فوض المجلس الوطني العراقي البرلمان امس الرئيس العراقي صدام حسين اتخاذ القرار النهائي بشأن رفض او الموافقة على قرار مجلس الامن الاخير بشأن نزع سلاح العراق بعد ان اقترح المجلس على الرئيس رفضه.والمعروف ان القرارات المصيرية في العراق بيد مجلس قيادة الثورة وهو اعلى سلطة في العراق ويرأسه صدام. واستمع النواب لرئيس المجلس سعدون حمادي وهو يستنكر قرار الاممالمتحدة الصارم قائلا: انه انتهاك لسيادة العراق ومقدمة للحرب. وقال حمادي للصحفيين ان المجلس يقترح رفض قرار الاممالمتحدة بسبب نواياه الشريرة.واضاف قائلا: انه في الوقت نفسه فان البرلمان سيخول القيادة اتخاذ اي اجراءات تراها مناسبة للدفاع عن البلاد وان البرلمان سيساند قيادته في اي قرار تتخذه. واجتمع البرلمان المؤلف من 250 عضوا يومي الاثنين والثلاثاء وسط تهديد الرئيس الامريكي جورج بوش بانه سيستخدم القوة العسكرية الكاملة للولايات المتحدة لاجبار العراق على الانصياع لمطالب الاممالمتحدة اذا لم تمتثل للقرار. وارجأ البرلمان العراقي جلسته الى الساعة العاشرة من صباح اليوم (0700 بتوقيت جرينتش). ويعتبر العراقيون ان قرار الاممالمتحدة يبحث عن ذريعة للحرب وليس عن حل شامل ويسعى لايجاد ازمة بدلا من التعاون ويمهد الطريق للعدوان بدلا من السلام. وامام العراق حتى الخامس عشر من نوفمبر الحالي للموافقة على قرار مجلس الامن الذي يسمح لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة بدخول اي مواقع يشتبهون في انها تصنع اسلحة للدمار الشامل وبدون قيود والا واجهت بغداد عواقب وخيمة على صعيد اخر اعلنت مجموعة من الاطباء من دعاة السلم ان حربا تقليدية في العراق يمكن ان تؤدي الى مقتل حوالي 500 الف شخص لكن الحصيلة سترتفع الى اربعة ملايين شخص في حال استخدمت اسلحة نووية. واكدت دراسة اعدتها الجمعية الطبية لتجنب الحرب (ميديكال اسوسييشن فور برفنشن او وار) في دراسة ان الخسائر البشرية في الاشهر الثلاثة الاولى لحرب تقودها الولاياتالمتحدة في العراق يمكن ان تتراوح بين 48 الفا و260 الف قتيل. واوضحت الوثيقة التي شارك في اعدادها خبراء من جميع انحاء العالم وتحمل عنوان الخسائر الاضافية.. الكلفة الصحية والبيئية للحرب في العراق ان حوالي مائتي الف شخص يمكن أن يموتوا نتيجة هذا النزاع. واضافت الدراسة التي عرضت صباح امس الثلاثاء على البرلمان الاسترالي وستنشر في لندنوواشنطن ان عدد القتلى يمكن ان يرتفع الى اربعة ملايين شخص في حال استخدمت اسلحة نووية. واستعرضت الدراسات خيارات وتقديرات عسكرية عديدة تتعلق بالتحالف العسكري بقيادة الولاياتالمتحدة مشيرة الى احتمال مقتل خمسة آلاف جندي ارسلوا لتجريد قوات صدام حسين من الاسلحة. وبالمقارنة مع حرب الخليج (1991) حيث قتل 120 الف جندي عراقي و15 الف مدني، قالت الدراسة ان حربا جديدة ستكون اخطر بكثير.