اعلنت وزارة الدفاع الاميركية عن أول تعبئة كبرى لجنود الاحتياط الذين يناهز عددهم 20 الف رجل قد يدعى بعض منهم للخدمة في الخليج، في وقت تسرع الولاياتالمتحدة على ما يبدو استعداداتها لمواجهة عسكرية محتملة مع العراق. وقال المتحدث باسم جنود الاحتياط ستيفن سترومفال ان حوالى 20 الف جندي احتياط واعضاء في الحرس الوطني تلقوا الامر بالاستعداد للانتشار في الايام الثلاثين المقبلة. واضاف ان 10 الاف رجل ينتمون الى 275 وحدة احتياط في جيش البر. واوضح ان بعضا منهم قد يتوجهون الى الخليج واخرين الى اوروبا لتعزيز القوات الموجودة هناك وسيمكث اخرون في الولاياتالمتحدة لتوفير الامن الداخلي . ونقلت تقارير انباء عن ملاحين قولهم ان حاملة الطائرات الاميركية تيودور روزفلت غادرت قاعدة نورفولك البحرية امس الأول في مهمة تدريب على امتداد ساحل الاطلسي قد تسبق الانتشار في منطقة الخليج. وقال بعض أفراد طاقم الحاملة انهم تلقوا أوامر بالاستعداد لقضاء ستة أشهر في البحر وانهم قد يتم ارسالهم إلى الخليج حالما تكتمل المناورات. غير ان مسؤولي البحرية الاميركية قالوا انه ليست لديهم خطط لارسال الحاملة إلى الخليج في اطار الحشد العسكري الاميركي للقوات والسفن الحربية والطائرات لاحتمال خوض حرب مع العراق. وقال مايك ماوس المتحدث باسم القوات الجوية لاسطول الاطلسي حتى الآن الخطة هي انه بعد اتمام التدريب نعود إلى الميناء . تعزيز قيادة العمليات الخاصة من ناحية أخرى.. ذكر مسؤول عسكري الاثنين ان وزارة الدفاع الاميركية قدمت لادارة بوش خطة لتعزيز قيادة العمليات الخاصة التي حصلت على حرية تصرف واسعة تخولها القيام بعمليات لمكافحة الارهاب عبر وضع 3700 رجل اضافي تحت تصرفها. ويبلغ عدد افراد قيادة العمليات الخاصة التي يقودها الجنرال تشارلز هولاند 47 الفا مدربين بشكل خاص على عمليات الكوماندوس. وكان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قد وسع العام الماضي اطار صلاحيات قيادة العمليات الخاصة عندما اذن لها بتنفيذ عمليات خاصة لمكافحة الارهاب وخصوصا تنظيم القاعدة بالاضافة الى مهماتها العادية التي تقضي بدعم مختلف القيادات الاقليمية الاميركية. ولتمويل تعزيز قيادة العمليات الخاصة، اقترحت وزارة الدفاع رفع موازنة العمليات الخاصة للعام 2004 من 4.9 مليار دولار الى 6 مليارات كما اوضح المصدر نفسه الذي طلب عدم الكشف عن هويته. وفي السياق، نقلت رويترز عن مسؤولين امريكيين ان الجيش الاميركي أمر أكثر من عشرة آلاف فرد من قوات الاحتياط والحرس الوطني بالاستعداد للانضمام إلى الخدمة العاملة والتحرك إلى خارج البلاد ابتداء من الاسبوع الحالي لدعم الحشود الاميركية قرب العراق. جاء ذلك في الوقت الذي أبحرت فيه سفينة المستشفى (كومفورت) التابعة للبحرية الاميركية من ميناء بلتيمور في ولاية ماريلاند في طريقها إلى منطقة الخليج لتوفير الرعاية الطبية للجرحى في أي عملية غزو للعراق يصدر الرئيس الاميركي جورج بوش أمرا بها. كما أبحرت مجموعة تاراوا البرمائية القتالية من سان دييجو إلى منطقة الخليج في مهمة انتشار مقررة مدتها ستة شهور. وتشمل المجموعة سفينة الهجوم البرمائية تاراوا والسفينتين دولوث ورشمور. وقال اللفتنانت تشارلي براون المتحدث باسم البحرية الاميركية في سان دييجو ان مجموعة تاراوا تحمل نحو اربعة آلاف من البحارة ومشاة البحرية بما فيهم وحدة التحرك السريع الخامسة عشرة من مشاة البحرية من كامب بندلتون في كاليفورنيا. كما تشمل المجموعة ايضا طائرات ومركبات انزال لهجمات من البحر إلى البر. وقال براون ان المجموعة ستكون مستعدة لأي مهمة توكل اليها . وأضاف قائلا لم يتحدد ان كانت