إن الجاذبية الكبيرة والحضور المتميز الذي يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظه الله- تتجلى في أعماله التي نقلت البلاد إلى مصاف البلدان المتقدمة حضارياً فأحبه شعبه وأحب شعبه بصفة كاريزمية والتي وصفها مجدي كامل في كتابه «ملوك الكاريزما» (وهي تعني في أصلها اليوناني الهدية والحضور الذي يتمتع به بعض الأشخاص) (ويجمع العلماء بأنه لا سياسة حقيقية دون كاريزما). فلو افتقد السياسي القدرة على التواصل مع الجماهير فلن يكون سياسيا بالمفهوم الحقيقي فالسياسة هي الفوز برضا الجماهير والقدرة على تحريكهم لتحقيق سياسة معينة. إن الأعمال الكاريزمية المنسوبة للملك المفدى كثيرة ويصعب تعدادها، لقد شيد الجامعات والمدارس والمعاهد وكافة مرافق التعليم وفتح الطرق التي تربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد بنى المستشفيات وأمر بتجهيزها بالمعدات الحديثة، لقد كفل للمرأة حقوقها وفتح أمامها الطريق لتمارس اختصاصها في المستشفيات والجامعات والتمريض والتعليم في المدارس المنتشرة في أقاصي المملكة، ومن منجزاته العظيمة الساعة التي تعتبر أكبر وأطول ساعة في العالم، والتي ينساب منها الأذان خمس مرات في اليوم إنها ستكون مرجعا للتوقيت الإسلامي إنها بحق تحفة معمارية. في العام الماضي وبالتحديد بتاريخ 19-9-1432 وضع -أيده الله- حجر الأساس لأكبر توسعة للمسجد الحرام والتي تعتبر أكبر التوسعات التي شهدها الحرم الشريف منذ فجر الإسلام حيث تصل سعته إلى مليوني حاج ومعتمر ومصل. لقد قال عندما كان خارج الوطن: إنني لا أنام إلا بعد أن أطمئن على أبناء بلادي، وهذه قمة التواصل والتلاحم، إن له قدرة فائقة على التأثير في مجال السياسة وأعمال الخير لقد أدخل الفرحة في قلوب الأمهات والآباء عندما شمل أبناءهم السياميين بعطفه وأجريت لهم عمليات الفصل الناجحة.. إن أعماله توجت مكانة مرموقة في مجال الإنسانية داخل المملكة وخارجها فهو بحق ملك الإنسانية. استطاع تطويع ناصية التكنولوجيا وامتلاك مقدرات الإقلاع الحضاري لشعبه وبلاده. إن كاريزما الملك عبدالله هي نفسها كاريزما القادة العظماء في العالم الذين أشار لهم مؤلف كتاب كاريزما الملوك، فالكاريزما صفة تنبع من الداخل وليست صفة خارجية فمميزات الكاريزمي داخلية.. مما يضفي عليه جاذبية خاصة.. وروعة منفردة.. والشيء الرائع في الكاريزما أنها تجعل الكاريزمي قويا دون أن تضعف الآخرين لأنه يستمد قوته من ذاته ومن داخله.. لا بسلب قوة الآخرين. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأطال عمره ليكمل مسيرته في البلاد التي أقامها ووحدها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. التفاتة: تاج القيصر لا يحميه من الصداع. (مجلة سين جيم) - الرياض