فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل من الداخل.. خريطة الواقع وسيناريوهات المستقبل
في مؤتمر بالقاهرة:
نشر في اليوم يوم 04 - 01 - 2003

الاعتقاد بأن اسرائيل ورم سرطاني في المنطقة لا بد من استئصاله.. مقولة ظلت فترة غير قصيرة تشغل بال الفكر العربي. لكن دون ان ينتبه إلى كيفية الخلاص من هذا الكائن السرطاني، اللهم الا عن طريق الحديث عنه دون معرفة ما يدور بداخل هذا الجسد الغريب ومعرفة خلاياه عن قرب للتأثير فيها كيميائياً بلغة الاطباء تحضيراً لعملية البتر طالت المدة على اجرائها ام قصرت.
مركز الدراسات السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة نظم مؤتمره السنوي السادس عشر للبحوث السياسية حول التجهيز لتلك الجراحة جراحة البتر السرطاني تحت عنوان (اسرائيل من الداخل: خريطة الواقع وسيناريوهات المستقبل) والذي شارك فيه السفير سعيد كمال مندوب فلسطين في جامعة الدول العربية ونخبة كبيرة من المثقفين والسياسيين والاستراتيجيين العرب.
الأمن أولا وقبل كل شئ
شهدت وقائع جلسات المؤتمر تأكيد الدكتورة نادية مصطفى مديرة المركز ان الامن يتصدر العناصر الاستراتيجية العليا لاسرائيل للحفاظ على الدولة ومن ثم تطلب ذلك تحديث وتنمية قدراتها العسكرية والاقتصادية مشيرة إلى ان وجود نظم اجتماعية وسياسية واقتصادية مختلفة ومتطورة في تفاعلاتها جعلها تواجه قنبلة ديمغرافية موقوتة حيث تضم علاوة على خمسة ملايين يهودي منها وبين غير يهودي وعمال اجانب.
تصريح مؤلم
واوضح السفير سعيد كمال ان جامعة الدول العربية انشأت ادارة جديدة باسم ادارة الشئون الاسرائيلية نظراً لاهمية التعرف على اسرائيل من الداخل مما يسهل التعامل معها بأسلوب علمي مدروس مشيراً إلى ان اسرائيل استوعبت درس الانتفاضة الاولى في عهد رابين وتأكدت من ان ارادة الشعب الفلسطيني لن تكسر الا انه بسبب فتوى متطرفة دفع حياته ثمناً للسلام ولاتفاقيات اوسلو مما كان رسالة واضحة ان التطرف والتشدد الاسرائيلي الذي طالما استترت خلفه اقنعة من المسالمة والمهادنة قد كشر عن انيابه واسفر عن وجهه القبيح ولم يعد احد من زعماء اسرائيل سواء كان نتنياهو او باراك واخيراً شارون يهتم باخفاء حقيقة النوايا العدوانية الاسرائيلية واحلام السيطرة والهيمنة مشيراً إلى ان لهجة الاعتدال الاخيرة التي يمثلها الجنرال عمرام متسناع الرئيس الجديد لحزب العمل سوف تختفي ليحل محلها لهجة التشدد لدغدغة المشاعر تارة باسم دواعي الامن والدفاع عن النفس وتارة اخرى باسم محاربة الارهاب ورغم هذا زعم مندوب فلسطين ان العمليات الاستشهادية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية تؤلب الرأي العام اليهودي، المعتدل، على حد وصفه في امريكا ضد القضية الفلسطينية وتعرقل جهود السلام والمفاوض الفلسطيني، وقال ان اندفاع بعض الفصائل الفلسطينية في القيام بعمليات التفجير وقتل المدنيين الاسرائيليين انما هو في صالح ما تريده المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، كما تستخدمها وسائل الدعاية الاسرائيلية والصهيونية في تكميم افواه الجماعات المعتدلة في اوروبا والتي تحاول ايجاد مخرج لعملية السلام من كبوتها ليس حباً في الشعب الفلسطيني ولكن لقناعتهم بأن ذلك سوف يكون اساساً في مصلحة اسرائيل والاسرائيليين، واكد ان الصورة العامة داخل المجتمع السياسي الاسرائيلي وما تعكسه من تطرف لا تبشر بأي امل في تحقيق تقدم لعملية السلام.
