طالعت ما نشرته صحيفتكم وصحف أخرى حول نجاح لجنة متابعة المستودعات بجدة والمكونة من امانة جدة والدفاع المدني وفرعي وزارة التجارة ووزارة الداخلية في اكتشاف وضبط عملية غش تجاري كبرى وضبط الأدوات المستخدمة في إتقان عملية الخداع والتزوير، بعد أن قام المسؤول في المستودع بمحاولة التموية وإخفاء المضبوطات في حاوية للنفايات، ولولا توفيق من الله ثم يقظة أعضاء اللجنة وأفرادها، التي كشفت التلاعب والتحايل الذي يقوم به عديمو الضمائر الذين يغيرون تاريخ انتهاء الصلاحية لكميات من المخللات والزيتون كما تم ضبط عبوات فارغة وملصقات خاصة بالتزوير ! وبقدر ما ساءني هذا الخبر، بقدر ما أسعدني في الوقت نفسه. فقد شعرت شعوراً كبيراً بالفرحة لإحساسي بان مثل هذه اللجنة يقوم بدور فعال في حماية المواطن والمقيم والمحافظة على الصحة العامة وأرواح الملايين ممن يتناولون هذه الأطعمة والأغذية في طعامهم اليومي، كما شعرت بالاطمئنان إلى سلامة هذه الأغذية والمعلبات التي يتناولها الناس. ولكن الخبر أحزنني أيضا، إذ تالمت كثيراً وأحسست بشعور القلق بسبب هذا الجشع والطمع الذي ادى ببعض التجار إلى الكذب على الناس والعبث بحياتهم وصحتهم دون أن يكترث بما يمكن ان يحدث لهم وما يمكن أن يصيبهم من أمراض على الأقل، وحزنت لان هؤلاء لو كان لديهم شعور بالخوف من الله سبحانه وتعالى والخوف من عقابه لما أقدموا على هذا التصرف المشين والمخزي أخزاهم الله. ثم حزنت أيضا لانهم لو كانوا يخافون على أهلهم وأقاربهم وأصدقائهم وعشيرتهم ولو رضوا لكل هؤلاء أن يتناولوا هذه الأطعمة المغشوشة، ما كانوا قاموا بهذا التلاعب والغش مهما كانت المغريات المادية !! إنني أرجو المسؤولين أن ينزلوا بهؤلاء أقسى أنواع العقاب، فالغرامة وحدها ليست كافية كعقاب لهؤلاء الظلمة والمستهترين بأرواح البشر، بل يجب أن يسجنوا وأن (نعمر) بمثلهم السجون إلى جانب الغرامات التي يتم تحصيلها منهم، وهنا يكون الردع مناسباً لجريمتهم، وحتى يكف من يريد أن يحذو حذوهم عن التفكير في اختراق نفس الجرائم، بحثاُ عن المزيد من المال بأي وسيلة، حتى لو كانت على حساب صحتنا وأرواحنا . @@ عبدالعزيز بن صالح الدباسي بريدة