قرأت ولشديد الأسى والأسف والحزن والقهر وكل الكلمات المرادفة لهم والمنبثقة عنهم, هذا التصريح من مسؤول لصيق بالوضع ولا ينبئك مثل خبير, حيث الأنانية المفرطة التي ذكرت تختبئ في ثنايا التصريح التالي: (أوضح مدير مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب في الدمام الدكتور حامد العمران، أن عدد الجراحين السعوديين المتخصصين في جراحة القلب في المنطقة الشرقية محدود جداً «ولا يتجاوزون عدد أصابع اليد»، مؤكداً ضرورة «إعادة النظر في الرواتب، للحد من هجرة الأطباء». الطبيب السعودي بالذات، وقد صرفت عليه الدولة منذ السنة الأولى الابتدائية حتى تسلمه وثيقة التخرج من كلية الطب بدرجة البكالوريوس قد نعم هو وأسرته بمكافأة الجامعة وبراتب وقدره ومع هذا كله لا نراه يرد ولو جزء بسيط من دين البلاد وحكامها عليه وقال العمران : إن الشرقية «لا تحوي أماكن حقيقية لإقامة مؤتمرات طبية، والمتوافر فيها يغطي جزءاً بسيطاً من الحاجة». كما أشار العمران إلى هجرة الأطباء السعوديين، أو عدم عودتهم من الخارج، وطالب العمران بضرورة «إعادة النظر في الرواتب، التي تم تعديلها أخيراً، بقرار من مجلس الوزراء، وقضت بمساواة الأطباء في الرواتب»، مؤكداً أن قلة عدد الاختصاصيين انعكس على «عدم إمكان إجراء دراسات على مرضى القلب محلياً، وبخاصة أنها في حاجة إلى مراكز بحثية وتفرغ، لذلك يكمن عمل الاختصاصيين في إثارة التساؤلات، والبحث عن إجابة عنها في المؤتمرات». المشكلة ملخصة في منافع ودوافع لا إنسانية أبدا حين اختيار مهنة الطب, وهي محصورة في نظر الكثيرين من الأطباء في الوجاهة الاجتماعية والمادية وغيرها أكثر مما أن يحصى في مقالة (اعادة النظر في الرواتب) مع أنها كما ذكر العمران (تم تعديلها أخيرا). ويأتي السؤال الموجع (لم؟ فيأتيك الجواب الصادم، وهو للحد من هجرة الأطباء) أي أن لسان حال الطبيب المواطن يصرخ بقوة : تدفعون أكثر وإلا سنهاجر إلى من يدفع لنا ولا يهم من هو!! ياعيباه. لك الله أيها الوطن من غالبية أبنائك الموبئين بحب الذات وحب المادة والمصلحة الشخصية التي تتجاوز حبهم لك وهذا إن وجد في قلوبهم حبا لك, رغم معرفتهم أن حب الوطن من الإيمان، ورغم أن علمهم إن وجد هو من خيراتك أنت أيها المقابل بالجحود دائما. بالطبع مقالتي هذه ستغيظ أكثرهم وترفع ضغط الكثيرين منهم، لكنها الحقيقة وإن كانت مرة. الطبيب السعودي بالذات وقد صرفت عليه الدولة منذ السنة الأولى الابتدائية وحتى تسلمه وثيقة التخرج من كلية الطب بدرجة البكالوريوس وقد نعم هو وأسرته بمكافأة الجامعة وبراتب وقدره ومع هذا كله لانراه يرد ولو جزء بسيط من دين البلاد وحكامها عليه, فلا وفاء في صدره يجبره على الوفاء بحق بلاده التي تعبت وصرفت عليه منذ البدء وحتى الانتهاء، بل جحود ونكران وتكبر على المراجعين ف «إنا لله وإنا إليه راجعون». [email protected]