عزيزي رئيس التحرير.. كم كنت اتمنى ان تكون الردود على مقالي المعنون ب "يا طلاب الثانوية احذروا كلية الطب البيطري" من القوة والحجة العلمية والمنطقية بمكان يستدعي مني ومن غيري ممن يستهويهم الامر لاي سبب ان يواصلوا النقاش المفيد طمعا في الخروج بفائدة تذكر. ولكم اصبت بأسى وحزن بالغين ان يتصدى للنقاش من ليس له بأهل، ومعذرة مقدما فلست اقلل من شأن احد ابدا على اني لا اعذر احدا يتكلم فيما لا يفقه فيه كما اني لا اجد غضاضة في تقريع نفسي لو انساقت فيما انساق لمثله مدير زراعة عسير عندما تصدى للرد وهو ابعد الناس عن فهم حيثيات الموضوع وجزئياته. ايها المدير الفاضل.. سأستخدم كما هو ديدني دائما الرد على كل جزئية حبرتها يداك مفندا اياها بالحجج الدامغة التي تستهوي اصحاب العقول والحجى فهم من يهمني امرهم، وسواهم لن اعدو فيهم قولة الامام الشافعي رحمه الله تعالى "وحاججت جاهلا فغلبني" فالى اولئك العقلاء واليهم فقط اقول: 1 ذكرت اولا ان مقالي جاء مجافيا للحقيقة، وهنا لم ارك تطرقت الى ادلة تثبت صحة قولك وتدعم مزاعمك، اذ ان لب الموضوع الذي اثرته انا كان يدور حول وضعية الطبيب البيطري وتهميش دوره وعدم تطوير ادائه واوردت لذلك حججا لا تخفى على ذوي الاختصاص، اما انت فكل ما استطعت القيام به هو القاؤك الكلام جزافا بلا ادنى بينة، ولكم ذكرت انا مرارا وتكرارا ان اسهل الردود لمن لا يعرف ردا ولا يحير جوابا ان يتهم نده بعدم المعرفة او السطحية او ما شابه ذلك من نعوت لعل قائلها الصق الناس بمثلها. 2 يقول: "جاء المقال مهلهلا" وجوابي هو ان المقال قد اجازته صحيفة محترمة مقروءة من لدن العالم والاديب والمثقف، فلم اجد احدا منهم ولي معرفة بامثال اولئك الفضلاء، يقول بمثل ما المحت اليه تصريحا، كما ان لي عشرات المقالات حبرتها في غضون فترة زمنية يسيرة نشر معظمها في اشهر صحفنا المحلية والخارجية "اليوم، الرياض، الجزيرة، عكاظ، الوطن وكذلك الشرق الاوسط" ونشرت نصا بالحرف الواحد في الاغلب الاعم وكل تلك المقالات بالتأكيد اطلع عليها قبل الاجازة بالنشر اساتذة مختصون ومدققون لغويون ومحررون مهرة، اوبعد ان أجاز امثال اولئك القمم مقالاتي، تريد من يلتفت الى ادعائك بضعف نسيج مقال لي، وانت في احسن الاحوال لست كفؤا لمن ذكرت من الناحية اللغوية والحس الادبي. 3 اما ما ذكرته من ان "المستشفيات البشرية" يديرها اناس من حملة الشهادة الثانوية تم تأهيلهم كما تقول لادارتها، فهذه سقطة منك مروعة، لان من تقصدهم ليسوا الا "مديرين اداريين" وهؤلاء مهمتهم الرئيسة الاعمال الادارية البحتة، اما الاشراف على الاطباء البشريين وعلى الاعمال الطبية المهنية فهويتم من قبل "المديرين الطبيين" وهم من اعنيهم في مقالي، وهذا خلط منك للامور عجيب. افلا تثبت قبل الكلام، ام ان شيطانك "ازك ازا". 4 يقول صاحبنا: "قاتل الله الشيطان فهو الذي وسوس له بالعقوق والعصيان" واليه اقول: ان الذي يقول الحقيقة مهما بلغ مرها لهو ان شاء الله ابعد الناس عن همزات الشيطان اما الآخر الذي يريد تقربا وتزلفا فهو من ينبغي ان يوجه اليه مثل هذا الهراء. 5 وهنا يختم مقاله بالفاظ تأبى الرعاع ايرادها وهاكم ايها الافاضل قوله: "فكتب مقاله يعبر عن الاضطهاد واليأس وهو بالمناسبة مرض نفسي يسمى الفصام " واليه اقول ردا: اولا لو ان كل من عبر عن يأسه والاضطهاد الواقع عليه بصراحة اعتبر مريضا نفسيا لعد اغلب البشر كذلك ولما بقي الا مدير الزراعة بعسير واضرابه "صحيحي العقل سليمي الفكر"، لانه ببساطة اخذ من هذه الدنيا اكثر من حقه، اما كيف ايها الاحبة فتلك هي المضحكة المبكية، وهي الجزئية التي ابانت لي سبب غضبه وانزعاجه من كثرة مقالاتي التي ضربت على اوتار حساسة لديه، فلم يستطع الا الانفجار بمثل تلك الالفاظ الرديئة التي اجزم ان لو اطلع عليها قبل ارسالها معالي الوزير الفاضل لكان له معه امر آخر ربما بعيدا عن المواقع التي هو قابع على سدتها وادارتها. نعم ايها الاكارم،هاهنا مربط الفرس، وهذه الحقيقة هي التي حدت بأخينا الفاضل ان يشنع علي بسبب كتاباتي عن اعطاء الفنيين حقوقا اكثر من زملائهم اصحاب الشهادات العالية في وزارة الزراعة وهنا يدلل سعادته من غير ما قصد على صحة ما كنت اكتبه. ختاما، كم يكون العبد في ستر من الله فيأبى الا ان يهتك ستره بنفسه ويفضح امره برعونته،. وكم هو تاج على رأسي ان ينسب الي هذا الفني (المدير العام) اصابتي بمرض الفصام، والله اني لاعدها لي كمالا، فشكر الله له سعيه. @@ د.ابراهيم عبدالرحمن الملحم