في هذا اليوم العظيم الاغر يقف قرابة المليوني حاج على صعيد عرفات يذرفون الدموع ويرجون رحمة ربهم ويسألونه العتق من النار. في هذا اليوم يباهي الله بأهل عرفات اهل السماء كما روى ابو ذر الهروي عن انس مرفوعا: "ان الله يباهي بهم اي بأهل عرفات ملائكته فيقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا اقبلوا يضربون الي من كل فج عميق فاشهدوا اني غفرت لهم الا التبعات التي بينهم". لقد اتى هؤلاء الحجيج يحدوهم الشوق والحنين الى البلد الامين وهاهم اليوم يقفون على صعيد عرفات لافرق لاحد على احد الا بالتقوى يقف الغني والفقير، الوجيه ومن هو دونه العربي والاعجمي، الاسود والابيض، كلهم لآدم وادم من تراب، الرب واحد، واللباس واحد، والموقف واحد والهدف واحد، اتوا شعثا غبرا شاخصة ابصارهم دامعة عيونهم لاهجة بذكر الله السنتهم متعلقة بالله قلوبهم. يقول عليه الصلاة والسلام "اكثر دعاء الانبياء قبلي ودعائي عشية عرفة: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شىء قدير" رواه البيهقي. وجاء في الحديث: "ما رؤي الشيطان في يوم اغيظ ولا احقر ولا ادحر منه مما رؤي في يوم عرفة". اسأل الله تعالى ان يتقبل من الحجيج حجهم وان يغفر ذنوبهم.