انهيار الاجماع الصهيوني
نبه الباحث السياسي جلال الدين عز الدين إلى اهمية دراسة المشروعات والمقولات الصهيونية في اطار التحليل الواقعي والعملي لما يحدث على الارض داخل اسرائيل حتى لا تتم المبالغة في اهمية بعض الطروح مثل الشرق اوسطية وفرص نجاحها، او التقليل منها، في المقابل، من طروح اخرى وفرص نجاحها مثل الانتفاضة والمقاومة، مشيراً إلى ان الاجماع الصهيوني بدأت في التحلل وبدأت تسود على حسابه اتجاهات فردية واثنية تحمل في طياتها احياناً لا مبالاة بالصهيونية واحياناً اخرى انتقادات جوهرية لها، ونبه إلى طعن ما بعد الصهيونية في عدد من المسلمات الصهيونية وعلى رأسها شرعية النظام السياسي ومدى تمثيل اسرائيل ليهود العالم وكونها ملاذاً لهم من الاضطهاد، فضلاً عن طعنها في الديمقراطية الاسرائيلية حيث تكشف ان التاريخ المبكر لاسرائيل لم يكن ديمقراطياً تماماً في عديد من الزوايا منها عدم المساواة بين مواطني الدولة، فضلاً عن فساد المجتمع الاكاديمي والتعليمي والاعلامي والثقافي والعسكري.
الحرب عقيدة صهيونية
واكد اللواء محمد قدري سعيد الخبير الاستراتيجي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام ان اسرائيل بمخططيها قاموا ببناء عقيدتهم القتالية على مبدأ ان الحرب لا يجب ان تدور فوق ارض اسرائيل بل يجب ان تدور فوق ارض الخصم مما يستوجب بدوره ان تتحرك قواتها إلى ارض الخصم كيما تخلق عمقاً استراتيجياً يسمح بالمناورة بالقوات والنيران بعيداً عن ارض اسرائيل، موضحاً ان تجارب الحروب العربية الاسرائيلية تظهر ان اسرائيل تخطط لكسب حروبها في وقت قصير ذلك انها من الناحية البشرية لا تحتمل الحرب الطويلة، كما ان الاوضاع الحساسة في منطقة الشرق الاوسط نتيجة الاحتياجات النفطية للقوى الكبرى تقتضي ان تكون اسرائيل قد حققت كل اهدافها او يحتمل ان يكون الخصم العربي قد حقق بعض اهدافه.
اليهود في الخارج
وتحدث الدكتور محمد كمال الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن آلية العلاقة ما بين الداخل الامريكي والخارج الاسرائيلي مؤكداً ان معظم التجمعات اليهودية بالولايات المتحدة تسعى لتحقيق هدفين اساسيين: الهدف الاول داخلي: يتمثل في السعي للاندماج في المجتمع الامريكي، مع الحفاظ على قدر من الهوية المشتركة والمرتبطة بالديانة اليهودية.
