بيئة السوق المحلية مرآة تعكس الواقع المعيش بايجابياته وسلبياته.. والبيئة النظيفة عنوان المجتمع المتحضر.. والنظافة عنصر هام في حياة الفرد والمجتمع - فضلا عن انها من شعب الايمان - والسعي في ايجاد سوق نظيفة تخلو تماما من الشوائب وكل التشوهات مطلب حضاري تتطلع اليه مجمل الشعوب بمختلف اعرافها وتقاليدها.. والحياة في ظل اجواء ملوثة تبدو في أرذلها.. ويظل جانب المحافظة على سوق نظيقة ومقبولة مسئولية مشتركة يتحملها الجميع. وحينما يراد لنا ان نعبر عن حبنا وانتمائها للارض فليس اكثر من ان نترجم هذا الشعور الحتمي بان نجعل هذه البيئة زاهية نضرة تفترش الورد قبل الرمل غالبا.. لتبدو جميلة في عيوننا قبل عيون الآخرين. ثمة تشوهات كثيرة تملأ المكان.. لم تسلم من عبثها المتخلف غالبية المحطات التسويقية.. علب فارغة هنا ومخلفات عارية هناك.. منظر يخدش الحياء وآخر يشوه جمال الطبيعة ويلوث الهواء.. البعض يزأر غضبا من تلك المشاهد.. ويلقي باللائمة على المسئولين في البلديات وكل جهة لها علاقة بصحة البيئة التسويقية ونظافتها.. وفي ذات الوقت ليس مستعدا في تغيير عادته في رمي العلب الفارغة من نافذة السيارة.. والبعض الآخر لا تتعدى اهتماماته المحافظة على نظافة كل شيء يحتويه سقف متجره او منزله.. عدا ذلك لا يرى الزاما في الاهتمام به او المحافظة عليه.. والكثير من اسواقنا ومرافقنا العامة تؤكد هذا التوجه العقيم. ولا يخفي ان الكثير من المحال التجارية وفي مقدمتها المطاعم وورش السيارات ومحلات قطع الغيار تفترش الأرض بالزيوت المختلفة والعلب الفارغة وكل شيء له علاقة بتشويه البيئة والمنظر العام. البعض يرى ان هذه التصرفات والتعاملات تنشأ مع طبيعة البيئة التي تحيط بهذا او ذاك.. فاذا ما كانت هذه البيئة نظيفة وجميلة فسيكون لها واقع الاثر في تصرفاته تجاهها.. والبعض الآخر يرجع هذه التعاملات الشاذة الى قصور نوعي في الوعي واساليب التربية والتعليم التي يتقاسمها البيت والمدرسة ويستوعبها الشارع.. والاخير اقرب للمنطق.. فالاسرة تعد المؤسس الحقيقي في بناء الشخصية وتطويع سلوكياتها تجاه كل شيء.. كما ان للمدرسة دورا تقويميا في ترشيد هذه السلوكيات وتطبيعها في اطار منهجي يتوافق مع مقومات الحياة العامة.. وللشارع ايضا ايجابية في تطبيق هذه المعادلة احيانا. ولا نبرئ ساحة بعض المسئولين في البلديات وفروع وزارة التجارة في كل مكان من الاتهام بالتقصير تجاه البيئة ونظافتها حيث ان هناك عددا من الاسواق التجارية تعاني اهمالا واضحا في كافة مرافقها ويأتي في مقدمتها الاسواق التقليدية والشعبية. والى جانبهم يأتي دور المتعهدين بنظافة البيئة - والذي لا نشك في وفاء المخلصين منهم حيث يبدي بعضهم الاستعداد التام في تولي شئون نظافة البيئة يبديها بوعود تسمو الى الطموح.. لكن سرعان ما تبدد هذه الوعود حال بدء عملهم الفعلي حيث نجد اكوام المخلفات تفوق سلال النفايات دون ان يكون هناك حراك يواكب هذا الفيض الذي يهدد البيئة قبل ان يشوهها. وللوصول الى تحقيق هذا المطلب لسنا بحاجة الى قلب موازين حياتنا العادية.. لكننا احوج ما نكون الى احساس حقيقي تجسده عزيمتنا في النهوض بالارض والشعور بالمسئولية تجاه كل شبر يمثل حدودها الجغرافية. فليس من الحكمة ان نعهد كل واجباتنا للآخرين.. ونظافة البيئة بصفة عامة والسوق خاصة واجب قومي يحتم علينا الالتزام به والعمل على تفعيله بشيء من رد الجميل والوفاء لتراب هذا الوطن المعطاء.. ليبقى نظيفا نضرا يعكس تناغما مشتركا يجمعنا في حب متبادل يعرف بالوطنية. (اليوم) كانت لها جولة ميدانية بالقرب من السوق حينا ومن الشارع العام حينا آخر لتسليط الضوء على ابعاد هذه التصرفات التي عادة ما تحدث من فئة قليلة غير واضحة الملامح او ربما واضحة احيانا لاسيما