كشف مدير مركز «سعود البابطين لطب وجراحة القلب» في الدمام الدكتور حامد العمران، أن عدد الجراحين السعوديين المتخصصين في جراحة القلب في المنطقة الشرقية «لا يتجاوزون عدد أصابع اليد»، مؤكداً ضرورة «إعادة النظر في الرواتب، للحد من هجرة الأطباء». وذكر أن الشرقية «لا تحوي أماكن حقيقية لإقامة مؤتمرات طبية، والمتوافر فيها يغطي جزءاً بسيطاً من الحاجة». وأشار العمران، إلى هجرة الأطباء السعوديين، أو عدم عودتهم من الخارج، مؤكداً ضرورة «إعادة النظر في الرواتب، التي تم تعديلها أخيراً، بقرار من مجلس الوزراء. وقضت بمساواة الأطباء في الرواتب»، مبيناً أن «عدد الجراحين من السعوديين في المنطقة محدود جداً، ولا يتجاوز أصابع اليد». وانعكس عدد الاختصاصيين القليل على «عدم إمكان إجراء دراسات على مرضى القلب محلياً، وبخاصة أنها في حاجة إلى مراكز بحثية وتفرغ، لذلك يكمن عمل الاختصاصيين في إثارة التساؤلات، والبحث عن إجابة عنها في المؤتمرات». ويعتزم مركز «البابطين» التابع للمديرية العامة للشؤون الصحية في الشرقية، عقد مؤتمرين طبيين، الأول لطب وجراحة القلب، في «غرفة الشرقية»، خلال الفترة بين 7 و9 من شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري. والثاني للتمريض، الاثنين المقبل، في برنامج «الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب». وكشف العمران، في مؤتمر صحافي، عقده أمس، عن «ترشيح 45 حالة مستعصية، لإجراء عمليات جراحية في أيام المؤتمر»، الذي يستمر ثلاثة أيام، ومن بينها 11 حالة لأطفال. ويشارك في المؤتمر، إلى جانب المتحدثين السعوديين من أطباء القلب المتخصصين، نحو 172 متحدثاً، من أكثر من 36 جنسية. وأشار العمران، إلى أن أحد المتحدثين سيتناول «وضع الدعامات في الشريان الرئيس، من دون جراحة. وسنعمل على الاستفادة من ذلك، وتطبيقه في المركز». وقال: «إن المؤتمرات التي نقيمها، تتميز بإقبال كبير، سواءً من الداخل أو الخارج، وبخاصة في المؤتمرات الأخيرة. فيما كنا نواجه سابقاً، صعوبة في استقطاب المتخصصين. لكننا نلاحظ الآن، زيادة في عدد الراغبين في المشاركة»، مبيناً أن المؤتمر يتميز «بطرح أوراق بحثية ومعلومات جديدة»، مضيفاً أن «التركيز ليس على الكم، وإنما على النوعية، إضافة إلى استغلال وجود جراحين مميزين في علاج حالات مستعصية، والاستفادة منهم في التدريب». وأوضح أن الجديد في مؤتمر القلب، هو «التركيز على الوقاية من أمراض القلب، والتوعية بمخاطره، وتثقيف المجتمع، والتأهيل، والبحث عن علاج من غير الحاجة إلى تدخل جراحي، إضافة إلى نشر ثقافة الوقاية، وبخاصة أن كثيراً من الأمراض، مثل السكري والسمنة، مرتبطة في أمراض القلب». وأبان أن «جزءاً من أعمال المؤتمر موجه إلى التمريض، عبر تأهيل الممرضين والممرضات بطريقة التعامل مع أمراض القلب». وعمل المركز، على تحديد موعد انعقاد المؤتمر قبل 22 شهراً، تحقيقاً ل«الشروط المطلوبة، وتوجيه الدعوات واستخراج التأشيرات للمقبلين من الخارج». وأشار العمران إلى «صعوبة إيجاد مكان متكامل، يستوعب المحاضرات وورش العمل»، موضحاً أن الشرقية «لا توجد فيها أماكن معتمدة وقاعات كبيرة، تتناسب وحاجة إقامة مؤتمرات طبية كبيرة، والمتوافر يغطي جزءاًً بسيطاً من حاجاتنا». وبلغ عدد المسجلين لحضور المؤتمر نحو 670، من غير المتحدثين والمشاركين الرئيسين، مبيناً أن نحو 40 في المئة «يحضرون من دون تسجيل، ما يسبب إرباكاً وزحاماً»، مؤكداً أن «التسجيل المسبق يحد من تواجد أشخاص، لا هم لهم غير الحصول على عدد ساعات، تضمن لهم تجديد تراخيص العمل الخاصة بهم».