اكد رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد امس أن الولاياتالمتحدة ستكون قد شنت حربا ضد المسلمين إذا ما هاجمت العراق. وقال أمام مندوبي منتدى أعمال حركة عدم الانحياز المنعقد في بلاده (يبدو أنه لن تكون هناك نهاية لاعمال الارهاب في العالم. وذكر أن الهجمات الامريكية والبريطانية ضد العراق ستغذي ببساطة مشاعر الغضب والانتقام بين المزيد من المسلمين). وفي كلمته الافتتاحية لمنتدى الاعمال بشأن التعاون بين الجنوب والجنوب والمنعقد على مدى يومين في العاصمة كوالالمبور انتقد محاضر بشدة القوى الغربية لاظهارها بوضوح معايير مزدوجة في إدانتها للعراق وكوريا الشمالية حول حيازتهما أسلحة نووية. واضاف ان حقيقة مواجهة الاعتراف الصريح من جانب كوريا الشمالية بحيازتها أسلحة دمار شامل، بلوم معتدل من جانب الغرب إنما يثبت كما يبدو أن الامر كله لا يخرج عن كونه حربا ضد المسلمين وليست ضد مخاوف امتلاك ما تسمى بالدول المارقة أسلحة دمار شامل. وحث مهاتير (77 عاما) والذي يرأس قمة حركة عدم الانحياز المقرر عقدها اليوم وغدا الدول الاعضاء في الحركة والبالغ عددها 114 دولة على زيادة التعاون بينها في ظل مناخ الاعمال الذي يزداد صعوبة. من جهة اخري اعربت مسودة بيان حركة دول عدم الانحياز عن اعتقاد الحركة بان الحرب ستهدد الاستقرار والثبات في المنطقة باسرها وستترتب عليها نتائج سياسية واقتصادية وانسانية وخيمة. وتوصل ممثلوا الدول ال 114 الاعضاء في حركة دول عدم الانحياز بعد مشاورات مكثفة خلال انعقاد اجتماعات وزراء خارجية دول الحركة الى اتفاق حول مسودة بيان يتعلق بالوضع في العراق يعكس رفض مبدأ الحرب ويدعو في الوقت ذاته بغداد الى الانصياع الكامل لقرارات الشرعية الدولية. كما أكدت التزام دول عدم الانحياز بالمبادئ الأساسية التي تنص على عدم اللجوء لاستخدام القوة واحترام سيادة الدول ووحدة اراضيها واستقلالها السياسي وضمان الامن لجميع الدول الاعضاء في الاممالمتحدة. وتضمنت المسودة التزام الحركة ببذل كافة المساعي وصولا الى تسوية سلمية للازمة العراقية مرحبة في الوقت ذاته بكافة الجهود المبذولة لنبذ الحرب ضد العراق وداعية الى مواصلة تلك المساعي المبنية على العمل الجماعي وليس من طرف واحد. واكدت اهمية الدور الرئيسي الذي تلعبه الاممالمتحدة ومجلس الامن في تدعيم ركائز الاستقرار والثبات العالميين. ورحبت بقرار العراق تسهيل عودة المفتشين الدوليين غير المشروطة اليه والتعاون معهم تماشيا مع القرار الدولي رقم 1441 الذي سيضمن للعالم خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل بطريقة سلمية. ودعت العراق الى مواصلة التعاون بصورة حثيثة مع قرار مجلس الامن رقم 1441 وجميع القرارات ذات الصلة وضمان مواصلة السير في هذا الطريق مشيرة الى ان ذلك من شانه ان يشكل خطوة هامة لفتح الطريق امام تسوية شاملة وسلمية لجميع القضايا العالقة. وقالت ان جهود نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية الجارية حاليا بطريقة سلمية لايتعين ان تكون نهاية المطاف في حد ذاتها ولكن يجب ان تشكل خطوة نحو رفع العقوبات على العراق وفقا للقرار رقم 687. يذكر ان المسالة العراقية طغت على الاجتماعات التمهيدية لوزراء خارجية دول عدم الانحياز تحضيرا للقمة الرئاسية التي ستعقد هنا غدا.