لا يختلف اثنان على ان الفقيد الغالي الشيخ حمد بن علي المبارك واحد من ابرز رموز هذه المنطقة شأنه في ذلك شأن رفاقه رموز هذه المنطقة واعلامها (مثالا لا حصرا) الفقيد الشيخ عبدالعزيز بن ماضي والشيخ عبدالعزيز التركي والشيخ عبدالرحمن الشعوان تغمدهم الله جميعا بواسع رحمته. لقد كان لي شرف التعرف على سعادته منذ اكثرمن ربع قرن من الزمان بعد انتقالي من الاحساء الى الدمام.. وكان الفضل كل الفضل بعد الله في ذلك كله لسعادة استاذي الشيخ عبدالعزيز التركي مدير التعليم في المنطقة الشرقية آن ذاك والذي كان صديقا وفيا وأخا مخلصا لسعادته يلتقيان يوميا مع بعضهما تجمعهما قواسم مشتركة متعددة من المحبة والاخاء، والوطنية الصادقة والتعاون المثمر في خدمة هذا الوطن الغالي. وبحكم كوني آنذاك مفتشا اداريا في التعليم كنت ومن خلال طبيعة عملي ملتصقا بسعادة الشيخ عبدالعزيز التركي.. ومن خلال سعادته في ذات الوقت تعرفت على شيخنا الفقيد المبارك غفر الله لهما، والذي اعتبرته ومنذ ان عرفته كسبا ثمينا لايقدر بثمن، فلقد كان مدرسة في الادارة والدبلوماسية، وحسن المعشر مع قدرة فائقة على كسب مودة الآخرين والتأثير فيهم، لما يلقاه الجميع من لدن سعادته من طيبة ومحبة واخاء، يأخذ منه الكل النصيحة المخلصة وخلاصة التجربة الادارية والحياتية الغنية. لقد كان رحمه الله محبا للناس كل الناس وكان الناس كل الناس محبين لسعادته قل ان تزوره في منزله او في مكتبه سواء عندما كان مديرا عاما لمالية وجمارك المنطقة الشرقية او مديرا عاما لمؤسسة دار (اليوم) التي بناها فأحسن البناء، الا وتجد معه في مكتبه البعض او الكثير من ابناء هذه المنطقة او خارجها ومن مختلف فئات وشرائح المجتمع ملتمسين النصح والمشورة والمساعدة في تحقيق مالديهم من مطالب او قضاء مالديهم من حاجات لا يبخل عادة عليهم بالتعاون معهم على قضائها. ولست مبالغا اذا قلت انني عندما ازوره في منزله وحتى في الايام الاخيرة من حياته لاسيما في المناسبات السنوية لا اجد لي مكانا احيانا اجلس حيث يزدحم مجلسه بزائريه ومعارفه ومحبيه. لم يمت الشيخ المبارك.. بل رحل عنا بجسده وبقي معنا وفي قلوبنا بطيب ذكراه وجميل محاسنه. الناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الارض أحياء رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).