الهدف الثاني خارجي: يتعلق بمساندة يهود العالم وبخاصة دولة اسرائيل، واشار إلى ان هناك تداخلا وارتباطا كبيرين بين الهدفين حيث ان اندماج اليهود في المجتمع الامريكي يجعلهم يساهمون بشكل اساسي في تشكيل افكاره وقضاياه والتأثير على مؤسساته مما يساعد على تمكينهم من الحفاظ على حقوقهم في المجتمع الامريكي، وفي نفس الوقت يعطيهم الفرصة لاستغلال نفوذهم لضمان مساندة الولايات المتحدة الامريكية لقضايا اليهود في الخارج وبخاصة مساندة اسرائيل مادياً ومعنوياً ودعم هجرة اليهود في العالم إلى اسرائيل واستهداف دعم الرأي العام الامريكي للسياسات الاسرائيلية ومحاولة اظهار الوجه الانساني لها واستخدام الولايات المتحدة في عرقلة أي قرار دولي يصدر في غير صالح اسرائيل، ودفع الكونجرس الامريكي إلى اصدار القوانين التي تصب في مصلحة الحكومات الاسرائيلية وتوظيف الادارات الامريكية المختلفة في ادانة جهود المقاومة الفلسطينية على كافة مستوياتها الرسمية والشعبية واستغلال مفارقة معاداة السامية في استصدار السياسات الامريكية المناسبة واحياء ملف الهلوكوست دوياً لاجتذاب التعاطف الامريكي واظهار اليهود بمظهر العرق المضطهد على مدار التاريخ وتعبئة الاعلام الامريكي سلبياً ضد الانظمة التي تعتبرها الجماعات اليهودية انظمة معادية (كالاتحاد السوفيتي سابقاً والمملكة العربية السعودية حالياً ومصر في بعض الاوقات).
بركان التآلف الهش
وأوضح الدكتور محمود سعيد عبدالظاهر خشية اسرائيل من انفجار بركان التآلف الاجتماعي الهش في داخلها خاصة انه يأتيها هذه المرة ليس من قبل الاقلية العربية او الاقليات العرقية انما هي تتوقعه من مجتمعها الرئيسي الذي ادعت انها قامت لحل مشكلته التي تنامت في اوروبا والتي كانت تعرف بالمسألة اليهودية، جاء ذلك اثناء حديثه عن تعدد الجماعات اليهودية داخل اسرائيل (اثنياً وعقيدياً وثقافياً) واشار إلى ان اليهود الاسرائيليين هذه المرة هم الذين تخشى اسرائيل الدولة على كيانها منهم خاصة ان كل منهم ينكر وجود الآخر ويتهمه بالخروج عن العقيدة الصحيحة، ومن ثم تعمل الدولة الاسرائيلية على المزيد من التأزيم والعسكرة لان مناخ الازمة في تجربتهم يعمل على الالتحام الاجتماعي، واما الاسترخاء النفسي الذي يرتبط بمفاهيم السلام والاستقرار من الخطورة بمكان على هذا المجتمع لانه يسمح بتصاعد الخلافات وتناميها.
النصوص الدينية
ونبه الدكتور محمد هشام الاستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان إلى ان الصهيونية لم تكن في أي وقت ظاهرة دينية يهودية رغم الاستخدام المكثف للصيغ والشعارات الدينية كمسوغ لكسب التأييد الجماهيري، ومن ثم فلا يمكن تفسير دوافع هذه الظاهرة وجوانبها النظرية والعملية او تفسير مسلك الكيان الاستيطاني الذي تمخضت عنه العودة إلى التراث الديني اليهودي والبحث في النصوص الدينية عن اسانيد لهذه الحادثة او تلك فمثل هذه المحاولات لم تسفر الا عن تعميمات ذات طابع عنصري ليس لها أي قيمة معرفية او تفسيرية، وقال ان ثمة ارتباطا وثيقا بين الصهيونية وبين نزعات معاداة اليهود سواء من حيث البنية الفكرية او من حيث الاهداف والنتائج العملية، كما ان اصرار الحركة الصهيونية على اقتلاع افراد الجماعات اليهودية من البلدان التي ينتمون اليها تاريخياً وثقافياً وقومياً يمكن اعتباره شكلاً من اشكال معاداة اليهود مؤكداً ان الدولة الاستعمارية الاستيطانية التي افرزها المشروع الصهيوني لم تستطع ان تتخلص من كل التناقضات الجوهرية التي اتسمت بها الفكرة الصهيونية منذ بداياتها فهي تتخذ من شكل الدولة العلمانية الغربية نموذجاً لها ولكنها لا تستطيع في الوقت نفسه ان تتخلى عن الاساطير والرؤى الغبية التي شكلت احد مبررات وجودها، وهي تنطلق في جوهرها من العداء لليهود واليهودية ولكنها كغطاء واداة لكسب التأييد الجماهيري وهي تدعي انها تمثل حلاً لمشاكل افراد الجماعات اليهودية في العالم باختلاف يفجر بدوره مشاكل جديدة لعل ابرزها هذا الخليط السكاني المتباين ثقافياً وقومياً كما انه يحيل الوطن القومي إلى كيان اشبه بالجيتو من حيث عزلته وانغلاقه واحساسه المتواصل بالتهديد خاصة مع اصرار اصحاب الارض الاصليين على التصدي لمحاولات نفيهم من الزمان والمكان وتمسكهم بحقوقهم التاريخية والانسانية.
