صرح رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبد الله العطية ان المنظمة يمكن ان تقرر زيادة إنتاجها خلال اجتماعها الوزاري في 11 من مارس في فيينا، بهدف خفض الأسعار، مشيرا الى أن كل الخيارات مفتوحة. وتجاوزت اسعار النفط الثلاثين دولارا للبرميل الاسبوع الماضي غير متاثرة بقرار اوبك في منتصف يناير زيادة انتاجها 1.5 مليون برميل يوميا ابتداء من الشهر المقبل. وكان الهدف من زيادة انتاج اوبك تعزيز ثقة الاسواق في مواجهة وضع دولي متوتر. وقال العطية المشكلة ان الاسواق غير متجاوبة مع قرار اوبك السابق. مضيفا ان السوق تواجه الكثير من الضغوط السياسية والنفسية كالوضع في العراقوفنزويلا. مؤكدا ان اوبك تتابع السوق عن كثب و نحن نعتقد انها ستستقر خلال الاشهر المقبلة. من جانبه، اعتبر مركز الدراسات الشاملة حول الطاقة ان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عاجزة عن ضخ ما يكفي من النفط في السوق للتعويض عن توقف الانتاج في كل من العراقوفنزويلا.واشار المركز في تقريره السنوي الى ان أوبك وحدها لا تتمتع بقدرة إنتاج كافية وقادرة فورا على تعويض صادرات النفط الفنزويلية والعراقية. وأضاف المركز المتخصص والمؤثر في السوق النفطية، ان منظمة أوبك لا يمكنها والحال هذه التعويض عن اي توقف في العرض من قبل دول منتجة اخرى في منطقة الخليج قد ينجم عن نزاع طويل الأمد في العراق. واعتبر المحللون انه في حال شن حرب على العراق تنعكس نتائجها على صادرات هذا البلد، مع تواصل الاضراب العام في فنزويلا، فان كمية النفط التي سينبغي انتاجها للتعويض عن النقص الحاصل آنئذ ستصل الى خمسة ملايين برميل في اليوم. وبالتالي، اذا شن الهجوم على العراق، فلن يكون امام الدول المستهلكة، لا سيما الولاياتالمتحدة، سوى خيار واحد هو استخدام احتياطاتها الاستراتيجية لضمان عرض كاف، كما يتوقع التقرير. واوضح مركز الدراسات الشاملة حول الطاقة ان قدرة الانتاج الإضافية لمنظمة أوبك تتركز بصورة رئيسية في الشرق الاوسط بعيدا جدا عن كبريات الدول المستهلكة التي ستكون الاكثر احتياجا لمادة النفط. من جهة اخرى، فان النفط الاضافي سيكون مرهونا بعدد محدود من ناقلات النفط لنقله الى المناطق المستهلكة وان غالبية هذه السفن ستكون مضطرة لعبور مضيق هرمز وهي رحلة قد تكون محفوفة بالمخاطر في اوقات الحرب، بحسب تقرير المركز. ولفت المركز الى ان اسعار النفط الخام سترتفع في هذه الظروف لان المستثمرين على استعداد لدفع المبلغ الضروري الذي سيتوجب عليهم بغية التزود منذ الان بكميات من النفط. وقال التقرير ايضا ان الهدف الذي سعت اليه منظمة اوبك في العام 2002 لتحقيق سعر يتراوح بين 22 و28 دولارا لبرميل النفط، يتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية عن ضعف مستويات المخزون الحالي للنفط في العالم. ولفت التقرير الى ان الكارتل النفطي خفض عرضه الى حدود المستوى الكافي فقط لتلبية الطلب الفوري، وانما غير الكافي للسماح للمصافي بالحفاظ على احتياطات كبيرة من النفط الخام. واضاف انه كان على الصناعة النفطية اذن ان تكافح لمواجهة الازمة المفاجئة التي سببها فقدان 2.4 مليون برميل يوميا من الصادرات الفنزويلية. وقال محلل بارز في بنك جولدمان ساكس للاستثمار ان اسواق النفط العالمية ستواجه اكبر عجز في الإمدادات في التاريخ إذا اندلعت حرب في العراق مع تواصل تعطل الإمدادات النفطية من فنزويلا عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك.وتهاوت مخزونات النفط الأمريكية بالفعل مقتربة من أدنى مستوياتها في اكثر من عقدين بسبب الإضراب العام الذي يعصف بالقطاع النفطي في فنزويلا منذ 47 يوما والذي هوى بصادرات البلاد النفطية الى خمس معدلاتها الطبيعية. وقال ستيف سترونجين الرئيس التنفيذي المسئول عن الابحاث السلعية في المؤتمر تشكل فنزويلا واحدة من اكبر الصدمات التي واجهتنا على الاطلاق من حيث كمية النفط اليومية (التي حرمت الولاياتالمتحدة منها). واضاف والحالات المماثلة الوحيدة لتلك الصدمة هي حرب الخليج والحرب الايرانية العراقية والحرب العربية الاسرائيلية في 1973. وتابع :ومن ثم فانه اذا اضفت الى ذلك تعطل لمدة شهرين لامدادات النفط العراقي لاي سبب كان سياسيا او عسكريا فسيكون ذلك كافيا لتحول الامر لاكبر عجز نفطي في التاريخ.