امام الكثير من المحال التجارية المتهالكة. المطالبة بسوق نظيفة ترى السيدة امل سعد البوعينين: ان المطالبة بايجاد سوق نظيفة وجميلة كما هو الحال في البلدان الاوروبية او غيرها من المدن الجميلة الاخرى ليس ضربا من المستحيل.. لكن ما نحتاجه هو التعبير الحقيقي عن صدق مشاعرنا تجاه البيئة المحيطة بنا والتي من الطبيعي الوفاء تجاهها بكل مشاعرنا وفي مجمل تصرفاتنا. وتضيف: ولتحقيق هذا المطلب الحتمي يستوجب علينا البدء باحترام بيئتنا وكل شيء تحمله والغضب من كل تصرف يساهم في تشويهها مشيرة الى ان التعاون مع المعنيين بشئون النظافة سيحقق الشيء الكثير مما نتطلع اليه لبيئتنا ولاسواقنا. وتقول: انه لا يجب ان نكتفي بالحديث عن النظافة او نعمل بها في محيط المكان الذي يعنينا بل يجب ان نوسع رقعة المشاركة في ايجاد بيئة جميلة ترضي طموحنا جميعا وخاصة المحال التجارية التي باتت واجهة حضارية في الكثير من الدول المتقدمة. كما رأت ان عمال الصيانة والبناء لهم بالغ الاثر في تشويه الكثير من المرافق العامة والأسواق حيث نجدهم يتركون بقايا الهدم والردم امام المحال التجارية والمباني بصورة تسيء الى حرمة البيئة والمظهر العام. البلديات تتحمل المسئولية وقال محمد سعد الحامد: ان البلديات تتحمل الجانب الاكبر في مسئولياتها تجاه البيئة والسوق.. ومن واجبها توجيه المجتمع وارشاده وتوفير الارضية الصحية التي تدفعه للالتزام باحترام البيئة والاهتمام بها من خلال وسائل الاعلام وملاحقة المخالفين من اصحاب المحال التجارية والمؤسسات وكذلك الاسواق الاسبوعية التي تعتمد على استخدام الاراضي الفضاء كموقع لتسويق بضائعها ووضع بعض لوحاتها الاعلانية غير المرخصة حيث يترك اصحاب هذه البسطات مخلفاتهم من الاوراق وغيرها من العلب الفارغة وبعض الخضراوات والفواكه الفاسدة بعد انتهاء اوقات التسوق ساعات واحيانا أياما. واكد ان المجتمع في كل مكان وزمان يرفض ان يعيش وسط بيئة تفتقر للنظافة او الجمال حيث ان الكل يطالب بوجود بيئة صحية تتمتع بكل مقومات البيئة المثالية ولكنه مع هذا المطلب يتطلع الى تعاون مشترك من الجميع.. يتمثل في ارغام بعض اصحاب المحال التجارية على تعديل سلوكياتهم وواجهات محالهم بما يتناسب ووضع السوق والى دور فاعل من قبل المسؤولين في البلديات في مراقبة السوق في كافة جوانبه. واجبنا ايجاد سوق نظيفة ويرى رياض سعد الشمسان انه من الواجب علينا تنظيف البيئة من كل شيء يسيء اليها ولاسيما اسواقنا التي تمثل الواجهة الاقتصادية لبلدنا المعطاء وان نبذل كل ما بوسعنا والمساهمة في تنظيفها من هؤلاء المتطفلين الذين نجدهم يبسطون ببضائعهم بشكل غير لائق ويسوقون مواد البعض منها منتهية الصلاحية والاخرى غير معروفة.. وكذلك اصحاب الدراجات النارية ذات العجلات الاربع الذين يتخذون من الشواطئ موقعا استراتيجيا لممارسة تجارتهم رغم انف السلامة والقانون. ويضيف: الواجب يحتم علينا جميعا المساهمة الفاعلة في ايجاد بيئة نظيفة تعكس صدق مشاعرنا تجاه بيئتنا وحبنا لهذه الارض المباركة التي حباها الله دون غيرها بقدسية الحرمين الشريفين. ويؤكد الشمسان: انه بامكاننا الوصول الى سوق نظيفة خالية من كل التشوهات اذا ما اخصلنا النية واعتبرنا اننا مسئولون عن انفسنا في مجمل التصرفات التي تبدر منا وانه ليس من واجب عامل النظافة ان يجمع النفايات التي وضعت خارج سلة النفايات او ورقة الكلينكس التي رمينا بها على الارض بكل جرأة او السيجارة او غيرها مما خف او ثقل وزنه. وفي خاتمة كلامه قال: نتمنى ان تكون هناك صيغة تفاهم بين المواطن والمسئول والتاجر وان يشعر كل منهم بواجبه تجاه البيئة والوطن.. وحينما تتحقق هذه المعادلة فحتما لن تكون هناك بيئة تشكو العلل.. لكنها ستتبدل الى بيئة جميلة وصحية ينقصها الخلل.