منذ الكمين الذي قتل فيه تسعة جنود اسرائيليين وثلاثة مستوطنين في الخليل (الضفة الغربية) منتصف نوفمبر الماضي، يؤكد سكان حارة الرجبي في الجزء الشرقي من البلدة القديمة تعرضهم لحملة تنكيل يمارسها الجيش الاسرائيلي كان آخر فصولها امس الأول الاثنين ضرب الفتى عمران ابو حمدية (18 عاما) حتى الموت. وكانت مجموعة من اربعة عناصر مما يسمى حرس الحدود الاسرائيلي، معروفة لاهل الحي بحسب شهود من السكان، اقتادت ابو حمدية طالب الثانوية العامة من امام منزله ليجده اصدقاؤه بعد عشرين دقيقة من اختطافه، مضرجا بدمائه وقد فارق الحياة. وقال عبد الغني ابو حمدية (27 عاما) عم الفتى في حديث لمراسل وكالة فرانس برس ساورنا القلق عندما علمنا بقيام رجال حرس الحدود باقتياده، لكننا لم نتوقع ابدا ان يعود الينا جثة هامدة. واضاف تعرض عدد كبير من شبان ورجال الحي للضرب والتنكيل والاهانة على ايدي الجنود الاسرائيليين الا انها المرة الاولى يقضى فيها احدهم جراء ذلك. واكدت مصادر المستشفى المحلي الذي نقل اليه ابو حمدية ان الفتى توفي جراء ضربات قاتلة على الرأس. وتعكس ظروف مقتل ابو حمدية الواقع الصعب لسكان الحي والبلدة القديمة حيث يعيش نحو 40 الف فلسطيني في حظر التجول المشدد منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي عندما شن مقاتلون فلسطينيون هجوما اسفر عن مقتل تسعة جنود اسرائيليين بينهم قائد الخليل العسكري وثلاثة مستوطنين. وقال راشد الرجبي (30 عاما) احد الشهود كنا اربعة اشخاص معنا عمران نقف امام منزله المجاور للمسجد بعد اداء صلاة العشاء عندما توقفت دورية حرس الحدود وبداخلها اربعة عناصر، طلب الجنود بطاقات هوياتنا ودققوا فيها وطلبوا منا ان نغادر ما عدا عمران الذي اقتادوه معهم على متن سيارة الجيب العسكرية. وتابع عندما استفسرنا عن سبب اصرارهم على اخذه معهم قالوا انهم سيعيدونه بعد استجوابه، لكننا تبعناهم سيرا على الاقدام باتجاه المنطقة الصناعية حيث اعتادوا اصطحاب من يقتادونه .. ورحنا نبحث هناك عن الفتى الذي وجدناه بعد عشرين دقيقة جثة هامدة على الارض يتدفق الدم من رأسه وانفه وظهره. وقبل ساعة من اختطاف عمران ابو حمدية وضربه حتى الموت كان شاب آخر من حارة الرجبي هو حمزة سلمان الرجبي (22 عاما)، قد تعرض لعملية اختطاف وتنكيل مشابهة لكنها لم تنته بالموت. وروى حمزة الرجبي من فراشه في منزله بحارة الرجبي تفاصيل الحادثة، فقال قبل حوالي ساعة على اختطاف ابو حمدية عندما كنت في طريقي الى المسجد لصلاة العشاء اوقفني اربعة عناصر من دورية لحرس حدود وطلبوا هويتي الشخصية قبل ان ينقلوني معهم الى المنطقة الصناعية القريبة. واضاف وهو يشير الى اثار الكدمات والضرب على جسمه انزلوني من سيارة الجيب قرب سور وامروني بالوقف امام السور ثم راحوا يضربونني باعقاب بنادقهم ويركلونني بارجلهم نحو عشر دقائق متواصلة ويكيلون لي الشتائم حتى سقطت مغشيا علي. وعثر سكان من الحي على الرجبي ملقى بجانب السور في المنطقة الصناعية بعد وقت قصير على اختطافه. وزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي انه فتح تحقيقا في ظروف مقتل ابو حمدية.