ان ضبط النفس والسيطرة عليها من الامور الاساسية التي تعطي الدماغ العاقل مايلزمه من وقت لتسجيل مشاعرك في لحظة معينة (تماما كجهاز الكمبيوتر الذي يحتاج الى بعض الوقت ليقرأ البرنامج قبل ان يقدم الاجابة على الشاشة) ولكن الدماغ يحتاج الى وقت اطول. والسبب في ذلك هو اننا غالبا ما نخطئ في تفسير مشاعرنا وفهمها فقد تتخيل شعورا غير الشعور الذي تشعر به فعلا تقول مثلا (انا اكره هذا الشخص) غير اننا نكتشف بعد قليل ان هذا الشخص لطيف معنا وان ذنبه الوحيد هو انه شبه بذلك التلميذ الشرير الذي كان يضايقنا في المدرسة الابتدائية مثلا. وقد يكون السبب ايضا انكار مشاعر تشعر بها مثلا تقول في نفسك مثلا "لا آبه ان رفض زميلي العمل معي في هذا المشروع" لكنك تريد فعلا ان يحبك زميلك هذا قليلا وهكذا وبالطبع فانت لست بحاجة الى طبيب نفسي لحل هذه المشاكل اذ يمكنك بدلا من ذلك ان تلجأ الى وسائل اكثر بساطة واقل تكلفة ومنها: @ غير برمجتك فنحن نفسر مشاعرنا بشكل غير صحيح لاننا عالبا مانقيم بيننا وبين الاخرين حواجز من كلمات فعلى سبيل المثال تقول في نفسك عبارات من نوع (ادركت ذلك بعد فوات الاوان) او (لم تأت اللحظة المناسبة بعد) او (لا اشعر بالقدرة على ذلك) الخ.. ولكن ذلك كله اوهام وقصص تخترعها لكي تظل بعيدا ولكي تستمر في الاعتقاد بانك منفتح علىالاخرين اما الحقيقة فهي انك تنطوي على نفسك وتجعلها كما ولو انها مبرمجة وهذا مايجعلك تخطئ في قراءة مشاعرك لاسباب عديدة. @ لاتنكر مشاعرك بل اعلنها ان حوالي 75% من الامور التي نقولها تمر دون ان يسمعها المحيطون بنا او دون ان يفهموها جيدا او ينسوها فور سماعها لذا فان الحديث عن المشاعر في مثل هذه الظروف يتطلب الالتزام ببعض القواعد الاساسية اولا فان هذه المحاولة قد تكون غير مجدية او خطرة لان الاخرين قد يعتبرونها ضعفا من قبلك وقد تقع ضحية سوء الظن لذا عليك ان تلتزم بما يلي: 1. تمسك بحقوقك (لان ذلك يعني في الوقت ذاته احترام حقوق الاخرين). 2. ضع حدودا للاخرين وهذا يتطلب طبعا ان يكون لديك الجرأة على وضع حدود للاخرين بألا تقبل كل مايصدر من الاخرين وان تحافظ على وقتك ومجال حياتك الخاص بك. 3. تعلم كيفية الاستماع الى الاخرين فالمشاعر هي امور مرهفة وهنالك عبارات تؤذي المشاعر ومن الواجب تجنبها ومن هذه العبارات (دبر شؤونك بنفسك) (انك تزعجني بمشاكلك الدائمة). (لم لاتعرض نفسك على طبيب نفسي) (مشاكل لا تنتهي).. الخ.. @ تعلم كيف تحلم فما نراه في احلامنا يقدم لنا صورة صادقة من مشاعرنا فالشخص الذي يكون معدل ذكائه العاطفي منخفضا لايرى في منامه مايكفي من الاحلام غير انه من الممكن نظريا ان نحلم متى اردنا وان نطلب الاحلام فتأتينا. والواقع ان التحكم الارادي بالاحلام يتطلب الكثير من الوقت والتدريب غير انه من السهل على الشخص ان يتعلم كيف يحلم لان التعلم لا يتطلب غير التكيف والخضوع لبعض الشروط المحددة ومن هذه الشروط: 1. ان تكون في حالة جسدية جيدة بمعنى ان تتناول عشاء خفيفا من مساء اليوم الذي تريد ان ترى فيه بعض الاحلام ولا تشرب غير الماء واستغن عن الشاي والقهوة حتى بعد الغداء وتجنب بذل مجهود كبير جسدي او ذهني ولا تمارس الركض او التمارين الرياضية الاخرى في مساء ذلك اليوم ولا تقرأ نصوصا من النوع الذي يتطلب جهدا كبيرا لفهمه وليكن سريرك مريحا وليكن نومك محاطا بالهدوء التام لان الضجيج يجعل النوم مضطربا ويقطع الاحلام. 2. الا تستسلم للنوم فورا وفي الظروف العادية لا تغف الا بعد المرور بمرحلة من الخدر تدوم لبضع دقائق وخلال هذه المرحلة يشهد النشاط العقلي بعض الهلوسات السمعية والبصرية فعليك الاستفادة من هذه المرحلة لكن تتهيأ لاستقبال الاحلام لان جميع الصور التي تستحضرها اثناء هذ اللحظات تظهر بشكل آلي في الاحلام. 3. ان تتخيل الحلم الذي تود ان تراه ولكي تحقق ذلك ابدأ بالاسترخاء وافرغ رأسك من الافكار دع افكارك تمر على سجيتها دون ان تحاول ايقافها لا تستحضر مشاكلك وهمومك حاول نسيانها ولا تشغل تفكيرك بأي شيء بعد ذلك ابدأ بتخيل مشهد ما الخ.. 4. عود نفسك على كتابة احلامك اكتب كل ماشاهدته في منامك دون اهمال اي تفاصيل متعلقة بالاشخاص والاوضاع والظروف المحيطة والانطباعات والمشاعر فذلك يساعدك على ان تكتشف انك ترى احلاما اكثر من السابق وعلى ان تتذكر احلامك بسهولة لما يجعلك تكتشف بشكل اوضح مشاعرك واحاسيسك الحقيقية. انها افكار جيدة وعملية حاول ان تطبقها لو اردت وسوف تشعر بنتائج ايجابية.