في الوقت الذي اعلن فيه كبير المفتشين عن أسلحة الدمار الشامل التي قد تكون بحوزة العراق على بغداد بذل مزيد من التعاون لتجنب الحرب التي قد تكون وشيكة في ظل التوتر القائم، فقد اعلن المفتشون من جانبهم اكتشاف أحد عشر رأسا كيميائيا فارغا، وبدأ الشد والجذب بين القيادة العراقية والمفتشين، واخذ الاتهام يتصاعد من المسؤولين العراقيين بأن المهمة الدولية تبحث عن أي ذريعة تسمح باندلاع الحرب، وبالتالي اعلن الرئيس الأمريكي أن صبر واشنطن سوف ينفد، وأن الأدلة تؤكد أن القيادة العراقية ليست لديها نية ازالة أسلحتها التدميرية الشاملة، وقد جاءت تأكيدات بغداد قبل الاعلان الأمريكي حول الرد الرسمي على تساؤلات الأممالمتحدة حول نزع أسلحة الدمار الشامل ليزيد الأمر تعقيدا وغموضا، وليس من المستبعد في ظل ما يحدث من ردود فعل على مجريات ما يجري على الساحة بين الادارة الأمريكية والمفتشين أن واشنطن ربما ركنت الى ممارسة نوع من الضغوط على المفتشين لحملهم على ادانة بغداد، وإن صدق هذا التكهن فإن الأوضاع ستغدو أكثر تعقيدا، وأن فرص تجنب الحرب قد تبدو بعيدة المنال أو انها ضئيلة للغاية، وأضحى من الضرورة بمكان أن يسابق العديد من دول المنطقة على وجه التحديد الزمن فتعمد الى عقد اجتماعات سريعة للبحث عن حل سلمي للأزمة العراقية لاسيما بعد الكشف عن الرؤوس النووية الفارغة واخضاعها للتحاليل من قبل فريق التفتيش الدولي، ويبدو للعيان أن الأمور غير بعيدة عن حافة أخطار وخيمة ان لم يتحرك العديد من الدول العربية والاسلامية ودول المجموعة الأوروبية للبحث عن مخرج للأزمة يبعد العراق عن حرب قد تكون وشيكة و يتعذر تداركها خلال فترة زمنية قصيرة.