مع ازدياد نسبة العنوسة عند الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج لأسباب ربما تكون مادية أو لأفكار بدأت تسكن عقولهم وغير ذلك من المبررات و الأعذار.. كان لابد للفتاة أن تجد حلا لهذا الوضع المرير فهي لا تريد أن تدفع ثمن أخطاء الأب أو الشباب ولقسوة مجتمعها كان لابد ان تلجأ إلى الزواج من خارج البلد رغم مرارة هذا الاختيار إلا أن بعضهن اضطر لذلك لحل المشكلة التي تعانيها أغلب الفتيات وكما يقول المثل (مكره أخاك لا بطل) ومؤخرا سمعنا وقرأنا عن انتشار قصص زواج السعودية أو الخليجية بشكل عام من غير جنسيتها ولن نستغرب أو نستبعد زواجها من سائقها!! هذا ما أفرزته ضغوط المجتمع وبما إن الشاب الخليجي اختار أن تكون زوجته امرأة ليست من بلده (بيئته ومجتمعه) كان لابد لبنات (الديرة) أن يجدن حلا.. حكايات واقعية مرت بها نساء سعوديات والخليجات بشكل عام والأسباب التي دفعتهن لذلك نطلعكم عليها في هذا الاستطلاع ل(آخر الأسبوع) تقول (ح.ع):لقد كنت أدرس في إحدى كليات الطب بالسعودية وقد تم تعييني بأحد المستشفيات الكبيرة هنا ألتقيت بطبيب من جنسية أجنبية وأعني أنه ليس بعربي, أنتم تعرفون نظرة مجتمعنا إلى الطبيبة وأن تحسنت قليلا من الخارج فقط فهم يمتدحوننا ولكن عندما يصل الأمر للزواج يظهر الوجه الآخر ليرفضوا الارتباط بها إلا القلة القليلة عموما لم يخطر ببالي الزواج بخارجي خاصة أني من بيئة ريفية وأبناء عمومتي رغم نسبة الثقافة العالية التي يتمتعون بها إلا أنهم ما زالوا يعيشون بأفكار التعصب القبلي وصلت إلى سن ما بعد الثلاثين وتمكنت من إثبات نفسي وجدارتي في هذه المهنة وفي أحد الأيام وجدت هذا الطبيب يتقرب إلي حتى تطور الأمر كثيرا وطلب الزواج مني وأنه أعجب بالأخلاق التي أتحلى بها واحتشامي على حد قوله هنا تفاجأت فكيف يطلب مني هذا الأجنبي الذي حتى أنه لا يعتنق الدين الإسلامي الزواج..!! كان لحوحا بطلبه وفي هذه المرة تقدم لخطبتي فثارت ثائرة أهلي لكنه في هذه الخطوة جاء وقد أعلن إسلامه بصراحة لم أجد بعدها عيبا في الرجل سوى أن أهلي استنكروا ذلك حاولت كثيرا إقناعهم بأن الرجل لم يعد يعيبه شيء بعد أن أسلم.. بعد محاولات عدة تزوجت به رغم أن بعض أقاربي تبرأوا مني وقاطعونا.. عشت معه بسعادة لم تكن كاملة ولكني تزوجت رجلا لم يستنكر عملي في الطب أو يعيبه ومع مرور السنين أنجبت طفلتي الأولى وقتها كنت أعيش معه في بلده وعلى وشك أن أحصل على جنسية بلد زوجي الأجنبي وفي مرارة الغربة التي عشت فيها بقسوة مضاعفة بدأ زوجي يعود إلى عهده الأول الصلاة يهملها الشراب يتعاطاه بشراهة ويقوم بأمور أخرى أستحي من ذكرها حاولت أن أصلح من حاله خاصة انني خفت كثيرا على ابنتي من أب كهذا تركت مهنتي التي حققت بها نجاحا كبيرا في سبيل أن أعيد بيتي إلى السلام.. كل ما يخطر في البال فعلته مصيبتي كبيرة فقد توفي والداي وأخوتي لا يعترفون بي هم وأقاربي ما حيلتي سوى الصبر والمثابرة لعل حال زوجي ينصلح ولكن دون جدوى اضطررت بعد أن حصلت على جنسية زوجي أن أستقل لوحدي حاولت أن أصلح علاقتي مع أخوتي لقد ندمت كثيرا ليتني لم أتزوج وظللت في سجن العنوسة ونار أخوتي والمجتمع ولا ذقت هذه المرارة وتشريدي أنا وابنتي لم يعد بيدي حيلة سأعيش بالغربة أحاول أن أنتقل على الأقل إلى بلد عربي عل ناري تهدأ .. هكذا أنهت لنا صديقة الطبيبة حكاية صديقتها التي لم تعد تعرف عنها شيئا سوى أنها تعيش في إحدى الدول العربية وتعمل هناك ولم تعد تسمع عنها أي خبر منذ خمس سنوات.. المؤسسة؟! (أم عبد المجيد) تحكي لنا قصة إحدى قريباتها التي تزوجت برجل من جنسية عربية والقصة تبدأ بأن هذا الرجل استقدم من بلده للعمل بمؤسسة والدها استمر عمله مع والدها لسنوات وكان نعم الموظف وقد وثق به صاحب المؤسسة لدرجة أنه يأتمنه على أسرار أسرته وعمله وفي أحدى السنوات تعرض