بعد محادثات وصفها بليكس بأنها (مفيدة وجوهرية) مع السلطات العراقية تم تسليم وثائق جديدة ربما تكون لها علاقة مباشرة بأسلحة محظورة, ويبدو ان العراق أخذ يبدي مرونة واضحة لتزويد المفتشين الدوليين بعدد من المسائل العالقة والشروح حول نقاط لا تزال مبهمة أمام المهمات الدولية الخاصة بالتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل التي قد تكون بحوزة العراق, وكذلك فيما يتعلق باللقاءات الانفرادية مع العلماء العراقيين فيما له اختصاص بأسلحة كيميائية وبيولوجية وصواريخ, وهذا يعني ان مسألة الضربة الأمريكية المرتقبة ضد العراق قد لا تكون وشيكة اذا ما ربطت بمهمة المفتشين الدوليين, والتأكيدات التي أدلى بها البرادعي من ان مباحثاته وبليكس مع السلطات العراقية رغم انها تمثل فرصة هامة غير انها ليست الأخيرة لتفادي اندلاع الحرب, وان فرصا أخرى ما زالت متاحة, وان الأمل لا يزال قائما بتفادي الحرب, وتلك تأكيدات تتوافق مع الرؤى الأوروبية والعربية والإسلامية بأهمية تسوية الأزمة العراقية عن طريق الشرعية الدولية والقرارات الأممية الملزمة, رغم ان الولاياتالمتحدة ما زالت تلوح بالتدخل العسكري لحسم الأزمة, غير ان المهمة الحاسمة الحالية قد تغير مجرى الأحداث تماما, لا سيما ان المفتشين الدوليين يأملون في الحصول على تعاون تام مع السلطات العراقية لوضع حدود فاصلة وقاطعة للأزمة العالقة التي تزداد سخونة مع مضي الوقت, فشن هجوم انفرادي من قبل الولاياتالمتحدة على العراق دون مظلة دولية لا يمثل عملا منطقيا اذا ما أخذ في الاعتبار ان ا ستخدام القوة هو الخيار الأخير الذي يجب اللجوء اليه عند استنفاد كافة الخيارات, واذا صمم العراق على عدم التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي بحوزته مع التأكد من وجودها فحينئذ لا بد من عمل جماعي لا فردي كما نصت على ذلك قرارات مجلس الأمن للتخلص من تلك الأسلحة ليس للدفاع عن النفس في هذه الحالة وانما لمواجهة أخطار أكبر تهدد السلام والأمن الدوليين.