تشكل الرياض والقاهرة ثقلين سياسيين هما على جانب كبير من الاهمية في المنطقة وقد لعبت المملكة ومصر ادوارا لا يستهان بحيويتها في حلحلة الازمات العربية العربية, وفي تقريب فجوات الخلاف بين قطر وآخر من الاقطار العربية والاسلامية, وفي المساهمة الفاعلة مع المجتمع الدولي لتسوية اعقد الخلافات والنزاعات والازمات في اكثر من بؤرة ساخنة من بؤر التوتر في العالم, وتحرص القيادتان السعودية والمصرية بشكل دائم على تبادل المشورة والرأي والتداول حيال مسائل عديدة وازمات عالقة لها مساس مباشر بمصالح الامتين العربية والاسلامية ومصالح المجتمعات البشرية كافة وتجيء زيارة فخامة الرئيس المصري اليوم للمملكة في ظل هذا الاطار لاسيما والامة العربية بأسرها تواجه معضلة حقيقية تتمثل في الأزمة العراقية التي قد تنشأ بسببها حرب خليجية ثالثة لن تقتصر اضرارها على بغداد فحسب بل ستمتد آثارها الوخيمة والجسيمة الى دول المنطقة والعالم, وتبادل الرأي بين القيادتين السعودية والمصرية في هذا الظرف تحديدا سوف ينعكس حتما على مختلف الخطوات السياسية والدبلوماسية التي تتخذ حاليا للحيلولة دون وقوع الكارثة, فرؤية البلدين حيال الأزمة العراقية متطابقة تماما, وتتمحور في أساسها حول أهمية استجابة العراق لمطالب الأممالمتحدة في تنفيذ القرار الأممي المتعلق بالأسلحة التدميرية الشاملة, وأهمية تدخل المجتمع الدولي لنزع فتائل الأزمة القائمة بما قد يحول دون نشوب حرب, فكلفتها باهظة ليس من ناحية مادية ستكون لها تأثيراتها السلبية الخطيرة على الاقتصاد الأمريكي لعقود طويلة بل على نواح سوف تلحق اضرارا فادحة بأمن العالم واستقراره وتفريخ موجات من العنف في أكثر من مكان قد تكون السيطرة عليها صعبة فضلا عما سوف تخلفه من كراهية وأحقاد سوف تنبعث من شعوب عديدة ضد دولة من شأنها وهي تملك القوة القطبية الضاربة ان تركن إلى مفاهيم التعقل والتوازن والحكمة وهي تعالج أزمة يمكن حلها سلما دون حرب.