بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والامريكي جورج بوش في محادثة هاتفية جرت بينهما أمس طائفة واسعة من القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. وذكرت مصادر اعلامية في قصر الكرملين أن الرئيس الروسي دعا نظيره الامريكي الى تجنب حدوث كارثة انسانية في منطقة العمليات العسكرية بالعراق. وجدد الرئيس الروسي موقف بلاده من المسألة العراقية مشيرا الى العواقب الانسانية الوخيمة التي يمكن أن تسفر عن اطالة أمد الحرب. وفضل الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عودة مفتشي الاسلحة الدوليين في اقرب فرصة ممكنة الى العراق لدراسة المواقع التي قال الامريكيون انها يشتبه في أنها تستخدم في انتاج اسلحة دمار شامل. وقال عنان للصحافيين ان المفتشين الدوليين لايزالون يتولون مسؤولية نزع اسلحة العراق ويجب ان يعودوا الى العراق لاجراء عمليات التفتيش ما ان يسمح الوضع بذلك. واوضح ان مجلس الامن الدولي والاممالمتحدة لا يزالان ينظران الى قرارات الاممالمتحدة على انها صالحة ومن بينها التفويض الممنوح الى المفتشين. وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد قالت يوم امس ان القوات الامريكية تفتش مصنعا لمعرفة ما اذا كان استخدم في صنع اسلحة كيميائية.وتقوم القوات الامريكية في العراق بالتحقق من معلومات مستقاة من اسرى عراقيين وبعض الوثائق عن مواقع محتملة لاسلحة كيماوية وبيولوجية بيد انها وحتى اليوم لم تؤكد وجود اى من اسلحة الدمار الشامل وفقا لما قاله مسؤول رفيع في ادارة الرئيس جورج بوش.واردف هذا المسؤول ان مصنعا مشبوها في النجف قد وقع تحت ايدى القوات الامريكية الا ان القيادة المركزية الامريكية اوضحت في بيان انه من السابق لاوانه تسمية المصنع مصنعا للاسلحة الكيماوية والبيولوجية لكنها اشارت الى انها تتحقق من بعض المواقع المشتبه فيها.وذكر قائد امريكي في المنطقة ان مسؤولين امريكيين يقومون بالتحقيق مع جنرالين عراقيين حول اسلحة كيماوية وبيولوجية وان الجيش مازال يتابع تفاصيل مخبأ وثائق عثرت عليه فرقة الكوماندوز الامريكية في غرب العراق.وتبدو حاجة الولاياتالمتحدة ملحة في العثور على اسلحة كيماوية او بيولوجية لتقول انها لم تغز العراق الا لتخليصه من اسلحته ذات الدمار الشامل. وقال مسؤول في البنتاغون أمس إن الولاياتالمتحدة تملك معلومات مفادها ان القوات العسكرية العراقية حصلت على اذن باستخدام اسلحة كيميائية في جنوبالعراق وتحميل القوات الامريكية مسؤولية ذلك.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الذي لم تورد اسمه قوله: لدينا تقارير تفيد بان العراقيين ينوون او انهم قد يلجأون الى استخدام اسلحة كيميائية ضد مدنيين في منطقة البصرة ثاني مدن العراق.واوضح ان بغداد تنوي تحميل القوات الامريكية والبريطانية في المنطقة مسؤولية المجازر التي ستنجم عن استخدام هذه الاسلحة. من جهة ثانية، قال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبى خافيير سولانا أمس في برلين ان مسألة الاشراف على مرحلة ما بعد الحرب في العراق تعود للامم المتحدة وليس للولايات المتحدة.وقال سولانا لتلفزيون "إن تي في" إن الاممالمتحدة هي التي ستشرف بشكل تام على عملية ما بعد الحرب سواء كان تولي الاسرة الدولية القيادة يعجب الامريكيين ام لا، معربا عن خيبة امله من اختلاف دول الاتحاد الاوروبي والتي لا تتكلم بصوت واحد على صعيد السياسة الخارجية.وكان الامريكيون قد اعلنوا انهم يعتزمون ان يمارسوا في مرحلة اولى ما يشبه الوصاية على العراق فيتولون بانفسهم الادارة العسكرية والمدنية فيه فور انتهاء العمليات العسكرية.