أول صوت مسيحي يكشف عن هذه الفلسفة المنحرفة والعدوانية هو الكاتبة غريس هارسل. في كتابها الشهير الذي ترجم للعربية وأوضحت بجلاء فيه ان نشأة وأدبيات هذه الحركة ونظريتها إنما أتى بها القديس أوسطين الذي ارتكز على ثلاث نقاط رئيسية: 1 ان الأمة اليهودية انتهت بمجيء المسيحية. 2 الله طرد اليهود من فلسطين لصلبهم المسيح كما يدعى عقابا لهم. 3 النبوءات التي تتحدث عن عودة اليهود من بابل قد تحققت على يد الامبراطور الفارسي بورش وان جميع هذه الأمور انتهت. وأساس هذه الحركة مبكر جدا اذ عام 1607م كان هنالك لاهوتي يهودي ألف كتابا اسمه (ابوكليبس ابوكليبس) وذكر فيه ان الله يريد عودة اليهود الى فلسطين لانه يحب ان يعبد من هناك. وبدأت النظرة الدينية الجديدة مدرسة لاهوتية بحد ذاتها عام 1649م وقد قام يهوديان هولنديان يطلبان من بريطانيا شرف نقل اليهود الى فلسطين. سكوفيلد عام 1902 يضع الفلسفة التنفيذية لهذه النظرية وأصبح مرجعا تاريخيا لهذه الحركة. وحتى الآن تزداد هذه الحركة قوة ونفوذا باستغلالها الإنسان الأمريكي العادي الطيب بالفطرة ومحاولة ادخال هذه الفكرة المنحرفة في عقله ولذلك نجد ان الرئيس بوش دائما ما يتحدث عن العدالة المطلقة وهي احدى العبارات التقليدية في كتبهم خاصة ان الصهيوني فلويل صديق حميم للرئيس بوش وهو الذي اقنعه.. ومنهم الرئيس الأمريكي الأسبق ريغان الذي يقول: أتمنى ان يكرمني الله بأن اضغط على الزر النووي حتى تقع معركة هرمجون وأعجل بعودة المسيح. وكان الذي أحرق المسجد الأقصى من هذه الفرقة الضالة وهو يهودي استرالي الأصل. وأخيرا ان عقدتهم تدور حول عودة المسيح مرة أخرى. وللأسف لهم تأثير كبير في المطبخ السياسي الأمريكي. كما ان مايكل قارس دائما حاضر في جلسات مجلس الأمن القومي ليضمن ان أي قرار يخرج لا بد ان يتطابق مع رؤية هذه الفرقة الضالة المسيحية الصهيونية. كما ان عبارات محور الشر انما هي من عباراتهم التقليدية والدينية مثل العدالة المطلقة كما أسلفنا القول ولعلنا نتذكر ان الرئيس الأمريكي روزفلت الذي قام بالضغط على رومانيا بعدم تهجير اليهود الى أمريكا والذي كان يحتل من إدارته 15% يهود صهاينة وكذلك عام 1891 كان الرئيس الأمريكي هاريسون قد مارس ضغطا هائلا على روسيا بعدم ترحيل اليهود أيضا الى أمريكا. كما ان هذه الطائفة المنحرفة لا تعترف بالكنائس الشرقية ودائما ما تشهر بها. مما اضطر الكنائس الشرقية عام 1985 ان تصدر بيانا. وجاء في البيان: ندين بشدة استقلال التوراة واستثمار المشاعر الدينية في محاولة اضافة قدسية لإسرائيل ومحاولة دمغها بدمغة شرعية. حتى الكنائس المسيحية الأمريكية تأذت من هذه الحركة. ومن هنا نستطيع ان نقول ان طموحات واشنطن تتجاوز مصالحها بحيث لم يكن أمرا سياسيا فحسب او اقتصاديا. وانما هو تطبيق لإرادة إلهية. ونحن نقول: بسم الله الرحمن الرحيم (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).