تألمت كثيرا عندما سمعت نبأ وفاة والدنا الحبيب الكبير في أخلاقه وعطائه ونبله الشيخ حمد بن علي آل مبارك رئيس مجلس ادارة (دار اليوم) للصحافة والطباعة والنشر, والذي رأس المجلس لأكثر من ثلاثة عقود, ساهم من خلالها في بناء قاعدة قوية لاحدى مؤسساتنا الوطنية الاعلامية, وقد تركها - رحمه الله - بعد ان شهدت تلك المؤسسة الاعلامية نقلة نوعية في الأداء والتطوير في مختلف الجوانب. رحم الله الوالد الفقيد فقد كان صديقا مقربا لوالدي الشيخ حمد الجاسر, وقد كان بينهما من المودة والمحبة ما يشهد على متانة تلك العلاقة وصلابتها, ولعل من اول شواهد تلك العلاقة, عندما زارني والدي الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - بالمنطقة الشرقية عام 1394ه, وقد كنت طالبا حينئذ في كلية البترول والمعادن (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حاليا) واحتفل بمقدمه الشيخ المبارك واقام له مأدبة كبيرة في حضور اعلامي وثقافي من أبناء المنطقة. كما كان الفقيد - رحمه الله - يسألني كثيرا عن الوالد حمد كلما رآني بل كان يطلب مني بتواضع العلماء ان ازوره كلما زرت المنطقة الشرقية ولعل من آخر الشواهد على قوة العلاقة بين الشيخ المبارك ووالدي حمد - رحمهما الله - ان الشيخ المبارك هو آخر من زار والدي قبل العملية الجراحية التي أجراها قبل وفاته وقد كان لتلك الزيارة تأثيرها الايجابي على نفسية والدي وزيادة صبره واقدامه على العملية التي كان الشيخ آل مبارك قد اجرى مثلها قبل فترة من الزمن ولا انسى ثقافته الواسعة والشاملة والتي يلمسها كل من تعامل معه - رحمه الله - او جلس اليه, كما عرفت الشيء الكثير من تواضعه وقدرته على معالجة الأمور بروح واثقة متفائلة. رحم الله الفقيد الوالد الشيخ حمد المبارك فقيد الأسرة الاعلامية الذي هو - بحق - فقيد (اليوم) الصحيفة, فعزائي لأبنائه وأسرته ومحبيه من مختلف أوساط المجتمع داخل المملكة وخارجها. *الرئيس والأمين العام لمركز حمد الجاسر الثقافي