العيد محطة لقاء وصفاء محطة تقف فيها على مفترق طرق بعد تأديه فريضة الحج أو الصيام وكأنك تعلن أن منعطفا جديدا في حياتك قد بدأ . تعيد نفسك بعد تفكيك مكونها الفكري والثقافي والاجتماعي وترى كيف أنت من جديد بعد إعادة بعثرتها , هل نحن بالفعل نعرف أنفسنا أفرادا ومجتمعا نعرف ما نريد وما ينفعنا او أننا نصوص صماء حفظت في الذاكرة نخرجها في كل موقف على أنها هويتنا , هل تجرأ احد لسؤال نفسه ماهويته الذاتية وليست تبعية الأحوال الشخصية التي يحملها؟. كيف تبني هوية لنفسك بأنك عربي مسلم بكل ما تختزله هذه الكلمة من معان سامية فتحت الدنيا ووقفت سدا أمام كل الطغاة من ذي قار حتى آخر المعارك الشريفة. ألا تلاحظ ان العيدين نقاط تفتيش لكل منا تقول ببساطة هل من حقنا ان نحتفل بالعيد؟ . هل من حقنا أن نقول اننا تحولنا إلى أشخاص تختلف عما قبل ؟ هل ارتقى بعضنا في المعاملات ؟ هل نظرنا إلى أنفسنا دون تزكية للآخرين؟. ام نحن كما نحن وكأنك يا أبا زيد ما غزيت كم يقولون؟ أيها العيد حال أمتنا لا يسر مخلصا او صديقا .. والناس صامتون ينتظرون وما أصعب الانتظار في المواقف غير المستقرة في كل شيء.. أيها العيد كم اغبط الأطفال في بلادنا بفرحتهم اما نحن فالفرحة بعيدة عنا او نحن بعيدون عنها.