عزيزي رئيس التحرير لا أدري من أين أبدأ كلامي ؟ ولكن سوف أتحدث وأقول إن معاناتي لا شيء أمام معاناة بعض الأخوات ، وأبدأ قصتي بقولي : انني معلمة في المرحلة الابتدائية تزوجت منذ حوالي خمسة عشر عاماً من رجل غير سعودي تقدم لخطبتي من والدي فوافق والدي حيث أنه لم يسبق لي أن خطبت من أي شخص غيره ليس لوجود عيب فيّ ولكن هذا النصيب ، ووافق والدي خوفاً من أن يرحل عمري ولم أتزوج وأنا في الخامسة والعشرين من عمري ، استشارني في الزواج فوافقت بعد السؤال عنه علماً أنه ذو خلق ودين وتبعاً لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .... الحديث) ، تزوجنا والحمد الله وكنت سعيدة بهذا الزواج لأن زوجي كان نعم الزوج كان يعاملني أفضل المعاملة وأحسنها لأنه يعمل بتعاليم ديننا الحنيف وأنجبت منه سبعة أطفال أكبرهم تبلغ الرابعة عشرة من عمرها في المرحلة المتوسطة وإلى هنا الحمد لله لم يحدث شيء يعكر حياتنا وكنا نقتسم الحياة فيما بيننا نقتسم حتى اللقمة وكان ستراً وغطاء لي وكنت أنا كذلك ، جاءت سعودة الوظائف ففقد عمله حيث أنه كان يعمل في إحدى الدوائر الحكومية وكان يتقاضى راتباً شهريا مقداره ثلاثة آلاف ريال ، وبحث عن عمل حتى بألف ريال فلم يجد وكان يحمل الهم ويسهر طوال الليل يفكر كيف يعيش عالة عليّ وكنت كثيراً من الأحيان أجده يبكي وكنت أواسيه وأخبره أن هذه أرزاق ، ولكن دون جدوى وأصبح يحب العزلة لا يريد أن يراني ولا يرى أولادنا ، وكلما أحضرت شيئاً في المنزل أرى في عينه البؤس والحرمة لأنه لم يستطيع إحضار شئ ، وإذا اشتريت شيئاً لأولادنا كان يذهب إلى غرفته ويغلق بابها حتى لا يراه أولادنا ويعرفون أنه لم يحضر لهم شيئاً ، واستمرت هذه المعاناة مدة بضعة أشهر حتى خرج من عزلته وأخبرته أنني سوف أحضر له بعض المعلمات لتوصيلهن إلى المدرسة معي والحمد لله كانت تأتي إلى المدرسة معلمتان ويتقاضى أجراً ثمانمائة ريال ورضى بذلك ولله الحمد .... وانتهت معاناتي أنا وزوجي والحمد لله ولكن لم تنته معاناة الأخريات اللاتي هن مثلي وهزت نفسي مشكلة عشتها وهي .... كنت أقوم بتدريس الصف الأول الابتدائي وكانت هناك طالبة من طالباتي أراها بائسة حزينة لفتت نظري عند ما وجدتها في الأيام الأولى من العام الدراسي (الأسبوع التمهيدي للصف الأول الابتدائي ) وجدتها ترتدي ثوباً غير بقية الطالبات اللاتي يرتدين ثياباً جديدة خاصة في الأيام الأولى من السنة الدراسية ، ولكن لم أبال بهذا الشيء ، وكانت الطالبة تحضر يومياً وفي يوم من الأيام استدعينا أمهات الطالبات لحضور مجلس الأمهات فجاءتني هذه الطالبة وقالت لي أن أمي لا تستطيع الحضور وسألتها لماذا قالت لا أدري ، وفي اليوم التالي تغيبت هذه الطالبة ولم تحضر ، وأخذت ورقة استمارتها الشخصية وقرأتها وجدت أن والدها غير سعودي ولكن والدتها سعودية ، أخبرتها بأنني أريد التعرف على والدتها فأخذتني إلى منزلها وكانت تعيش هذه الطالبة في بيت شعبي في أحد الأحياء الشعبية منزل مكون من حجرتين وطرقت الباب ففتحت لي والدتها ورأيتها أنها أحرجت مني وحاولت مداراة شئ ما في وجهها ويديها ولكن وضحت لها أننا سواسية ولا فرق بيننا ، وأخبرتني قصتها وكانت قصة محزنة وهي كالتالي : قالت لي : كنت فتاة جميلة جداً كل شئ في جميل تحسدني جميع زميلاتي على جمالي ، وكان الخطاب يطرقون بابنا كثيراً وكان والدي يردهم لأنني كنت مخطوبة لابن عمي وكان يعمل طبيباً في إحدى المستشفيات وكنت أنا في الصف الثالث الثانوي علمي وكنت متفوقة في دروسي وكان ابن عمي يشجعني لأصبح طبيبة مثله وتم عقد قراني على ابن عمي بعد أن انتهيت من الثانوية العامة بمعدل ممتاز ، ثم طلب من والدي أن نتزوج ، حاول والدي أن يؤخر زواجنا ولكن ابن عمي صمم على الزواج ، وفي ليلة الزفاف كنت أكثر من رائعة في الكوشة كان الجميع يتحدث عن جمالي ، إلى أن أخذني زوجي إلى بيت الزوجية عندها طلب مني زوجي أن أحضر