افتتحت أمس ورشة عمل بعنوان (البرنامج الوطني لنظم المعلومات الزراعية) وذلك بمقر الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بحضور معالى وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم والتى يمولها صندوق التنمية الزراعية بالتعاون مع وزارة الزراعة وبالتنسيق مع الجامعة الهولندية لإنشاء مركز وطني للمعلومات الزراعية في المملكة للتعرف على ملاحظات المختصين في القطاع الزراعي في المملكة . وقد ألقى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية عبدالرحمن بن علي الجريسي كلمة قال فيها (إن التوجه لإنشاء المركز الوطني لنظم المعلومات الزراعية يأتي في ظل ما يشهده القطاع الزراعي من اهتمام كبير من حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله - وتقديرا للدور الاستراتيجي والمهم الذي يلعبه هذا القطاع في مسيرة التنمية ، وتحقيق الأمن الغذائي للمملكة) . وأضاف أن الدولة انتهجت سبلاً كثيرة لتعزيز هذا التوجه من خلال الدعم المادي والمتمثل بصندوق التنمية الزراعية الذي كان له أثر بارز في التنمية الزراعية والريفية . وقال الجريسي (إن إنشاء مركز وطني لنظم المعلومات الزراعية بات أمرا مهما وضروريا لدعم القطاع الزراعي وتعزيز المعلومة الموثقة لدى المتعاملين والمهتمين بهذا القطاع فالمعلومة الصحيحة). وبين أن القطاع الزراعي في حاجة أكثر مما مضى من حيث إيجاد المعلومات التي تعطي هذا القطاع مزيدا من العمق التسويقي أو التقني على اختلاف علاقتها بالقطاع بعدها القى رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية المهندس عبدالله بن سليمان الربيعان كلمة بين فيها أن القطاع الزراعي حقق في المملكة الكثير من النجاحات للغذاء . وأشار الى أن بعض النشاطات حققت الكثير من التقدم والتطور كالألبان التي لاقت رضى الشريحة الكبرى من المستهلكين مشيراً إلى أن النشاطات الاخرى لا تقل أهمية واستراتيجية لأمننا الغذائي ، وخاصة انتاج الخضار والفاكهة والتمور والتي واجهت الكثير من المعوقات التي أدت الى انخفاض مستوى أدائها ، وتذبذب العرض والطلب ، وارتفاع نسبة الفاقد ، وتدني المردود الاقتصادي لعدد كبير من المزارعين وخاصة صغارهم بالاضافة الى تدني مستوى الرضى لشريحة كبيرة من المستهلكين المستهدفين ببرنامج التنمية . وبين أن اهم الأسباب التي أدت الى صعوبة التخطيط وضعف التسويق مع ارتفاع مستوى المخاطرة للمستثمر بهذا النشاط الذي نتج عنه ضعف سلسلة إمداده وبدائيتها عدم توفر المعلومات الزراعية المتكاملة . وتطرق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية إلي أن من أهم نتائج الإستراتيجية الجديدة لصندوق التنمية الزراعية والتي تهدف الى تنمية زراعية مستدامة ، بحيث تكون الأولوية لدعم ومساندة قيام نشاطات تسويقية متطورة تساهم في تحسين أحوال المزارعين وتنشيط اقتصاديات المناطق الريفية والنائية للحد من البطالة والهجرة ومكافحة الفقر . اثر ذلك القى معالى وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم كلمه اوضح فيها أن من أهم الاولويات لتحقيق النجاح للقطاع الزراعي هو توفير المعلومات الزراعية التسويقية لما لها من مردود إيجابي على القطاع والعاملين فيه والتي تساعد المزارعين لتسويق منتجاتهم وتوزيعها من مناطق الانتاج إلى الأسواق بكفاءة عالية بالاضافة إلى أهمية وضع الخطط الانتاجية والتسويقية السليمة بما يتماشى مع ذوق المستهلك ، مشيراً إلى أن غياب هذا النوع من المعلومات التسويقية يسهم وبدرجة كبيرة في إغراق الأسواق المحلية بالمنتجات الزراعية عشوائياً خاصة الخضار والفواكه في مواسم الانتاج ويخلق تنافساً محموماً بين المزارعين ينتج عنه انخفاض أسعار بعض المنتجات الزراعية إلى ما هو أقل من تكلفة الانتاج لبعض المحاصيل والذي يكبد المزارعين خسائر متراكمة تسهم في عزوف البعض منهم عن النشاط الزراعي. وعدم توفر المعلومة الذي يؤدي إلى ارتفاع حاد في اسعار بعض الخضروات خارج موسم الانتاج على الرغم من توفر الزراعة في البيوت المحمية . وبين معاليه أن تعدد مصادر المعلومات والاجتهادات المختلفة تسهم في تضارب المعلومات وينتج عنه عدم ثقة المهتمين بالقطاع الزراعي في المعلومات المتوفرة ومما يطمئن ولله الحمد التعاون القائم بين وزارة الزراعة وصندوق التنمية الزراعية لتشجيع ودعم كافة الانشطة التي من شأنها تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في المملكة ومنها إيجاد مركز وطني للمعلومات الزراعية . وقال معالي وزير الزراعة (بعد أن أقر مجلس الوزراء مؤخراً نظام الصندوق ليحل محل (نظام البنك الزراعي العربي السعودي) وزيادة رأس ماله إلى (20) مليار ريال والذي يهدف إلى دعم التنمية الزراعية واستدامتها عن طريق تقديم القروض الميسرة والتسهيلات الائتمانية مع مراعاة المحافظة على المياه وترشيد استخداماتها والمحافظة على البيئة وينعكس ذلك بشكل إيجابي إلى ما يخدم توفير المعلومات التسويقية الزراعية). وأفاد الدكتور بالغنيم الى أن وزارة الزراعة ادركت أهمية توفير المعلومات التسويقية ولم تغفل هذا الجانب سواء في توفير البيانات الإحصائية عن الانتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من خلال الكتاب الإحصائي الذي تصدره سنوياً بالإضافة إلى النشرات الدورية التي تعطي مؤشرات اقتصادية عن القطاع الزراعي بما في ذلك مستوى الاكتفاء الذاتي من السلع الزراعية بالإضافة إلى تبنيها في العامين الماضيين إصدار نشرة إلكترونية على موقع الوزارة على الشبكة العنكبوتية عن الأسعار اليومية لبعض السلع الزراعية من الانتاج المحلي والمستورد جملة وتجزئة في اسواق المملكة الرئيسة والتي بدورها تعطي صانع القرار في القطاع الخاص والباحثين مؤشرات عن اسعار السلع الزراعية والتي يمكن استخدامها في وضع الخطط التسويقية والبحوث . بعد ذلك عرضت نتائج الخبراء من معهد الاقتصاد الزراعي الهولندي (LEI) من جامعة فاخنجن حيث تم التعرف على الملاحظات التي تخدم القطاع الزراعي في المملكة لتداركها والتي تأتي امتداداً للندوة التي سبق ان عقدت في شهر محرم من العام الماضي تحت عنوان (نظم المعلومات التسويقية) .