تواصلت فعاليات النشاطات الثقافية النسائية للمهرجان الوطنى للتراث والثقافة الثامن عشر باقامة ندوة بعنوان (الحرية بين الفوضى والتقييد) وذلك فى مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض. وادارت الندوة الدكتورة منيره العلولا وشاركت فيها وكيلة الادارة العامة لتوجيه وارشاد الطالبات فى شئون تعليم البنات الدكتورة أفراح الحميضى و المحاضرة فى كلية التربية نوال العيد. وفى مستهل الندوة قدمت المحاضرة نوال العيد نماذج من الحرية بين الفوضى والتقييد والحل الامثل مبينة أن العنصر الاجتماعى يؤكد أن الميلاد الحقيقى للحرية فى الاسلام ووصفت الحرية المطلقة بأنها خرافة لا وجود0 وتناولت حرية المرأة فى المجتمعات الاخرى موضحة أن الاسلام كفل للمرأة حقوقها فى الميراث والطلاق والشهادة والتعدد والقوامة والعمل ضمن ضوابط منظمة. وأكدت العيد على ضرورة التصدى للعنف ضد المرأة المسلمة لحفظها وبالتالى حفظ وصيانة الامة. بعد ذلك قدمت الدكتورة أفراح الحميضى ورقة عمل استعرضت فيها جوانب الحرية ومنها الحرية السياسية مؤكدة أن النموذج المثالى للحرية السياسية يجب أن يفهم من خلال اطار متوازن يعتمد على أن النصيحة المقدمة يجب أن لا تتعارض مع طاعة ولى الامر فان تعارضت اصبحت عصيانا فى شرع الله. وبينت أن مبدأ الشورى هو أساس الحرية فى الاسلام فتقرير مبدأ الشورى يعبر عن ارادة وضمير الرأى العام حيث يستشعر المسلم بأمته ويتفاعل مع أحداثها. وقدمت الدكتورة الحميضى نماذج للحرية الاقتصادية بين الفوضى والتقييد مبينة أن هناك نموذجين واضحين للفوضى عالميا فى المجال الاقتصادى وهما الرأسمالية والمذهب الاشتراكى. وأوضحت أنه من خلال هذين النموذجين تظهر فوضى الحريات فى الفوائد التربوية حيث يأكل بعض ذوى الاموال أموال بعض الافراد مبينة أن الحرية فى المنهج الاسلامى لا تعنى التحرر من الخضوع لانسان اخر وأن حق الحرية فى المنهج الاسلامى واسع وشامل لكل زمان ومكان لان نصوص الحرية جاءت عامة ومرنة لا تحتاج الى تبديل أو تعديل وتتناسب مع تغير الزمان والمكان. وفى نهاية الندوة اوصت المشاركتان بضرورة تقديم المصلحة العامة على المصالح الفردية مشيرة الى أن الحرية الفردية يجب أن لا تتعارض مع نص شرعى والا غدت عصيانا. ودعون الى العودة للمنهج الاسلامى فى الحريات وتوازنها مؤكدات على ضرورة أن يدرك منظرو الحرية وطالبوها أن لهم ان يطلبوا الحرية فى كل شيء الا فى التجرد من ثوابت الامة.