يعيش نادي الاتحاد بجدة أسوأ ايامه هذا الموسم، بل ربما يحتضر الآن في ظل ادارة محمد الفايز، بعد ان كان هذا الاتحاد يجلجل متبخترا بازدهاره المالي وأداء لاعبيه الفني والمهاري وترابط رجالاته الشرفية والفخرية، وقبل هذا الدعم اللامحدود من داعمه الرئيسي الذي توقف عن الدعم لسبب أو لآخر!!. هذا الاتحاد الذي قاد رياضتنا الى الترف المادي في بداية الاحتراف من خلال الملايين في عهد منصور البلوي، وشرارة البداية بشراء مرزوق العتيبي من الشباب بالملايين التسعة من الريالات، والتي كانت حينها رقما فلكيا، واتهام البلوي بافساد الرياضة من خلال ترف اللاعبين بالاموال أو بالماديات وتكديس اللاعبين في ناديه دون أن يعلم ان هذا سيكون ديدن الاندية فيما بعد!!. هذا الاتحاد الذي لم يكن المال عقبة يوما في طريقه ها هو اليوم يشكو الشح الرهيب والفقر المدقع، وها هو اليوم محصور بديونه الكبيرة «بفعل فاعل» وها هو اليوم يترنح على مسرح التعب يتلوى ألما وحيرة ومحبوه يتفرجون عليه وكأنهم ينتظرون دفنه أو سقوطه الى الدرجة الأقل اذا لم يلتزم بسداد ديونه والتزاماته المالية للاعبين المحترفين السابقين والحاليين وعقود لاعبيه المنتظرين ودفع الرواتب!! هذا الاتحاد الذي عاش عصره الذهبي في عهد منصور البلوي ها هو اليوم يعيش ايامه الحزينة من خلال اطلالة اخوية فأحدهما يطالب النادي بحقوقه «كوكيل للاعبين» بملايين الريالات والآخر يعتبر نفسه «المنقذ»، ويلوح بتقديم خمسين مليون ريال عربونا لاستلام رئاسة نادي الاتحاد، بينما اكتفى أخوهم منصور بالفرجة والتصريحات عبر وسائل الاعلام دون ان نلمس شيئا جادا يليق بشخصه كرئيس اتحادي ذهبي سابق أو حتى كعضو شرف فعال يعشق كيان الاتحاد بغض النظر عن ادارته فيسهم بشكل أو آخر في حل مشاكل الاتحاد الكبيرة ولو حتى عن طريق الدعاية والاعلان!!. أما الفايز وشركاؤه في الادارة الاتحادية فلا يزالون يتمسكون بالادارة وكلهم أمل في أن يتوفق النادي في عقد رعاية مجز، يحل بعضا من المشاكل المالية، وتكون لهم وقودا للاستمرار في الادارة حتى نهاية مدتهم القانونية، فيكونوا بذلك قد حفظوا ما تبقى لهم من ماء الوجه عند رجالات الاتحاد الشرفية الذين امهلوهم ستة أشهر لاصلاح الوضع أو مغادرة النادي!!!. ان ما يقوم به أسعد عبدالكريم من جهود في هذه الايام لنادي الاتحاد انما هي جهود محب وعاشق، وكان من الأولى أن يقوم به رئيس أعضاء الشرف خالد المرزوقي، الا اذا كان هناك اتفاق أو تنسيق بينهما في هذا الاتجاه، ولكن الجماهير الاتحادية تنتظر دورا أكبر من أعضاء الشرف ومحبي النادي ليعيدوا النادي الى مكانه الاساسي ومكانته التي استحقها عبر تاريخه ومشواره الرياضي العريض!!. فهل سيعود الاتحاد نمرا قويا في الملعب؟، وهل سيعود مستواه الفني الراقي كبطل لآسيا؟، وهل ستعود معنويات اللاعبين؟، وهل سيصحو محبو الاتحاد ويتعاونون فيعيدوا البسمة بعد الألم والفرح بعد الحزن والقوة بعد الضعف والكرامة؟.. ان جمهور الاتحاد يرددون بالقول عسى ما يمر به الاتحاد لا يعدو كونه «كبوة جواد»، وانهم لمنتظرون!. @hasanshahwan