الإنتاج إذا شنت الولاياتالمتحدة حربا على العراق، وذلك بهدف العمل على تهدئة الأسعار قبل أيام من الحرب المحتملة على ثامن أكبر مصدر للنفط في العالم.ومن المرجح أن تترك أوبك سقف الإنتاج الحالي دون تغيير عند 24.5 مليون برميل يوميا وأن تستعد لتعليق حصص الإنتاج في حال نشوب حرب. وفي هذا الاطار أكد رئيس أوبك عبد الله العطية إن المنظمة ستوقف العمل بحصص الإنتاج قائلا: إذا حدث نقص واحتاج العالم إلى مزيد من النفط فسنفعل ذلك ... سننتج النفط بأقصى طاقة إذا كان السوق يحتاج إلى ذلك. وفي موقف مؤيد لهذا التوجه، قال الشيخ أحمد الفهد الصباح وزير النفط الكويتي "أيا كان ما ستقرره أوبك فإن الكويت ستتعاون معها". وأضاف "بعد ما أعلنه السيد العطية فإن أوبك ستتصرف بإيجابية كلما اقتضت الضرورة دعم السوق". وقدر العطية أن طاقة الإنتاج غير المستغلة لدى دول المنظمة بنحو أربعة ملايين برميل يوميا. لكن أغلب المحللين يقولون إنه ليس بوسع أوبك أن تنتج سوى كميات محدودة زيادة على حجم الصادرات العراقية. وقال العطية إن أسعار النفط أعلى من مستواها الطبيعي بنحو خمسة دولارات للبرميل بسبب مخاوف الحرب. وسعى العطية أيضا لطمأنة الدول المستهلكة إلى أن أوبك لن تستخدم النفط للضغط على الغرب في محاولة لمنع حرب محتملة على العراق. وقال رئيس أوبك إن المنظمة ستتخذ أي إجراء لازم لاحتواء أسعار النفط المرتفعة التي بلغت الأسبوع الماضي أعلى مستوى لها في 12 عاما عندما بلغ الخام الأميركي 40 دولارا للبرميل. ولم تستطع أوبك كبح هذه الموجة رغم أنها رفعت سقف إنتاجها مرتين بالفعل هذا العام. وقال الأمين العام لأوبك ألفارو سيلفا إنه لا يتوقع تعليق العمل بنظام حصص الإنتاج في أوبك إذا ما أدت حرب إلى توقف صادرات العراق النفطية. ويناقض هذا موقف رئيس المنظمة عبد الله العطية الذي عبر عن استعداد الدول الأعضاء للإنتاج بطاقتها القصوى إذا تعطلت الإمدادات العراقية وسط أنباء عن أن أوبك تدرس خطة طوارئ للحرب تقوم على أساس إلغاء قيود الإنتاج. وقال مسؤول في أوبك إن وزراء نفط المنظمة يعتزمون بحث المرونة الإنتاجية مع ست دول نفطية منافسة في إطار خطة الحرب الطارئة التي تتحسب لوقف إمدادات العراق النفطية. حيث سيتم الاجتماع مع ممثلين من روسيا والنرويج والمكسيك وعمان وسوريا ومصر صباح يوم الثلاثاء القادم قبل الاجتماع الرسمي للمنظمة.ولم تسهم زيادة أوبك للإنتاج مرتين في الشهرين الماضيين في الحيلولة دون ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ ما قبل حرب الخليج الثانية عندما اقترب سعر الخام الأميركي من 40 دولارا.ويأتي اجتماع أوبك المقرر منذ شهور قبل أيام فقط من الموعد الذي تأمل الولاياتالمتحدة وبريطانيا الحصول فيه على تصويت على قرار ثان من الأممالمتحدة يصرح بالحرب. وفي حالة عدم كفاية طاقة الانتاج الفائضة قالت وكالة الطاقة الدولية التي تمثل الدول المستهلكة انها ستفرج عن احتياطيات الطواريء الاستراتيجية لاول مرة منذ حرب الخليج في عام 1991. وقال العطية ان الامدادات في اسواق النفط كافية. وقال: يوجد نفط كاف في السوق الان ولم نتلق شكاوى من وجود نقص. من جانبه أكد مصدر مسئول في الامانة العامة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" ان المنظمة لم تبلغ رسميا بأي خطة او مقترح يقضي بايقاف العمل بحصص الانتاج كما لم تتم مناقشة اي خطة من هذا النوع في الفترة الراهنة. وقال المصدر ان الخطة الوحيدة التي طرحت عبر وسائل الاعلام هي مجموعة من الافكار طرحت من مصادر مختلفة ومرتبطة بحالة اندلاع نزاع عسكري في المنطقة وتوقف الامدادات النفطية. وذكر ان المؤتمر الاعتيادي لوزراء نفط المنظمة سينظر بهذه الافكار. واعاد الى الاذهان التصريحات التي ادلى بها رئيس المنظمة للدورة الحالية والتي ربط فيها وقف العمل بحصص الانتاج بظروف طارئة كالحرب المحتملة على العراق وتعطل امدادات الطاقة الى العالم. واوضح المصدر انه لن يتم تفعيل اي خطة طارئة بمجرد نشوب الحرب بل يتعين ان يكون هناك نقص في الامدادات لان وجود كميات كافية من الخام في السوق لايستدعي مثل هذا الاجراء. ان ما يميز هذا المؤتمر هو عقده في ظروف متوترة حيث مازالت احتمالات وقوع الحرب على العراق قائمة, الامر الذي يحتم على الدول الأعضاء مناقشة الاجراءات الكفيلة بالحفاظ على استقرار السوق في ظل هذه الظروف الاستثنائية. عبدالله العطية الفاروسيلفا