له فنجان قهوة وقال لي أريد أن أشرب من يدك فنجان قهوة وذهبت لأعمل القهوة ، وما إن فتحت الغاز حتى هب في جسدي فصرخت صرخة أتى على أثرها زوجي وأخمد النار عني ولكن بعد ما حرقت الكثير من جسدي وبعضا من وجهي ويدي .. أدخلت المستشفى ونمت بها شهرا وبضعة أيام وبعد الخروج منها بدأ زوجي يتجاهلني ويبعد عني ويقدم الأعذار في البعد عني ثم اعتذر بأنه سيسافر ليكمل دراسته ، وبعد سنة من سفره أرسل لي ورقة طلاقي وطلقني وعدت إلى بيت والدي وأنا كلي يأس من هذه الحياة ولكن إيماني بالله هو دائماً الذي يصبرني على بلواي وكنت أسمع والدي كثيراً يحدث والدتي عن مصيري ومستقبلي وكنت أحياناً أسمعه يبكي على ما جرى لي ، ومرت الأيام والسنون ولم يتقدم لخطبتي أحد نظراً لما أنا فيه ، وفي أحد الأيام حضرت لوالدتي إحدى صديقاتها وقالت لها أن هناك رجل يريد زوجة متدينة تكمل دينه ولكنه غير سعودي وطلبت مني والدتي أن أقبل به زوجاً ، وترددت كثيراً لاني أبعدت فكرة الزواج نهائياً عن تفكيري بعد ما حصل لي ولكن أقنعتني والدتي بالقبول به ، فقبلته وكان نعم الزوج كان متديناً حافظاً لكتاب الله متبعا سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لا يهينني ولا يسمعني كلمة تجرحني أحسست أن الدنيا فتحت لي ذراعيها من جديد. هذه قصة فتاة سعودية متزوجة غير سعودي ، وهناك الكثير والكثير من القصص ولكن تعبت من الكتابة وسوف أواصل كتابتي فيما بعد. فهل قدر لنا نحن معشر السعوديات المتزوجات من غير سعودي أن نعيش كما كان يعيش اهل الجاهلية ويئدون البنات وهن أحياء ؟ نعم كانوا في الجاهلية يئدون البنات وهن أحياء .. واليوم نموت نحن وأولادنا بسبب أننا متزوجات غير سعودي والسعودي يتزوج حتى غير العربية وما تلبث أن تصبح سعودية .. فهل قدر لنا أن نبقى بلا زواج طوال حياتنا حتى يأتي الزوج السعودي ؟ أو نبقى عانسات ؟ ... أقسم لكم بالله تعالى أنني أعرف الكثير من المعلمات اللاتي ينتظرن الزوج السعودي ولم يأتهن وهن الآن في سن الخمسين ولم يتزوجن لماذا ؟ لأن الرجل السعودي يتزوج ما يشاء ومن أي جنس كان ثم تصبح زوجته سعودية فلماذا يتزوج السعودية وأمامه الفرصة في الزواج من غيرها ؟ ... فإلى متى سيستمر هذا الوضع بالنسبة للسعودية فهي بين نارين إما العنوسة وإما الزواج من غير السعودي وبعد ذلك العيشة الصعبة والرجل بلا عمل. فأرجو كذلك كما أن الزوجة غير السعودية تصبح سعودية بزواجها من سعودي بفترة بسيطة أرجو أن يصبح الزوج غير السعودي سعودياً بعد زواجه من السعودية حتى ولو بعشر سنوات بشروط تضعها الدولة له وتلزمه التقيد بها حتى يتسنى له العمل والمعيشة مع أسرته المكونة من الزوجة السعودية وأولادهما الضعفاء .. أو منحه إقامة دائمة لأن تجديد الإقامة كل سنتين تشكل أيضاً مصروفاً إضافيا للمرأة السعودية وخاصة الزوج عندما لا يعمل فتضطر الزوجة السعودية للاقتراض أو بيع شئ من مقتنياتها للحصول على المال لتجديد إقامة زوجها وأولادها وإلا في هذه الحالة سيعتبرون مخالفين للأنظمة ويرحلون من البلد وتعيش الأسرة في مأساة حقيقية تعاني منها الزوجة السعودية ابنة هذا البلد هي وأولادها حتى يأتي زوجها أو تسافر معه إلى بلده لتموت هي وأولادها هناك ... أو وضع نظام يحفظ حق الزوج غير السعودي المتزوج من سعودية وذلك بعدم منعه من العمل لأن منعه من العمل يتعبه نفسياً ويتعب الزوجة السعودية نفسياً وعقلياً وجسدياً لأنها ستضطر للبحث عن عمل حتى ولو خادمة في المنازل لتكفي بيتها وزوجها وأولادها أو أنها تمد يدها وتتسول لتعيش هي وأولادها وزوجها خاصة لمن لم يكن لديها عائل سوى زوجها بعد الله . كما أرجو من الأخوات اللائى يعانين من مثل مشكلتي هذه وهن كثيرات جداً وأنا أعلم بذلك الكتابة والاسترحام . ورجاء أخير من المسئولين إعادة النظر وتكراره في هذه الأمور وإلا سوف تسوء الأمور وتزداد تعقيداً . ودمتم @@ أختكم همام / ع / جدة