( من المعروف أن الدولة تبنت في خطتها التنموية السابقة (1420- 1425ه) سعودة وظائف القطاع الخاص، وحث رجال الأعمال على استقطاب الشباب السعودي المؤهل للعمل بالمؤسسات والمنشآت والشركات الأهلية. ولاشك أن الأهداف السامية لهذه الخطة هي امتداد للخطط التنموية التي بدأت بالخطة الخمسية الأولى ( 1390- 1395ه), ولفهم عوامل نجاح التوجيهات الخاصة بالسعودة، والشروط الضرورية المطلوبة لتحقيق أهدافها،علينا أن نقف عند تجربة سعودة أسواق الخضار والفاكهة، الني بدأت في 1/ 3/ 1421ه واستخلاص الدروس الأساسية للتجربة ومتطلبات تفعيلها، والتي أحاول بلورتها في العناصر التالية: 1- حاجة الشباب السعودية إلى التمويل من خلال الفرص الحكومي وعن طريق بنك التسليف أو البنك الزراعي أو صندوق تنمية الموارد البشرية، تمكيناً لهم من تطوير إمكاناتهم وخاصة قدراتهم التسويقية. 2- ضرورة تفعيل قرارات السعودة بحيث تشمل جميع المنشآت لا فرق في ذلك بين محلات الخضروات والفاكهة ومراكز السوبر ماركت ومراكز التسويق الكبرى التي تزيد مساحتها على 400 متر مربع، حتى يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة والعادلة، أو منع تلك المراكز التسويقية ومراكز السوبر ماركت من مزاولة هذه التجارة. 3- حاجة الشباب السعودي إلى استخدام العمالة الوافدة بنظام التأجير من مكاتب الاستقدام- وفقاً للضوابط المرعية- لاستخدامها في أعمال التحميل والنقل والنظافة العامة نظراً لعزوف الكثير من الشباب عن هذه الأعمال.. 4- ضرورة مطاردة الباعة الجائلين في الشوارع والطرقات لما يسببه هذا النشاط من خسائر للمستثمرين وعزوف المستهلكين عن الأسواق النظامية وبالتالي فشلها. 5- الحاجة إلى تنظيم وضبط أسواق الجملة المركزية والرئيسية بالمدن والحلقات المركزية التابعة للأمانات ومنع العمالة الوافدة من الشراء منها لأغراض الاتجار بغية القضاء على أعمال التستر في هذا المجال. 6- ضرورة إنشاء شركة تسويق زراعي كبرى تقوم بأعمال الفرز والتغليف والتدريج والنشكيل وإلى شركة نقل تقوم بأعمال النقل والتوزيع داخل المدن وبين المدن والمزارع والأسواق. 7- الحاجة إلى أصدار مواصفات واشتراطات لمحلات الخضار والفاكهة وتوحيد لوحاتها الإعلانية والدعائية واشتراطاتها الصحية لجذب المستهلكين إليها. 8- ضرورة قيام الشركات الزراعية الكبرى والمساهمة بتبني المحلات والمراكز داخل الأحياء والمدن وتحويلها إلى نقاط بيع ومنافد تسويق لتلك الشركات مع تقديم الدعم اللازم لها. 9- إنشاء مجمعات وأسواق نموذجية داخل الأحياء المختلفة بالمدن تخصص لأسواق الخضار والفاكهة والتمور واللحوم والدواجن المبردة والبيض، بحيث تشتمل تلك المجمعات على كافة الخدمات من سكن وإعاشة وتبريد ومستودعات وثلاجات ومعارض ومكاتب إشراف إدارية واتصالات..الخ. 10- ضرورة تطوير أسواق الجملة والحلقات المركزية بالمدن بما يكفل رفع كفاءتها التشغيلية وإنتاجيتها وجعلها هدفاً للمستهلك مرة أخرى، ووضع الحراسات الأمنية عليها من شركات الأمن الخاصة ومكاتب إشراف إدارية للضبط والرقابة والتنظيم على مدار 24 ساعة. 11- إيجاد صيغ عقود عمل ووضع حد أدنى للأجور برعاية الأجهزة الحكومية المعنية، والنظر في تقويم وضبط أوقات الدوام وساعات العمل بالسوق بما يتفق مع الجوانب الدينية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية. 12- حاجة الشباب السعودي إلى التدريب على رأس العمل بمشاركة ودعم من صندوق تنمية الموارد البشرية أسوة بالقطاعات والأنشطة الاقتصادية الأخرى. 13- الحاجة إلى ترسيخ احترام العمل كقيمة وحث الجميع خصوصاً الشباب- على احترام المهن والحرف والأعمال بمختلف أشكالها ومهما كانت طبيعتها. 14- تنظيم دورات مكثفة لمراقبي البلديات والأمانات بالمدن وحثهم على التعامل بروح النظام ونصوصه على حد سواء عند مراقبتهم الأسواق وعند تعاملهم وتعاطيهم مع الشباب السعودي. ناصر بن عبد الله آل فرحان