الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948 هذا هو عنوان الكتاب الذي قام مؤلفه محمد بن ناصر الياسر الاسمري باستعراضه في نقابة الصحفيين المصري وحضره السفير ابراهيم السعد البراهيم سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة وعبدالعزيز الصقر المستشار الاعلامي للسفارة السعودية. وجاء الكتاب احد الاسهامات في تنوير اجيال الوطن العربي، بما قدمه ابناء المملكة العربية السعودية، قبلة الاسلام ومهد ارومة العروبة.. حيث بذلوا الدم والارواح سواء في حرب فلسطين 1948 وما تلاها من مواجهات مع الكيان الصهيوني في 1967، 1973. وقد اعتمد المؤلف على الكثير من وثائق القوات المسلحة المصرية الموجودة بدار الوثائق القومية مدعمة بالصور المشرفة للمشاركة السعودية في الجهاد العربي وتواجد المقاتل السعودي في جميع مواقع المواجهة مع الكيان الصهيوني. ويأتي الكتاب في 420 صفحة تتناول بداية الصراع العربي الفلسطيني وكيف ضاعت فلسطين من ايدي العرب حسب ما تؤكده الشواهد ويرويه المعاصرون لهذه الفترة انذاك من المجاهدين القدامى الذين ما زالوا على قيد الحياة. فقد كانت فلسطين جزءا من الدولة العثمانية التي استغل اليهود ضعفها وبدأوا يخططون لانشاء وطن لهم في فلسطين، وعندما فشلوا في مساومات السلطان العثماني اتجهوا الى التحالف مع نابليون بونابرت الذي كان لديه طموح في الشرق. ولكن الصراع الفرنسي البريطاني قضى على هذا الحلم النابليوني وخلصت فلسطين لبريطانيا بجانب اجزاء اخرى من الوطن العربي بعد انهاء الوجود العثماني سواء في سوريا او الاردن اوالعراق او مصر وفقا لاتفاقية سايكس بيكو. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ تشكيل جامعة الدول العربية، وكانت هناك مؤتمرات عديدة لايجاد حل لانهاء الوجود الصهيوني من فلسطين، وانتهت قرارات جامعة الدول العربية الى الدعوة الى الجهاد وجمع المتطوعين من العرب والمسلمين وتنظيم صفوفهم للدفاع عن المقدسات الاسلامية في فلسطين وتخليصها من ايادي الصهيونية. ولم يلبث الحال كثيرا حتى بدأت التوجهات السياسية في احلال القوات النظامية محل المتطوعين المجاهدين في الدفاع عن القضية الفلسطينية وبدأت القوات المسلحة النظامية تقوم بمهامها القتالية، وكانت مصر انذاك تمثل اكبر قوة اقتصادية وعسكرية عندما اعلن الملك فاروق شن الحرب على الكيان الصهيوني الاسرائيلي في 15/5/1948، وكانت المملكة العربية انذاك في بداية العهد بتكوين مؤسسات دستورية بالبلاد ومنها الجيش اذ لم يكن يمضي وقتها على توحيد السعودية سوى ربع قرن من الزمان، ومع ذلك فقد كانت استجابة الملك عبدالعزيز رحمه الله سريعة رغم التواضع في الامكانيات ولكنه عجل بتلبية النداء العربي في مشاركة القوات السعودية مع الجيش المصري وباقي الحشود العسكرية العربية التي تحركت الى فلسطين برا وبحرا وجوا. وبدأت مشاركة القوات السعودية للقوات المصرية على ارض فلسطين بعد اسبوع من بداية الحرب النظامية حيث تلاحم الجيش السعودي بجانب اشقائهم من القوات المصرية في عدة مواقع قتالية، ووفقا للوثائق فان الجيش السعودي كان في مقدمة الالتحام مع الكيان الصهيوني حيث لم يحفر الجنود السعوديون الخنادق ليتخندقوا فيها، وانما اندفعوا للصفوف الامامية للقتال من شدة حماسهم للجهاد حتى استشهد منهم 173 سعوديا عام 1948. ثم عقب السفير ابراهيم السعد البراهيم على الكتاب موضحا انه جاء كلمة حق لتضحيات المجاهدين والشهداء من ابناء المملكة العربية السعودية الذين وقفوا مؤازرين لاخوانهم العرب ومن اهم هذه المشاركات السعودية مساندة المتطوعين السعوديين لاشقائهم العرب في التصدي للصهيونية. وعندما كان الخطر يهدد امن المملكة العربية السعودية في حرب الخليج الثانية وجدنا الاشقاء المصريين يهبون لحماية الحدود السعودية مما يؤكد بصدق الروابط الوثيقة بين الشعبين المصري والسعودي ووحدة المصير المشترك ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين التي تضرب بجذورها في اعماق التاريخ حيث ترجع هذه العلاقات الى ما قبل الفتوحات الاسلامية عبر الهجرات المتبادلة. واضاف سفير خادم الحرمين ان الروابط السعودية المصرية هي على احسن ما تكون عليه الان حيث التنسيق والتشاور على كافة الاصعدة سواء على البعد السياسي او من خلال الاتصالات والزيارات بين فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية وشقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير عبدالله حيث يكون التشاور بشأن قضايانا المصيرية خاصة فلسطين التي تمثل القضية المركزية وايضا التهديدات والاخطار المحيطة بالشعب العراقي الشقيق، كما ان التعاون الاقتصادي رغم انه دون الطموح المنشود الا ان القيادتين في البلدين بدأتا توليان ذلك الجانب اهمية كبيرة لصالح الشعبين السعودي والمصري.