يعود رئيس فرق التفتيش الدولية هانز بليكس إلى بغداد في الثامن من فبراير الجاري في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع المسؤولين العراقيين لحل الجدل المستمر بشأن أعمال التفتيش عن الأسلحة المحظورة حسبما أعلن مسؤول عراقي.وقال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز للصحفيين إن بليكس لن يلتقي بالرئيس العراقي صدام حسين. وأشار إلى أن بليكس ستكون لديه مهمة محددة سينجزها من خلال التعامل مع الخبراء العراقيين الذين يتحدثون بشأن الأمور الفنية.وأشار عزيز إلى أنه يتوقع أن يبحث بليكس مع العراقيين تشكيل لجان لبحث القضايا المعلقة، وشدد على أن العراق لن يستطيع ضمان سلامة الطائرات (يو/2) في حين تسير بريطانيا والولايات المتحدة رحلات لمراقبة منطقتي حظر الطيران في شمال العراقوجنوبه وهو إجراء لا تعترف به بغداد. وعن النقطة الخلافية الثانية الخاصة باستجواب العلماء العراقيين، قال عزيز إنه ليس بمقدور حكومته إجبار الأفراد العراقيين على إجراء مقابلات مع المفتشين دون حضور مسؤولين في الرقابة العراقية. وأعلنت المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميليسا فليمينغ في نيويورك أن المدير العام للوكالة محمد البرادعي سيرافق بليكس إلى بغداد في رحلته المقبلة. وكان المسؤولان الدوليان قد أعربا عن أملهما في أن تتخذ بغداد خطوات إيجابية قبل أي اجتماع مثل السماح غير المشروط بطائرات الاستطلاع (يو/2) بالتحليق أو بإجراء مقابلات منفردة مع العلماء العراقيين. ووجه العراق الخميس الماضي دعوة مفاجئة إلى بليكس والبرادعي لزيارة بغداد قبل تقديم تقريرهما الثاني لمجلس الأمن الدولي بهدف مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بتقوية وزيادة التعاون والشفافية بين الجانبين. وستكون هذه الزيارة الثانية من نوعها خلال أقل من شهر، حيث كان كل من بليكس والبرادعي قد زارا بغداد في وقت سابق من يناير الجاري قبل تقديم تقريرهما الأول لمجلس الأمن. على صعيد آخر أكد الرئيس العراقي صدام حسين قدرة جيشه على قتل (مليون جندي) امريكي إذا حدثت عملية إنزال جوي في ضواحي بغداد. ونقلت الصحف العراقية عن الرئيس العراقي قوله لدى استقباله قادة عسكريين "لو أرسل العدو مليونا فإن الشباب سيقتلونهم". واستبعد أن يجري (العدو) إنزالا في ضواحي بغداد خشية الموت. عمليات التفتيش في غضون ذلك تفقد مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة المزيد من المواقع في العراق بحثا عن أسلحة غير تقليدية مزعومة. وقال مسؤولون عراقيون إن مفتشين من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (أنموفيك) ومن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فتشوا عشرة مواقع على الأقل. فقد تفقد فريق بيولوجي تابع للجنة أنموفيك ثلاثة مواقع في بغداد، كما تفقد جامعة صدام وكلية التربية ومعمل الشرقية للتقطير. ومشط فريق متخصص في الصواريخ مقر شركة الكرامة في بغداد التي تنتج مكونات صواريخ (الصمود) وتقوم بتجميع صواريخ أخرى. وتوجه فريق آخر إلى جنوببغداد حيث مصنع الرشيد الذي ينتج مكونات ذخيرة المدفعية. كما توجه مفتشون أيضا إلى شركة الراية في تاجي شمال بغداد. ولم يذكر مسؤولون تفاصيل عن المنشأة لكن يُعتقد أنها الموقع الرئيسي في العراق قبل حرب الخليج لتطوير صواريخ سكود وإنتاج صواريخ الحسين بما في ذلك الرؤوس الحربية والمحركات. وانطلق فريق تابع لوكالة الطاقة الدولية إلى جامعة صدام ببغداد في حين قام فريق آخر بمسح جوي. وتوجه مفتشون أيضا بمروحيات إلى مواقع لم يكشف عنها في شمال العراق.