ينشغل المسؤولون الأميركيون في الوقت الراهن بمناقشة شرائط التجسس التي سيكشف عنها وزير الخارجية كولن باول لدى محاولته إقناع مجلس الأمن الأربعاء بعدم التزام العراق بقرارات نزع أسلحة الدمار الشامل بحوزته. ويدور النقاش حول المدى الذي سيذهب إليه باول في استخدام المعلومات البالغة السرية التي تحويها الشرائط التجسسية لإثبات المزاعم الأميركية من أن العراق يخفي أسلحة دمار شامل، ودون الكشف عن الوسائل والمصادر. ويتزامن الكشف عن أشرطة التجسس هذه مع الترحيب المشروط الذي أبداه الرئيس الأميركي جورج بوش الجمعة لقرار ثان من مجلس الأمن بشأن أزمة العراق، والذي أكد أنه يجب أن يتزامن مع سرعة نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق. وأشارت مجلة (نيوزويك) الأميركية في صفحتها الإلكترونية مساء الجمعة إلى استعداد الإدارة الأميركية إلى استخدام مواد من شرائط تجسسية بالغة السرية، تحصلت عليها من (وكالة الأمن القومي) والتي تظهر مدى تورط المسؤولين العراقيين في محاولة إحباط عمليات التفتيش الدولية. وكشف مسؤولون أميركيون لمجلة (نيوزويك) أن الكشف عن مثل هذه المعلومات أمر غير مألوف - إلا أن المسؤولين قالوا أن الدليل دامغ بدرجة تجعل الكشف عنها يتجاوز أي ضرر محتمل.. وقال أحد المسؤولين في حديثه للمجلة: لقد حصلنا عليه. وأوضحت المجلة نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الأحاديث الإلكترونية التي اعترضتها وكالة الأمن القومي (NSA) تثبت أن العراق قد كذب بطريقة متكررة على المفتشين وأن العراقيين عملوا على إخفاء الأسلحة حتى أنهم ظهروا وهم يتبجحون بنجاحهم. وأضافت المصادر أن عمليات التنصت هذه تظهر أن العراقيين يقولون أشياء مثل احذف هذا، ولا تتكلم عن هذا، أو يا هذا هل تعتقد أن هذا الأمر قد فاتهم؟. ومع ذلك أوضح مسؤولون آخرون للمجلة أن هناك بعض الالتباس إزاء ما يشير إليه المسؤولون العراقيون في مناقشاتهم. وقال مايكل إيسكوف، أحد الكتاب المشاركين في المقالة التي نشرتها (نيوزويك) للCNN إن الإشرطة التجسسية تحتوي على أدلة تثبت ان المسؤولين العراقيين تعمدوا تضليل المفتشين الدوليين التابعين للأمم المتحدة، والتباهي بذلك لاحقاً. وأشار إيسكوف - الى أن الأشرطة التجسسية التي لن يستخدمها باول في معرض تقديم أدلته بل سيستخدم مقاطع كتابية، طبق الأصل عنها - تشكل أقوى الأدلة التي تمكنت الإدارة الأميركية من الحصول عليها حتى الآن لإثبات عدم إلتزام العراق بالقرارات الدولية. وكانت الCNN قد أشارت في وقت سابق إلى احتمال استخدام وزير الخارجية الأميركي لصور تجسسية تظهر قيام العراقيين بإخلاء المواقع قبيل زيارتها من قبل الخبراء الدوليين، بالإضافة إلى معلومات مستقاة من استجوابات لسجناء ومنشقين عراقيين. ومن المتوقع أن يستخدم باول في معرض تقديمه أيضاً صوراً بالأقمار الصناعية لمعامل عراقية سرية متحركة للأسلحة البيولوجية. وكان الرئيس الأميركي بوش قد أشار الجمعة إلى أن وزير خارجيته سيثبت بالأدلة وجود روابط بين تنظيم القاعدة والنظام العراقي، وقال في هذا الشأن: لاشيء أحب لصدام حسين من استخدام الشبكات الإرهابية للقتل والاعتداء دون ترك دليل وراءها.