التقريظ تقليد قديم أخذ به العلماء والأدباء للثناء على الكتاب الذي كان يعتبر ثروة علمية. والتقريظ يأتي بعد الاطلاع على الكتاب ومعرفة محتوياته وطريقة ترتيب مواضيعه وفصوله.. وقد درج المتأخرون على هذا التقليد الجيد. فكانت المجلات الثقافية أمثال: الرسالة، والثقافة، والكاتب المصري، والكتاب، والأديب والعرفان، تخصص كل منها باباً في كل عدد للتقريظ وهو استعراض محتويات ما يستجد من الكتب وبيان نقط التميز فيها. وقد كاد هذا التقليد يختفي لولا ما تهتم به الصحافة في صفحاتها الثقافية من حين وآخر. في عام 1405ه صدرديوان شعر للشيخ عبدالرحمن العبدالكريم العبيد رئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية. فلما أتيحت لي الفرصة لقراءته من قبل الشاعر سعد بن عبدالرحمن البراهيم قال مقرظا الكتاب : ==1== يا ابن العبيد مرحى للقصيد إذا ==0== ==0==أتاه منك لسان يزدهي فيه يحق للشعر أن يرقى إلى فلك ==0== ==0==يضم نجماً تجلى في لياليه فإن تضوع عطرا فهو صاحبه ==0== ==0==وإن تبسم معنى فهو من فيه تقول حين أردت العون في كنف ==0== ==0==من الربيع تنادي من يناجيه عادت إلى الشاعر المحزون تشجية ==0== ==0==بقية من شباب كاد يسبيه ==2== وعندما اطلع الشيخ محمد بن عبدالله العبدالقادر على كتاب (العقيدة المطهرة) في التوحيد. تأليف الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحيم كتب بعد مقدمة نثرية: ==1== أبرق بدا من جانب الطرق لامع ==0== ==0==أم ارتفعت عن ذا القريض الموانع فاشرق نور الحق منه واسفرت==0== ==0==شموس المعالي واستبان المطالع فما اللؤلؤ المنظوم في جيد غادة ==0== ==0==إذا تغشاها الحبيب المضاجع بأكمل منه بهجة وطلاوة==0== ==0==إذا ما تمناها الفحول المصاقع ==2== وعندما اطلع الشيخ عثمان الصالح حفظه الله على المجموعة القصصية التاريخية التي تحمل عنوان (حمدونه) لمؤلف هذا الكتاب. بعث للمؤلف رسالة جميلة ختمها بأبيات عذبة الالفاظ قال فيها : ==1== قصص إذا مرت بذهنك أصبحت ==0== ==0==بالفكر راسخة وتسمو في الحجا ليست خيالا كالهباء وإنما ==0== ==0==فيها روائع من منابع تنتقى نبعت من التاريخ كل فصولها ==0== ==0==فيها الجلالة والحقائق تجتلى ==2== وعندما صدرت المجموعة الشعرية الأولى للدكتور خالد سعود الحليبي، بعنوان (قلبي بين يديك) أهدى نسخة منها إلى الشاعر يوسف أبو سعد. قرظها بقصيدة جيدة صدرها بمقدمة جاء فيها : (مهداة للأديب الأريب، والشاعر الحبيب، صاحب اليراع الطاهر، والأسلوب الباهر، ابن الاحساء البار، وسليل الأماجد الأخيار، الأستاذ خالد بن سعود الحليبي إعراباً عن شكري الجزيل له لاهدائه اياي نسخة من ديوانه البكر الرقيق (قلبي بين يديك) وهي خواطر برزت من أعماق النفس إفصاحاً عن انطباعاتي الخاصة عن هذا الديوان بعد سياحتي الممتعة في ربوع خمائله الفذة التي في تضاعيفها لمحت بسمات الاحساء الغالية، وشممت عبق نخيلها الحالمة عطراً أثيراً ينتزع الأحزان من القلب انتزاعاً ويفتح نوافذ السرور، فيسري عن النفوس المرهفة بأعباء الحياة ومنغصاتها التي لا يفتر وطيسها ). وجاء نص المقطع الأول من تلك القصيدة : ==1== من رنح سكراً أفنانه ؟ ==0== ==0==وجلا بالرقة تيجانه ؟ من أسرع للأنوار نوا ==0== ==0==فذه ؟ من ظهر أحضانه ؟ من سلسله بالحب موا ==0== ==0==ويلاً؟ من موسق عنوانه ! (قلبي ما بين يديك) به ==0== ==0==همس ما أشجى إرنانه ! هذا الديوان سما شعرا ==0== ==0==عذبا من نضد ألحانه ؟! ==2== إن تلك التقاريظ التي احتوت على الكثير من عبارات الإعجاب والتقدير تدل دلالة واضحة على ما يتمتع به أولئك الشعراء من حس مرهف ومتابعة لتلك المطبوعات التي شدت انتباههم وجعلتهم يصدحون بتقريظها ومدح مؤلفيها الافاضل .