استطاعت القنوات الفضائية في وقت قصير أن تدخل إلى بيوتنا، بل إلى غرفنا وتجالسنا دون إذن مسبق، وهي ليست واحدة أو اثنتين، بل عشرات الأوجه والتخصصات، وتفننت في جذب المشاهد بأي وسيلة، فهذه لهواة الأغاني الصاخبة، وهذه للأفلام دون حذف أو تعليق، وهذه للرياضة، وهذه للأخبار، وهذه وهذه... إلخ، وكلها تتفق على أن تغري المشاهد بمتابعتها بأي وسيلة وأي ثمن، بل أصبحت بعض القنوات أشبه بالمراقص الليلية! فلا يعقل أن نرى هذه المناظر في شاشات عربية، ومن كان يتخيل صورة المجتمعات العربية بهذه الدرجة من الانحلال وعدم المسؤولية ولا يعقل أن تقدم بطريقة إعلامية! فمن المفترض أن تكون واعية ومتعلمة ومنوطًا بها رفع درجة الوعي والمسؤولية لدى المجتمع مثل تلك البرامج والأعمال التلفزيونية الهشة التي تستغل غرائز الإنسان وتحرك فيه الشهوات علنًا والكل ينظر وينتظر! أصبحت بعض فضائياتنا العربية تنظر إلى المرأة بعين الاستغلال، ومحاولة استثمار هذا الجسد الطاهر لأغراض مادية، فلقد سيطرت بنظرة السوق على نطاق الإعلام الفضائي متأثرة بما حدث من تنام سريع للقنوات الفضائية التي أصبحت بلا عدد وبلا حدود! بدأت تتنافس على تفريخ مذيعات، فهذه المذيعة «تسولف» مع المتصل وكأنها تعرفه جيدًا وأحيانًا تصل الحميمية إلى حد «القبل» الهوائية! وتشترط في الغالب بعض القنوات الهادمة صفات معينة في المذيعة، أولها أن تكون بعيدة كل البعد عن الاحتشام، وأن تكون بلا حدود في أي شيء لكي تتحدث مع المشاهدين وتقبلهم وترقص معهم! بل أخذت بعض القنوات تقديم صورة مشوّهة للمرأة العربية في كافة مواقعها ابتداءً من مذيعات الربط والأخبار مرورًا بالنشرات الجوية! لقد استغلت المرأة تمام الاستغلال وأصبحت كدمية الحبل، تحرك بأصابع خفية، فكما ذكر أحد المفكرين اليهود في مقابلة له في إحدى الصحف العبرية» إن الطريق إلى هدم الإسلام هو المرأة، فسنهزمهم بغانية وكأس»، والمتابع لما يحدث في ساحتنا الإعلامية العربية يجد ذلك للأسف صحيحًا جدًا وأقرب إلى الصواب في بعض القنوات الفضائية!