لحادث توفي على أثره وقد تسلم هذا الموظف بعض مهام المؤسسة بناء على رغبة ابنة المتوفى والمؤسسة بالأصل كانت باسمها وبعد عامين تقدم لخطبتها بعد أن شعر بأن قطار الزواج على وشك أن يفوتها لأن الفتاة متخاصمة مع أغلب أقاربها على المؤسسة وبعد تفكير طويل وافقت على الزواج منه وقد كان أفراد أسرتها معارضين في البداية إلا أنه بعد إصرار قوي منها وافقوا وتم حفل الزفاف على مستوى كبير وتضيف أنه بعد ست سنوات وقد أنجبت منه طفلا اكتشفت أنه استغل التوكيل الذي أعطته له وقد سحب مبالغ من حسابها وقد تزوج من بنات بلده منذ عام وأمام هذا الموقف لم تستطع إلا ان تلغي التوكيل وتطالبه بالطلاق وإلى الآن لم تحصل عليه والمشكلة تكمن بابنها فمصيره مجهول لأنه يحمل جنسية أبيه والأم خائفة من أن ينتزعه من بين يديها ويعيش بعيدا عنها في بلد أبيه وقريبتي لهذا تعاني والحيرة تقتلها لان الزوج لن يطلقها الا بعد ان يأخذ ابنها وهي الآن تحت وطأة التهديد.. الشباب السبب تزوجت من رجل عربي الجنسية خوفا من أن يفوتني قطار الزواج وشبابنا هم السبب هكذا بدأت (س.د) حكايتها وهي موظفة وتضيف: لم يكن أبي يفرض المهر المبالغ فيه ولم أكن أنا أضع شروطا تعسفية بل بالعكس إلا أن الشاب اليوم لم تعد تعجبه مواصفات بنت بلده..!! وكان لنا جيران من جنسية عربية منذ كنت في المرحلة الثانوية ونحن مع هؤلاء الجيران أكثر من أخوة وبعد عدة سنوات تقدم لخطبتي ابنهم الذي يكبرني بعامين في البداية فاجأنا الموضوع ولكننا في نهاية الأمر وافقنا خاصة أن والده طبيب بأحد المستشفيات الكبرى وقد كان القرار صادرا مني فأنا أبلغ سن الرابعة والعشرين وليس أمامي وقت لأنتظر الزوج حتى أتخطى الثلاثين..!! وهذا السن لا يشجع أبناء مجتمعنا فحلم كل شاب أن يتزوج فتاة لم تتخط الثانية والعشرين وخفت ان يكون حالي كحال بنات عمي اللاتي يعشن في جحيم العنوسة ولكن كان القرار قاتلا فقد عشت في البداية بسعادة إلى أن اكتشفت أن هذا الزوج خائن بعد أن عشت معه قرابةالأعوام الثلاثة والنصف بعد أن كنا في زيارة لبلده مما دعاني للانفصال فكيف يمكن أن أعيش مع خائن لا يراعي حتى دينه وهكذا انتهت حياتي وصارت أكثر مأساة إلا أن عدم إنجابي كان خيرا لي والله يتولاني برحمته ويعوضني خيرا.. السائق زوجا أما (م.م) فقد تزوجت من سائقها العربي الجنسية إذ كان يعمل عند خالتها وتقول كان رجلا خلوقا ومتعلما والظروف وضعته بهذا العمل ولولا للحاجة لما كان سائقا وكان زواجي منه باقتناع كامل مني وأنا سبق وأن عشت تجربة علاقة زوجية فاشلة انتهت بالطلاق لم أكن أستمع لكلام الناس وسخريتهم فلم يكن يهمني أمرهم لا أنكر أنني كنت أفتقد أبني الذي أنجبته من زوجي الأول فلقد ذهبت للعيش مع زوجي الثاني في بلده بناء على رغبته وهي أن أظل معه لمدة عام على الأقل وبعدها نعود إلى بلدي لأنه كان يريد تصفية وإنهاء بعض أموره وبعد هذا العام عدنا واستمر زواجنا لمدة خمس سنوات كان خلالها زوجي قد حقق بعض أحلامه بمشاركتي بالتجارة وأثمر هذا الزواج طفلين وفي الفترة الأخيرة كثر سفره إلى أحد بلدان الخليج المجاورة بداع وبدون داع مما اوجد الكثير من المشكلات فقد كنت أخاف أن يغدر بي ولكني أكتشفت بعدها بأنه على وشك عقد قرانه فقد اغتنى على حسابي وهو يستعد لفريسة أخرى فبنات الخليج صرنا هدفا لكل انتهازي فتأخرهن عن الزواج كان سببا فيما يحدث وزوجي لا يعرف بأنني اكتشفت الأمر والحيرة والخوف يعيشان بداخلي منذ ذلك ولا أحد يعلم بي غير الله فكيف يمكن أن أطلب منه الطلاق..؟؟ وبعد ماذا؟؟ هو لم يعد يحتاجني إلا أنني وأبناءه نحتاجه والسكوت هل ينفع فأنا خائفة من أن يبادر هو بالطلاق وكيف وضعي مع أبنائي فكرت بأن أصل لهذه المرأة حتى أبلغها بالأمر وها أنا مستمرة بالبحث فهذه البلد لم أزرها من قبل إلا أن أحد أقاربي يساعدني على ذلك والخوف يزداد يوما بعد يوم.