ستتوجه رأسا إلى الخليج لكنه ذكر ان الرحلة في الظروف العادية تستغرق نحو 45 يوما بما في ذلك ما يستغرقه التوقف في ميناءين في الطريق. وقال مسؤولون من الجيش ان قوات الاحتياط والحرس الوطني التي تشمل مهندسين وضباط مخابرات ابلغت في الأيام الاخيرة باحتمال نشرها على وجه السرعة خلال الفترة بين العاشر من يناير وأواخر فبراير. ولم يشأ المتحدث باسم قوات احتياط الجيش ان يذكر تفاصيل بشأن عملية الانتشار الجديدة. الا ان مسؤولين اخرين في الجيش قالوا ان أغلب القوات ستتوجه إلى الخليج على الأرجح حيث يتحرك الجيش بسرعة إلى مضاعفة القوات الاميركية التي يقترب عددها حاليا في الخليج من 60 الف جندي وذلك تحسبا لحرب محتملة على العراق. . وأكد البرت شيلف المتحدث باسم اللفتنانت جنرال جيمس هيلملي قائد قوات الاحتياط صحة تقرير نشرته صحيفة (يو.اس.ايه. توداي) عن ابلاغ الجنود الذين يعملون لبعض الوقت من عشرات الوحدات بالاستعداد للانضمام إلى الخدمة العاملة والتحرك. وقال شيلف لقد ابلغوا بالتأهب مضيفا ان انخراط هؤلاء الجنود في الخدمة ربما يشمل ايضا الشرطة العسكرية وخبراء الشؤون المدنية. وهناك الآن نحو 55 الف جندي اميركي من قوات الاحتياط والحرس الوطني الاميركي من جميع أفرع القوات المسلحة الاميركية في الخدمة العاملة أغلبهم في الولاياتالمتحدة في اطار عملية التعبئة التي بدأتها الولاياتالمتحدة في أعقاب هجمات 11 من سبتمبر عام 2001. وأبحرت كومفورت وهي ناقلة حولت إلى سفينة مستشفى وعلى متنها أطنان من الامدادات الطبية والمواد الغذائية. وقالت مارج هولتز المتحدثة باسم قيادة القوات المحمولة بحرا والتابعة للبحرية ان السفينة تقل نحو 300 فرد من العسكريين و61 من المدنيين لتشغيلها. وقالت هولتز ان السفينة تقل اربعة أو خمسة اطباء وان هناك خططا لاستقدام مزيد من الاطباء اليها عن طريق الجو في وقت لاحق اذا دعت الحاجة اليهم . وجهزت السفينة كومفورت لعلاج اي مصابين في هجوم بأسلحة كيماوية أو بيولوجية. ومنذ بداية العام الجديد الاسبوع الماضي شرع الجيش في نشر أكثر من 11 الف جندي من فرقة المشاة الثالثة من فورت بيننج وفورت ستيوارت في جورجيا وكذلك مئات المهندسين وضباط المخابرات الموجودين في المانيا إلى منطقة الخليج في تدفق جديد للقوات والمقاتلات والسفن. وكان بوش قد أكد الاسبوع الماضي من مزرعته في كراوفورد في تكساس انه لم يصدر بعد قرارا بغزو العراق. لكنه حذر من ان ذلك قد يصبح ضروريا رغم نفي العراق حيازة أي أسلحة للدمار الشامل. كما كان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد قد وقع أمرين على الأقل بنشر أعداد كبيرة من القوات والطائرات والسفن في الخليج. كما أمرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الاسبوع الماضي بعض وحدات قوة التحرك السريع الاولى من مشاة البحرية البالغ قوامها 45 الف فرد بالتوجه من كاليفورنيا إلى منطقة الخليج. ويتوقع توجه عناصر اخرى من مشاة البحرية من كامب لوجون في نورث كارولينا إلى المنطقة في الأسابيع القادمة. وشمل الأمران اللذان وقعهما رامسفلد الاستعداد لارسال وحدات من خمسة أجنحة من المقاتلات التابعة لسلاح الجو وقاذفات ثقيلة وطائرات تجسس بدون طيار. غارات قال الجيش الاميركي ان طائرات اميركية وبريطانية تراقب منطقة الطيران المحظور فوق جنوبالعراق هاجمت أجهزة رادار عسكرية عراقية يوم الاثنين في ثاني هجوم من نوعه خلال يومين. وفي وقت سابق قال الجيش العراقي ان مقاتلات اميركية وبريطانية هاجمت أهدافا مدنية بجنوبالعراق. وقال متحدث عسكري عراقي في بيان ان الطائرات نفذت ثماني طلعات حيث حلقت في أجواء عدد من المدن الجنوبية.