الصراع لن ينتهي
ونبه الدكتور حسن ابو طالب الباحث بمركز الاهرام الاستراتيجي إلى انه اذا كانت الرؤية المصرية الرسمية هي الاعتراف باسرائيل كأمر واقع، الا انها تعمل العقل في التحسب لعدوانيتها ومن ثم العمل على محاصرتها لتفوقها العسكري وارتباطها العضوي مع القوة الكبرى امريكا ومن ثم التعامل مع هذه الحقائق بحكمة وواقعية من اجل تحقيق الاستقرار الاقليمي الذي يعد مدخلاً حيوياً لا غنى عنه لاستكمال عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر مما يدعم مكانتها الاقليمية وتأثيرها، مشيراً إلى ان ذلك لا يلغي الدور المصري في التزامه بالقضايا العربية والقومية، مؤكداً ان الصراع مع اسرائيل لن ينتهي بل سيمتد إلى جوانب التنمية الشاملة وان قامت الدولة الفلسطينية.
وأكد اللواء زكريا حسن المستشار الاكاديمي باكاديمية ناصر للعلوم العسكرية ان السلام لا يعني سوى التقليل من حدة التوتر الاقليمي فقط دون تراخي القوات المسلحة والاجهزة المعاونة لها في معرفة ما يدور داخل المجتمعات التي تكون بينها درجة من درجات التصعيد سواء كان عسكرياً او سياسياً او ثقافياً او ايديولوجياً او حضارياً لان دور القوات المسلحة في السلم اصعب من دورها في الحرب، ذلك في الحرب تعلم جيداً من هو عدوك لكن في السلم لا تعرف من اين يأتي التهديد، وقال ان الصراع مع اسرائيل صراع حضاري ممتد وان السلام معها في اطار مبادئها يؤكد اهمية الاستمرار في بناء القوة المسلحة الرادعة التي يتحقق بوجودها مبدأ توازن المصالح في مواجهة توازن القوى الذي تمثله اسرائيل وتعادلها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية.
الحاجز النفسي
وعرض الدكتور سعيد المصري استاذ الاجتماع بجامعة حلوان للرؤى الاجتماعية والثقافية لاسرائيل في المجتمع المصري مشيراً إلى ان الحاجز النفسي الذي يقف بين اسرائيل والمجتمع المصري يرجع إلى التراث الديني والشعبي والسياسي والاحداث اليومية التي تمارسها اسرائيل تجاه الشعوب العربية والشعب الفلسطيني بصفة خاصة، وهاجم المصري من يروجون لعمليات التطبيع بين الحين والآخر في ظل الممارسات الوحشية الاسرائيلية والتي تشكل حاجزاً قوياً يحول دون تقبل اسرائيل ودون تكون اية صورة ايجابية عنها.
نجاح الانتفاضة
وأكد الدكتور عماد جاد الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام انه رغم ما يردده البعض عن التداعيات السلبية للانتفاضة الا ان استشراف مستقبل الاوضاع على المدى البعيد يمكن ان يوحي بامكانية نجاحها في تحقيق تسوية سلمية اكثر عدلاً، فرغم تفوق اسرائيل الظاهري في معادلة المواجهة، فان الانتفاضة ترسخ يوماً بعد يوم ضعف الاساس النظري والنفسي لفكرة الامن الاسرائيلي المبني على التفاوت في القوة كما انها اظهرت ان هناك سقفاً معيناً لهذا التفاوت، كما جعلت مسألة الدولة الفلسطينية ومن موضوع القدس افكار ملموسة على ارض الواقع.
