عن الهيئة المصرية العامة للكتاب صدر كتاب "العرب الأصل والصورة" للدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري. بدأ المؤلف كتابه بعنوان فرعي يقترب من العنوان الأصلي للكتاب وهو (البطل القومي .. الأصل والصورة) متحدثاً عن (الكاريزما) السياسية وتأثيرها وحماس ردود أفعالها، والضوء المبهر الذي يصدر عن الشخصية (الكاريزمية) ويعمي الأبصار. وتتعلق بقية دراسات الكتاب بالشأن القومي العام والقضايا المرتبطة بالعروبة في ذاتها وفي علاقاتها بالآخر حيث تأتي محاولات ارتياد الأفق العربي واكتشاف ملامحه منطلقة من هذا الإطار العربي. كما أنه يقدم تحليلا لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وتداعياتها وتأثيراتها على الشرق الأوسط والعرب تحديداً خاصة فيما يتصل بصورة العربي لدى الآخر وعلاقاته بالغير. ويرى المؤلف أن هذه الأحداث تعتبر علامة فارقة في شكل المجتمع الدولي المعاصر تتراوح بين مخاوف التشويه ومخاطر الإقصاء تحت دعاوى إعادة تقسيم العالم واصطناع الأعداء والأصدقاء، والتاريخ لا يكرر نفسه وحتى حين يتشابه لا يأتي متماثلاً بل يأتي حافلاً بفروق الزمان والمكان ومن لا يستجب للغة العصر فإنه سيبدو أسيراً للممارسات "الدردوتكيشوتية" التي لا تجدي وإن كانت تلهي. والصراع العربي الإسرائيلي مثلاً قد استنفذ قدرات العرب وثرواتهم وعطل برامج تنميتهم. ويتساءل المؤلف عما إذا كان قيام دولة إسرائيل عاملا للفرقة أو للتوحد العربي؟ ويناقش رياح التغير في سوريا، وانتفاضة الأقصى باعتبارها شهادة للتاريخ الفلسطيني ويفتح باب التفكير الحر من أجل مواجهة غير تقليدية مع خصم شرس مدعوم بشكل غير مسبوق فيرفض سياسة الاستسلام للأمر الواقع والاكتفاء بالحبس لإدانة لسرقة الأرض والاعتداء على البشر مطالبا باتخاذ سياسة جديدة تتمسك بالثوابت باعتبارها غايات وتتسم بمرونة الحركة والقدرة على اتخاذ المواقف الجديدة لدعم الحق القومي العربي وحماية الأرض العربية.