ربط الرئيس السوداني، عمر البشير، نجاح مفاوضات السلام التي استؤنفت امس الاول الخميس بين حكومته والمتمردين، بمكافحة مرض الايدز. ونقلت صحيفة (الانباء) عن البشير قوله: ادعو كل الذين يحملون السلاح الى وضعه فورا ولو مؤقتا للتفرغ لهذا العدو المشترك (...) والا فلن تجد السلطة والثروة احدا ليقوم بتقسيمها في السودان. وكان البشير يتحدث خلال احتفال نظمه البرنامج السوداني لمكافحة الايدز. وكانت الحكومة السودانية ومتمردو الجيش الشعبي لتحرير السودان افتتحا في كينيا الجولة الثالثة من المفاوضات من اجل التوصل الى وضع حد لعشرين عاما من الحرب الاهلية. وتقام هذه المفاوضات في حي كارن السكني في نيروبي. ويقود الوفد الحكومي الى هذه الجولة من المفاوضات التي ستستمر حتى الخامس من فبراير، ادريس محمد عبد القادر ووفد المتمردين نهيال دينغ . وتهدف هذه المفاوضات الى وضع حد لحرب اهلية بدأت عام 1983 بين الشمال حيث غالبية السكان من المسلمين العرب، وبين الجنوب حيث الغالبية من المسيحيين والارواحيين. واوقعت هذه الحرب حتى الآن قرابة المليوني قتيل وشردت نحو اربعة ملايين شخص. ويتضمن جدول الاعمال مسألة الرئاسة وتركيبة السلطة التشريعية والعلاقات بين الحكومة المركزية والحكومة في جنوب السودان اضافة الى مشاركة الجنوبيين في الحكومة المركزية، ومكان العاصمة الوطنية ومسألة الانتخابات كما اعلن جورج قرنق، احد مندوبي المتمردين عشية افتتاح المفاوضات. واتفق الوفدان ايضا على مواصلة المحادثات حول المناطق الثلاث في وسط السودان، اي منطقة ابياع وجبال النوبا وولاية النيل الازرق الجنوبية. وافادت مصادر مقربة من المؤتمر ان ادراج هذه المناطق الثلاث على جدول الاعمال بناء على طلب من الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يؤكد انه مفوض من قبل سكان هذه المناطق، كان السبب الحقيقي لتغيب الوفد الحكومي عن موعد 15 من يناير. ولكن المفاوضات حول المسائل الجوهرية المتعلقة بهذه المناطق ستتم في جولة منفصلة. وكانت الجولة السابقة من المفاوضات انتهت في نوفمبر باتفاق حول تمديد الهدنة التي وقعت في أكتوبر ومواصلة محادثات السلام حتى نهاية مارس القادم. ووجه الوسطاء نداء للجانبين من اجل تقديم تنازلات لدى بداية المحادثات التي كان من المقرر استئنافها في 15 من يناير لكنها تأجلت بسبب خلاف حول جدول الاعمال بينما توقع محللون سياسيون ان يكون التوصل بسرعة الى توافق في الآراء بشان اقتسام السلطة وتوزيع الثروة امرا صعبا. وقال كبير الوسطاء لازاروس سومبيو في جلسة افتتاح المحادثات في ضاحية كارين الكينية: يجب ان تتذكروا دائما ان التفاوض لا يتعلق بما يريد المرء لكنه يتعلق بما يمكن ان يتعايش معه، واضاف: دعونا نتذكر انه يجب عدم التضحية بصالح امة وشعب بالكامل على مذبح الطموح الشخصي. وقال ميدهان تاديسي محلل شؤون القرن الافريقي ومقره اديس ابابا هذه قضايا صعبة وللجيش الشعبي لتحرير السودان مطالب طموحة. انهم يريدون 60 في المئة من السلطة اضافة الى 40 في المئة من عوائد نفط السودان. وسيكون من الصعب على الخرطوم قبول ذلك فيما قال آخر انه رغم تحقيق تقدم الا ان التوصل الى اتفاق ليس نتيجة حتمية بعد. وفي واشنطن اشادت وزارة الخارجية الامريكية باستئناف المباحثات لكنها اتهمت الحكومة السودانية بمهاجمة منطقة اعالي النيل الغربية في الاونة الاخيرة ومواصلة حشدها العسكري لتخرق بذلك اتفاق وقف اطلاق النار. وقال بيان للوزارة: تراقب الولاياتالمتحدة عن كثب الانباء عن قتال بدأته قوات الجيش النظامي لحكومة السودان والميليشيات. وتخشى الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي ايضا ان يكون هذا انتهاكا لنص وروح اتفاق اكتوبر.