تعهد الجنرال المتقاعد جاي غارنر الذي سيشرف على الحكم العسكري المؤقت في العراق بأن الجيش الاميركي سيضع حدا لعمليات الفوضى والسلب والنهب التي تسود المدن، لكنه قال ان ذلك سيكون عندما تنتهي المعارك. وبينما دخلت أمس فرقة المشاة الرابعة الى العراق بدأت واشنطن ولندن تستعدان للتخفيف من عدد قواتهما في الخليج وفي هذا الوقت لا يزال مصير صدام حسين مجهولا واوردت وسائل الاعلام الاميركية أن الاستخبارات الاميركية لديها مؤشرات جديدة على ان صدام حسين قد يكون ميتا مع نجليه ومساعديهم في القصف الأميركي خلال الأسبوع الماضي.وصرح غارنر لتلفزيون سكاي نيوز: قبل أن نذهب الى هناك سيكون الجنود الاميركيون قد وضعوا حدا لعمليات النهب، معتبرا أن هذا النوع من التصرفات كان متوقعا بعد سقوط نظام صدام حسين. وقد أمست عمليات السلب والنهب سيدة الموقف في المدن العراقية الى درجة جعلت هذا البلد العربي العريق على شفير الفوضى، وهو الأمر الذي حدا ببعض التجار الى حماية متاجرهم بقوة السلاح لكن ذلك لا يفلح على مايبدو بسبب انتشار القوات الأميركية وقد قتل أحدهم أمس وهو يدافع عن متجره. وبالرغم من تعهد اميركي بتنظيم دوريات في العاصمة لتوفير الامن، اقفل تجار المدينة ابواب محلاتهم وظهرت ميليشيات للدفاع الذاتي من نفس السكان في الوقت الذي شوهدت فيه مبان حكومية وقد نشبت فيها النيران وتعرضت للسلب والنهب. ووصلت مجموعة اولى من عناصر الشرطة العراقية يقودها عقيد الى فندق فلسطينببغداد حيث يسكن الضباط الاميركيون لعرض خدماتها في المدينة. كما قدم مئات العراقيين الى فندق فلسطين بعد سماعهم نداء اطلقه الاميركيون لتجنيد الفنيين من اجل اعادة اطلاق الخدمات العامة العراقية، حسبما أفاد مراسلون. واعلن ناطق باسم البنتاغون ان عناصر فرقة المشاة الرابعة الاميركية، الوحدة الاكثر تطورا في سلاح البر وعددها 30 ألف عنصر، بدأوا اخيرا الوصول الى جنوبالعراق قادمين من الكويت بعد رفض تركيا فتح جبهتها الشمالية. ووافق مجلس النواب الاميركي بعد مجلس الشيوخ امس بالاجماع على زيادة طارئة على الموازنة بقيمة حوالي 80 مليار دولار لتمويل الحرب في العراق وبدء اعادة اعمار هذا البلد العريق. وسيرفع القانون الى الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يفترض ان يصادق عليه سريعا. وبعد ان عادت اول مجموعة من الطائرات المقاتلة البريطانية الى قواعدها في اسكتلندا اعلن قائد قوات التحالف البحرية الاميرال تيم كيتنغ امس أن حاملة الطائرات الاميركية ابراهام لنكولن غادرت منطقة الخليج مع طاقمها البحري في اطار عملية انسحاب تتابعي للسفن الاميركية التي تحيط بالعراق. وعصر امس اندلع تبادل اطلاق نار كثيف قرب فندق فلسطين في وسط بغداد بين الجنود الاميركيين وعراقيين مسلحين حسبما اعلن السرجنت كريس تومسن من المارينز. وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد قد اكد امس الأول الجمعة ان القوات الاميركية والبريطانية ستتولى توفير الامن لوقف اعمال السرقة والنهب في المدن العراقية. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية يوم الجمعة ان الولاياتالمتحدة سترسل نحو 1200 مسؤول في الشرطة ومستشار في الامن العام وخبير قانوني في الاسابيع المقبلة الى العراق للمساعدة على اعادة النظام الى هذا البلد بعد نهاية الحرب. واعلن متحدث باسم القيادة العسكرية الاميركية الوسطى في قطر ان القوات الاميركية اوقفت مجموعة تضم 59 عسكريا عراقيا كانوا يحاولون الهرب من العراق عن طريق الغرب ويحملون رسائل تعد بالحصول على مكافآت مالية لمن يقتل جنودا اميركيين، اضافة الى العثور على طائرتي مهمات خاصة (بدون طيار). وفي الشمال، اعلن القائد العسكري في الاتحاد الوطني الكردستاني الجنرال مام رستم ان جنودا اميركيين حلوا محل البشمركة (المقاتلون الاكراد) بعد ظهر امس السبت في مدينة كركوك. وفي الصباح دخلت قوات البشمركة باشراف أميركي الى الموصل كبرى مدن الشمال.