هناك الكثير من الثقافات التي نجهلها كمسلمين عامة ... وكعرب على وجه الخصوص وأعجبني وهالني ما قرأته عن بعض القوى التي نجهلها أو لا نتعامل معها كثقافة بتعاملاتنا مع بعضنا البعض أتساءل ما هي تلك القوة الحوارية التي قلما نتعامل بها ... ولو بحثنا في كلمات القرآن الكريم لرأينا ما أذهلنا عن هذه الثقافة الحوارية والقوة المنسية !!!!!!!!!!!!!!! قال تعالى((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)) [آل عمران: 133134] وقال تعالى ((((ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم)) [النور:22، هل علمتم ما هي هذه القوة؟؟؟ وما هي هذه الثقافة ؟؟؟ هي قوة تحدث بها القرآن الكريم بكلمات من نور عن العفو والتسامح الذي قلما نتعامل به في أيامنا هذه ...يجب أن نؤمن أن الحوار والتسامح أصبح ضرورة وفرضا علينا في عالمنا الذي انقلب إلى قرية تتداخل فيها أصواتنا وأفكارنا ومعتقداتنا ، وليس منَة أو فضلا يبذلها أحدنا للآخر ... ويجب أن نؤمن بأن العفو ليس شعارا فقط للنصح والإرشاد فقط بل هو ثمرة لمنظومة من السلوكيات الاجتماعية والثقافية التي يجب أن يتعامل بها كل المجتمع .... كيف يكون التسامح قوة؟؟ يجب أن ندرك أن التسامح أشد على النفس إيلاما وقسوة من الانتقام ... فعندما نقرر التسامح مع الآخرون عندها نكون قد قررنا الدخول مع أنفسنا في معركة قوية ومؤلمة ...وتكلمنا عن التسامح كقوة لأنه جزء من جهاد النفس الميالة لقولها ولفعلها والمجبولة على حب التعصب... وهو قوة لان جهاد النفس أقوى أنواع الجهاد،فالإسلام حدد لنا المنطلقات وأرسى لنا القواعد التي تمكننا من العمل على صعيد التنافس بكفاءة .. ومن آدابه وتوجيهاته وأحكامه تتكون البيئة المتسامحة ....و قبل أن اختم مقالتي بقوة التسامح أود أن أذكر بتلك الآداب التي أوردها الإسلام بالقرآن والسنة النبوية والتي تساعدنا على إشاعة التسامح تحريم الغيبة والنميمة - إشاعة التحابب بين الناس- الإرشاد إلى التيسير والتبشير والابتعاد عن التنفير والتعسير- الحث على كظم الغيظ - حفظ حقوق الناس المالية وعدم استسهال أكل مال الناس بالباطل-النهي عن الحسد والتجسس-الأمر بالرفق في كل الأمور-النهي عن الغمز واللمز و السخرية - الأمر بإصلاح ذات البين عند وقوع الخلاف- إشاعة الخير ومحاصرة الشر بالحكمة والموعظة الحسنة- التماس العذر للمخطئ وحمل الكلام الذي لا يعجبنا على أحسن الوجوه--- الأمر بالعدل عند الحكم . لايوجد سبب جذري يمنع الإنسان من التسامح .إلا إذا اعتبره الإنسان ضعفا وليس قوة !!!! وهنا يجب أن تأتي الدافعية من أنفسنا بأنه قوة وليس ضعفا .. حسنا وليس سيئا ... وهنا يجب أن نبدأ بتعزيز هذه القوة نحن التربويين في مدارسنا وجامعاتنا وبين طلابنا وأساتذتنا ... فالذي نادى بالتسامح هو ديننا الإسلامي ... والوسيلة هم الرسل عليهم السلام ... ونحن نحمل هذه المهنة كتربويين لذلك ..يعد التعليم المجال الرحب والواسع والأساس للانطلاق نحو تعزيز ثقافة التسامح ... وبالتالي لو استخدم التسامح كثقافة تدرس في جميع الدول العربية والإسلامية فسوف تكون لغة موحدة على اختلاف المرجعيات في وضع المناهج التعليمية ... وسوف نرقى بمجتمع بعيد عن العنف والتطرف اللذان يعتبران الثقافة التي يستخدمها أعداء الإسلام وهي الأشد عداء لثقافة التسامح ... أخيرا انادي الجميع للوقوف يدا بيد لنشر هذه الثقافة والبعد عن التطرف والعصبية الشخصية. أحمد بن فهيد الجلعود