أعلن رئيس قبرص الجديد تاسوس بابادوبلوس تشكيل حكومة جديدة تمثل مختلف الاتجاهات السياسية وتضم سيدة تشغل منصب وزيرة الصحة لأول مرة في تاريخ البلاد. وكان بابادوبلوس (69عاما) قد أدى اليمين الدستورية في جلسة خاصة عقدها مجلس النواب القبرصي اليوناني لهذا الغرض. ويمثل أعضاء مجلس الوزراء الجديد الذين يتولون حقائبهم الوزارية اعتبارا من اليوم الاثنين حصة الاحزاب السياسية التي ساعدت بابادوبلوس على الفوز في الانتخابات في نصر مؤزر على السياسي المخضرم جلافكوس كليريديس (83عاما) في16 فبراير الماضي حيث حصل بابادوبلوس على نسبة 51ر51 بالمائة من نسبة الاصوات في أول جولة. وحصل حزب أكيل الشيوعي وهو أقوى حلفاء بابادوبلوس على أربع حقائب وزارية فيما نال الحزب الديموقراطي (ديكو) الذي ينتمي له رئيس الجمهورية القبرصية الجديد على ثلاث حقائب. كما تولى حزب الديموقراطيين الاجتماعيين (كيسوس) الاصغر نسبيا زمام حقيبتين وحصل كل من الحزبين المستقلين على حقيبة واحدة لكل منهما. ويتولى السياسي المخضرم جورج ياكوفو الذي ينتمي للحزب الشيوعي القوي منصب وزير الشئون الخارجية مرة أخرى بعد أن ظل يشغل نفس المنصب في حكومتين سابقتين في حين يشغل ماركوس سبيروس كبريانو نجل مؤسس الحزب الديموقراطي منصب وزير المالية ونائبا لوزير الخارجية. ويتولى بابادوبلوس رئاسة قبرص في أكثر الاوقات أهمية في تاريخ البلاد في الوقت الذي تسعى فيه الاممالمتحدة للتوصل إلى حل نهائي لقضية تقسيم الجزيرة المستمر منذ 29 عاما. كما يستعد الاتحاد الاوروبي لاستقبال قبرص بين عشر دول أخرى تنضم لاول مرة إلى صفوف التحالف الغربي. وفي أول بيان له أمام البرلمان بعد أن أدى اليمين الدستورية أكد بابادوبلوس ان حل المشكلة القبرصية هو أمر حيوي ولكن يجب ألا يأتي ذلك نتيجة للقبول بحل وسط يهدد فاعلية الدولة الجديدة عقب إعادة توحيدها. وكان أمين عام الاممالمتحدة كوفي عنان قد انهى الجمعة زيارة لقبرص استغرقت ثلاثة أيام وهي الثانية له للجزيرة خلال أقل من عام. وقد ضمن عنان الحصول على التزام من جانب الرئيس الجديد لقبرص وزعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش بعقد لقاء جديد معه في لاهاي في العاشر من مارس الجاري لإحاطته علما بقبولهما أو رفضهما لخطته للسلام التي تم تعديلها ثلاث مرات والموافقة على الدعوة لاجراء استفتاء في شطري الجزيرة المقسمة في30 مارس لحسم القضية نهائيا شعبيا. وخلال زيارة عنان وكما حدث من قبل مؤخرا قام عشرات الالاف من القبارصة الاتراك ويشكلون الاقلية بالتظاهر بالشطر الشمالي من الجزيرة المقسمة - منذ صيف عام 1974 - لمطالبة دنكطاش بقبول خطة عنان المعدلة حتى يتسنى الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي مع القبارصة اليونانيين. وفي حالة موافقة الجانبين على إجراء الاستفتاء بجنوب وشمال قبرص وتمت الموافقة على الخطة سيتم التوصل إلى حل يسمح للجزيرة التي تقع بشرق حوض البحر الابيض المتوسط بالانضمام إلى الاتحاد الاوروبي بعد إعادة توحيدها والتوقيع على معاهدة الانضمام في أثينا يوم 16 أبريل القادم. يذكر أن بابادوبلوس كان أصغر وزير انضم لحكومة الاسقف الراحل مكاريوس الثالث حيث كان يبلغ من العمر25عاما فقط وظل يخدم في وزارته لمدة 12 عاما. ويحسب له سن أول قانون للضمان الاجتماعي في تاريخ الجزيرة. كما حظي بثقة الاسقف الراحل وكان من مقربيه. وقد انضم إلى مجلس النواب لاول مرة في عام 1970 وشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية وغيرها من اللجان الحيوية بالمجلس التشريعي. وكان قد اشترك في عضوية لجنة وطنية قامت بسن دستور البلاد وضمت كليريديس وغيرهما من خبراء القانون. وقد مثل بلاده في الاممالمتحدة ومجلس أوروبا واجتماعات منظمة العمل الدولية. ويرفض وصفه بالمتشدد أو الرافض فيما يتعلق بكيفية حل المشكلة القبرصية. وهو من مواليد العاصمة نيقوسيا في السابع من يناير1934 متزوج من فوتيني ولهما أحفاد من نجليهما نيكولاس واناستاسيا. وقد أجرى جراحة للتخلص من سرطان المرارة في الولاياتالمتحدة في عام 1997 وشفي منه كما تلقى علاجا في لندن في يناير الماضي من علة أو غصة ألمت به بمنطقة الحلق. مصافحة بين بابا دوبلوس ودنكطاش بحضور عنان