حذر المفكر والسياسى الفرنسى السيد جاك شيميناد من المخاطر التى تهدد السلام فى هذه المرحلة التاريخية على المستويين الاقليمى والدولى لا سيما فى منطقة الشرق الاوسط .ودعا شيميناد فى المحاضرة التى نظمها المركز الدولى للتحليلات الاستراتيجية بدولة قطر عن التحولات الدولية ومستقبل الشرق الاوسط الى العمل لتجنب نشوب اى حرب محتملة فى المنطقة ضد العراق عن طريق التوسط ومن خلال جهود وادوار ممكن ان تقوم بها بعض الدول من بينها فرنسا لتفادى هذا الخطر. واوضح انه بدلا من الحرب يتعين على الشعوب التى تسعى للسلام بناء قواعد مشتركة من الاقتصاد والتطور والتنمية وايجاد الفرص المناسبة للحوار بين الاطراف المعنية من اجل اجيال المستقبل وحماية البشرية جمعاء.. كما انه يتعين التخلص من فكرة النزاع بين الدول والاديان والحضارات لانها من الظواهر المريضة التى تهدد الانسانية. واضاف القول فى المحاضرة التى عقدت الليلة قبل الماضية بفندق شيراتون الدوحة (علينا التوصل الى تفاهم مشترك واسلوب متوازن سياسى واقتصادي واجتماعي لتجنب الحرب والعالم السوداوى الذى نعيش فيه الآن).. وحذر مجددا من ان مخاطر اندلاع حرب فى المنطقة متوافرة وبدرجة عالية (وهو تحد يتوجب علينا مواجهته واثبات وجهة نظرنا تجاهه والتوصل لاطر عامة للتعايش السلمى). ولفت السيد شيميناد الى الحشود العسكرية الكبيرة للقوات والاشخاص فى المنطقة .. مشيرا الى ان الدول العربية وعددا من الدول الاوروبية منها فرنسا والمانيا يعارضون اى حرب ضد العراق .. مضيفا ان هذه الجهات قامت بنقل وجهة نظرها بهذا الصدد الى الاممالمتحدة التى ناقشت الاخطار المترتبة على اى حرب محتملة على العراق وتم جراء ذلك التوصل الى قرار مجلس الامن الدولى رقم 1441 لكنه نبه الى انه رغم صدور هذا القرار ورغم الجهود الدبلوماسية التى تبذل فان الولاياتالمتحدةالامريكية ومعها بريطانيا واسرائيل ماضون فى طريق الحرب ..وتوقع ان يصل قوام الجيوش الاجنبية لهذه الغاية الى اكثر من مائة الف عنصر ونوه المفكر والسياسى الفرنسى فى محاضرته بان هانز بليكس وفريقه من المفتشين الدوليين يواصلون مهمتهم فى العراق ويركزون على القول بعدم وجود اى دليل بحدوث انتهاك من جانب العراق للقرار 1441 .ونبه المحاضر الى نقطتين قال انهما مهمتان ويتم التركيز عليهما لدفع الرئيس العراقى صدام حسين لارتكاب اخطاء اولهما مسألة العلماء العراقيين ومحاولة اخراجهم للتحقيق معهم خارج العراق كمبرر لشن الحرب وهو امر غير مقبول حسب قوله والنقطة الثانية هى ما سماه الدليل المادى من خلال الاقمار الصناعية رغم عدم وجود اى مسعى لاثبات هذه الادلة او اظهارها للعالم . وتابع القول (انه اذا تركنا الامور تمضى نحو الحرب فسنتحمل اخطارها وسيفرض منطق الحرب نفسه ولن يكون بمقدورنا التحدث بلغة السلام)..موضحا ان الداعين للحرب يتحدثون عن ان العلاقات العسكرية المتينة يجب ان تحل محل الاقتصاد وان يكون القرار العسكرى هو الحاسم. ولفت شيميناد الى انه بالنسبة لدعاة الحرب فان السيطرة على الموارد الطبيعية ومنها النفط سبب مهم كما ان العراق هو مجرد البداية.وقال ان هذا الوضع شبيه بما كان ابان حقبة الامبراطورية الرومانية حيث كانت استراتيجية الحرب هى السائدة. ودعا الى احداث نظام لادارة النزاع وتحقيق التنمية المشتركة واكد ان استراتيجية الحرب ناتجة عن نظام يسعى الى حيازة جميع الاسلحة وان الكثير من دول العالم ضد هذه الفكرة. ودعا شيميناد الى العمل بجهد لوقف اى توجه لاندلاع الحرب فى المنطقة والعمل على احداث تغييرات اقتصادية وثقافية وحضارية مهمة من اجل سيادة سلام دائم والقضاء على العوامل الهدامة وايجاد نظام علاقات مشتركة بين الدول قائمة على التسامح والتسالم. وتطرق المحاضر الى دور الاقتصاد واستثمار الموارد والتنمية فى تحقيق السلام وتطوير المصالح المشتركة وخدمة الاهداف الانسانية والتنمية لجميع دول العالم. وفى سياق محاضرته قال السيد شيميناد انه اذا تم ابعاد رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون ووزير خارجيته بنيامين نتنياهو من الدائرة السياسية فى اسرائيل فسيصبح التوصل الى حل لقضية الشعب الفلسطينى ممكنا وكذا التوقيع على اتفاقية لاقامة دولتين متجاورتين. وبعد المحاضرة اجاب السيد شيميناد عن اسئلة الحضور وحذر من ان الحرب على العراق ربما يتبعها هجوم على لبنان وسوريا مما يجلب معه سلسلة متصلة من الحروب في المنطقة تدمر الاقتصاد وهو امر يستمر معه النزاع بدلا من التنمية الاقتصادية. ودعا الى انهاء نظام العقوبات الدولية.. واكد على دور المرأة المهم فى عملية السلام والتنمية مستقبلا.. وقال ان فكر الاسلام وتعاليمه تدعو الى ذلك وتقول بوجود دور ريادى للمرأة.يشار الى ان السيد جاك شيميناد هو مفكر وسياسى فرنسى وترشح لرئاسة الجمهورية الفرنسية عام 1995 ويشغل منصب الامين العام للحزب العمالي الاوروبي وله العديد من المؤلفات السياسية والفكرية الهامة كما شغل العديد من المناصب الحكومية المهمة فى بلاده وهو داعية مناضل لحوار الحضارات وتصحيح نظرة الغرب للاسلام والمسلمين.