أن المؤمن ليرى ذنوبه مثل الجبل الذي يوشك أن يسقط عليه. أما غيرة فيرى فأنه يرى ذنوبه مثل الذباب مر عليه وقال به هكذا.. أي هش بيده بكل سهولة وبلا مبالاة. كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالذنوب إذا اجتمعت على المرء أهلكته وصيرته عبداً لها والعياذ بالله، فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً في نفسه ولا في غيره من الناس.. لأنه تعود عليه وأصبح مثل الران على قلبة لا يستطيع أن يزيله إلا بقدرة الله بعد أن يعود إلى ربه سبحانه ليتوب ويثوب إلى رشده.. ان هذه الذنوب والمعاصي وعدم تنفيذ أوامر الله تعالى والابتعاد عن نواهيه إنما ذلك كله سبب في خسران المرء وهلاكه إذا لم يتداركه الله تعالى بتوبة صادقة نصوح. وهذه المعاصي كانت سبباً أيضاً في هلاك أقوام كثيرة سادت ثم بادت. مما أدى إلى غضب الله الملك الجبار عليها، فهؤلاء الأقوام والأمم عصوا أمر ربهم سبحانه وتعالى ودعوة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، وقد أهلك الله عز وجل قوم لوط وعاد وقوم شعيب وقارون وقوم تبع وأمما سابقة أخرى، فقد قال الله سبحانه وتعالى ( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون..) يتضح من هذا كله أن الذنوب والمعاصي سبب في هلال الأقوام وكل من يتعدى حدود الله ويصد عن ذكره عز وجل. إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً ثم اهتدى. ان التوبة من هذه الذنوب كفيلة بإذنه تعالى بأن تمحو تلك المعاصي والآثام إذا صدق الإنسان في توبته لله سبحانه، فقد قال الله وهو أصدق القائلين عن نبيه نوح عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم ( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها).. عبد الله السبيعي الخبر