اسرائيل وآسيا
واشار اللواء حسام سويلم مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية سابقاً إلى ان عقد التسعينات شهد خطوات كبيرة باتجاه تعزيز العلاقات الاسرائيلية الآسيوية وبالتالي انتعاش الاقتصاد والصناعة الاسرائيلية واسهام ذلك بالاضافة إلى المعونة الامريكية في تقوي اسرائيل في مواجهة الانتفاضة وآثارها، وقال ان البراجماتية الآسيوية المتصاعدة ونجاح اسرائيل في التوافق والتجاوب مع ما تحتاجه هذه الدول التي ترغب في تعزيز مواقعها الاقتصادية وترغب في الاستفادة من الخبرة الاسرائيلية التكنولوجية، كما ترغب في توظيف اللوبي اليهودي القوي في الولايات المتحدة لخدمة مصالح هذه الدول، كل هذا وظفته اسرائيل جيداً لمصلحتها، ومن خلال استقراء التحرك يمكن استنتاج ان اسرائيل تنطلق في علاقاتها مع الدول الآسيوية من رؤية متكاملة وادراك عميق لما تمثله قارة آسيا من اهمية كبيرة سوف تتزايد في القرن الحادي والعشرين يحدث ذلك في الوقت الذي تتوافر فيه لدى الدول العربية والاسلامية رؤية مماثلة بالرغم من ان النشاط الاسرائيلي في آسيا يؤثر سلباً على الدول العربية والاسلامية، واوضح ان اسرائيل تركز على ايجاد مساحة من التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها، ويستند المنطق الاسرائيلي في ذلك على ان أي شكل من اشكال التعاون الاقتصادي والفني سيؤدي إلى ايجاد مصالح مشتركة تفتح الطريق ولو بعد حين امام العلاقات السياسية الكاملة عندما تتهيأ الظروف المناسبة مشيراً إلى سبق نجاح هذا الاسلوب مع الصين ويختبر حالياً مع اندونيسيا باعتبارها دولة اسلامية كبرى واذا حدث اعتراف من اندونيسيا باسرائيل فان ذلك سيمثل عنصراً ضاغطاً على ماليزيا لاتخاذ خطوة مماثلة خاصة اذا ما نجحت اسرائيل في اقامة علاقات طبيعية مع افغانستان، ونبه إلى ان جزءا كبيرا من نجاح اسرائيل في تعزيز علاقاتها بالدول الآسيوية يعود إلى قدرتها على تحريك الهواجس الامنية واللعب على وتر الارهاب ويصدق هذا التحليل بصفة خاصة على تركيا والهند وتستطيع اسرائيل عندئذ ان تقدم خبراتها في هذا المجال مما يعني في المحصلة رواجاً لتجارة السلاح الاسرائيلية، كما ان التعاون الهندي الاسرائيلي يثير مخاوف باكستان وهو ما يمكن ان يدفع باكستان للتقارب مع اسرائيل في محاولة لابعادها او تحييدها عن النزاع القائم بين الهند وباكستان، واضاف ان العلاقات الصينية الاسرائيلية لها ابعاد متعددة لكن الابعاد العسكرية والتكنولوجية هي اخطرها اثراً على الدول العربية والاسلامية وتحاول اسرائيل اقناع الصين بوقف تعاونها مع ايران بصفة خاصة، كما تحاول اقناعها بالحد من مبيعات السلاح الصينية إلى الدول العربية وهذا ما يعني اجمالاً استمرار التفوق الاسرائيلي القائم حالياً، وزيادة الخلل القائم في الميزان الاستراتيجي لصالح اسرائيل، واكد ان مشاركة اسرائيل للولايات المتحدة في الحرب الدائرة ضد ما يسمى الارهاب سيرفع من اسهم اسرائيل في الدول الآسيوية باعتبار التحالف الاستراتيجي القوي بين اسرائيل وواشنطن من جهة وخبرات اسرائيل في مكافحة الارهاب من جهة اخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.