قال سكوت ريتر عضو فريق التفتيش عن الاسلحة في العراق التابع للأمم المتحدة لمدة سبع سنوات إنه إذا ثبت أن المبرر الأمريكي والبريطاني لشن هجوم على العراق هو مبرر مختلق، حسبما يرى فإنه يعتقد أن الحرب ستكون في هذه الحالة هزيمة للولايات المتحدة والقانون الدولي. وقال ريتر في كلمة أمام المركز الفلسطيني في واشنطن وهو مركز أبحاث متخصص في شئون الشرق الاوسط إن هزيمة الجيش العراقي ليست هي المحك في تحقيق الحليفين للنصر النهائي. ولكن المحك الحقيقي يتعلق بما إذا كانت الحرب ستأتي بالديمقراطية أو أي شئ من هذا القبيل للشعب العراقي. وقال ريتر الضابط السابق في البحرية الامريكية إنه إذا تبين زيف الادعاء الذي قامت على أساسه الحرب وهو الزعم بأن العراق يمتلك ويطور أسلحة دمار شامل، فإن العراقيين لن يقبلوا بوجود أمريكي في بلادهم، وسوف تخسر واشنطن الحرب وتبقى القوات الأمريكية لفترة طويلة في العراق. وأضاف ريتر أنه إذا لم تسفر عمليات البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية عن شيء ذي بال ، فإن هذا سيكون دليلا على أن فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة قد أدت مهمتها في الماضي. يذكر أن ريتر كان ضمن فريق التفتيش عام1995 عندما قام عملاء المخابرات الأمريكية ومفتشو الأسلحة باستجواب الفريق حسين كامل المسئول عن برنامج أسلحة الدمار الشامل في العراق حينئذ والذي هرب فيما بعد إلى الأردن. وقال كامل خلال الاستجواب إنه أشرف على تدمير كافة الاسلحة البيولوجية والكيميائية العراقية.وعاد كامل بعد ذلك إلى العراق حيث جرى اغتياله. وقال ريتر إن كولين باول وزير الخارجية الأمريكي ضلل مجلس الأمن الدولي في أوائل العام الحالي عندما ادعى أن العراق اشترى100طن من اليورانيوم من دولة النيجر الافريقية. وعندما عرضت الوثائق الخاصة بعمليات الشراء المزعومة بعد ذلك على مفتشي الأممالمتحدة، لم يستغرق الامر منهم سوى 24ساعة كي يقرروا أن هذه الوثائق محض اختلاق. واتهمت الحكومة الأمريكية أيضا العراق علانية بأنه حصل على شحنة جديدة من صواريخ سكود التي استخدمت في ضرب إسرائيل خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 ولكن فرق التفتيش الأمريكية التي تجوب العراق بحرية الان لم تعثر على أي من هذه الصواريخ. وتتردد وجهات نظر ريتر لدى آخرين مع فشل القوات الأمريكية والبريطانية في العثور على أي من الاسلحة التي كانت مبررا أساسيا لشن الحرب. ويقول إريك مارجوليس محرر الشئون الخارجية في صحيفة تورنتو صن إن الاتهامات الاخرى بأن العراق يرعى الإرهاب ثبت أنها بلا أي أساس إذ لم تكتشف أية روابط إرهابية سوى ما حدث مع الفلسطيني المتقاعد أبو عباس. كما تبين عدم وجود صلة للعراق بتنظيم القاعدة. ويعرب بعض النقاد مثل مارجوليس عن خشيتهم من أن تكتشف القوات الامريكية بعد وقت قصير بندقية دخان لتبرير الغزو حتى لو لزم الامر إيجاد واحدة. ويستبعد ريتر هذا السيناريو. ويقول إن القوات الامريكية والبريطانية في العراق تضم رجالا شرفاء ومن المستحيل أن يتستروا على فعل خسيس مثل اختلاق دليل مادي. يقول ضابط البحرية السابق إنه مما يؤكد قلق النقاد أنه إذا تبين أن الغزو قام على ادعاءات كاذبة و تبين أن الامر يشبه حالات الإعدام بدون محاكمة في تكساس الغرب ، فإن الولاياتالمتحدة تكون بذلك قد دخلت عصرا جديدا من الإمبريالية يفقد فيه الرئيس ورجاله وضعهم الاخلاقي ويحل قانون الغاب محل المصداقية و حكم القانون الدولي حيث القوة تصنع الحق .